الإثنين 29/أبريل/2024

عبد السلام صيام.. رحيل صمام أمان المقاومة

عبد السلام صيام.. رحيل صمام أمان المقاومة

عمل بصمت وبعنفوان الشباب، ورحل بصمت تاركاً الألم في نفوس من عرفه من أبناء شعبه، الذين خدمهم بالسر والعلن، حامياً جبهتهم الداخلية من كيد الاحتلال، ومبادراً في تيسير أمورهم الحياتية والحكومية.  

هو الراحل القيادي في حركة حماس، عبد السلام صيام، رئيس لجنة العمل الحكومي في قطاع غزة سابقاً، الذي عرفته أحياء مدينة غزة بعمله الدؤوب ميدانياً ما بين الدعوة والإدارة تارة، والأمن والعمل الحكومي تارة أخرى، جلُّها في السر وبعضها اليسير في العلن.  

الرجل المعطاء صدم الجميع برحيله، ظهر الاثنين الماضي، بعد صراع طويل مع المرض، ثم إصابته بفيروس كورونا، سجل في دفتر حياته محطات من العمل الدؤوب.  

من الرعيل الأول
ووفق متابعة “المركز الفلسطيني للإعلام“؛ فقد روى كمال صيام، محطات حافلة بالعمل الجهادي والأمني.  

وقال: “عندما بايع أخي حركة حماس عام 1984 كان عمره 16 عاماً، ثم كان أحد نشطاء انتفاضة الحجارة منذ انطلاقتها، حيث أصيب بتسع طلقات مطاطية في صدره على بوابة مسجد الرضوان الغربي”.  

وأضاف صيام: “شقيقي كان وقود ثورة حيث كان يعد شريطًا مسجلًا لتحريض الناس على الانتفاضة، ويبث عبر سماعات مسجد الرضوان فيأتي الاحتلال ليطوق المسجد معتقدا أنه يوجد به أحد ويكون المسجد فارغاً”.  

وتابع: “قوات الاحتلال اعتقلت أخي عدة مرات، وفي إحداها أصيب أبي رحمه الله بالإغماء، فقال له ضابط المخابرات: قوم يا حج بكره ابنك بصير رئيس وزراء وكان ذلك عام 1992م”.  

عمل أمني
وحول المهام التي كلف بها عبد السلام صيام، أوضح شقيقه أنه كُلف بمسؤولية جهاز الأمن العام التابع لحماس بقطاع غزة في عمره الـ24، في حين عمل مع القائد الراحل أحمد الجعبري في رعاية أسر الأسري والشهداء فور خروج الرجلين من السجن عام 1995م.  

وأكد شقيقه أن الراحل تحمل مسؤولية جهاز الأمن العام مجددا في بداية انتفاضة الأقصى، وكان له بصمة واضحة في إرساء قواعد الجهاز؛ من حيث التركيب الإداري، ومن حيث القدرة الأمنية على معرفة ما يحاط من مكر ومؤامرات تستهدف حماس والشعب الفلسطيني في المنطقة.

وأشار إلى أن الراحل أحد مؤسسي جهاز الأمن الداخلي الفلسطيني في قطاع غزة، ونجا من محاولة الاغتيال في العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2008م، حينما كان في مبنى المشتل الذي تعرض لقصف من الطائرات والبوارج الحربية.  

مهام أكاديمية وإدارية
وحول عمله الأكاديمي الإداري؛ فقد تقلد صيام مسؤولية الشؤون الأكاديمية في الجامعة الإسلامية بغزة.  

وكُلف بمسؤولية الأمانة العامة في الحكومة الفلسطينية في غزة، ثم مسؤولية اللجنة الإدارية الحكومية في قطاع غزة، ثم أميناً عاماً لديوان رئيس حركة حماس في قطاع غزة.  

وأدى الراحل صام تلك المهام الإدارية إلى جانب تحمله مسؤوليات أمنية جديدة وإشرافه على ملفات إستراتيجية في حركة حماس، منها زيارته إلى لبنان والاجتماع مع قيادات وازنة في المقاومة اللبنانية كان لها دور كبير في تحسين العلاقة معها بعد الفتور والقطيعة بسبب أحداث الثورة السورية.  

العمل الخيري  
الراحل صيام، أصيب بعدة أمراض مزمنة، تشافى منها بعد سنوات من العلاج، تزامنت مع إنفاق جزء كبير من راتبه على رعاية أسر معوزة، في حين أسس أثناء علاجه من سرطان البنكرياس صندوقاً للتبرع للفقراء، ساهم في إيصال عشرات آلاف الدولارات من رواتب الموظفين المتبرعين.  

ونعت حركة حماس إلى الشعب الفلسطيني خاصة، والأمتين العربية والإسلامية عامة، فقيدها عبد السلام بدر صيام، الذي وافته المنية ظهر الاثنين عن عمر ناهز 52 عامًا.  

وقالت حماس، في بيان نعي: إنه برحيل القائد أبو محمد تفقد فلسطين رجلًا مخلصًا صلبًا عاش من أجل شعبه وقضيته، وذاق مرارة الأسر لدى الاحتلال، والإصابة في البدن والنفس والمال، حتى كان رمزًا وقدوة للدعوة والتضحية والتربية والجهاد في سبيل الله.  

وبيّنت أن الفقيد تنقل في محطات جهادية عديدة، فبالإضافة إلى جهاده الميداني، كان صمام أمان لأمن المقاومة ولأبناء شعبنا على مدار سنين طويلة، ولقد شغل مواقع أمنية رفيعة غير معلنة.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات