أحباب من كل مكان..روضة إلكترونية من غزة

لم تتوقع ختام أبو عوض الخبيرة في مجال رياض الأطفال، أن استمرار جائحة كورونا سيرافقه نجاح متعاظم في مبادرتها الإلكترونية التي بدأت من حجرة منزلها، ووصلت لمئات البيوت داخل فلسطين وخارجها.

قبل عام أرادت أبو عوض بعد أن تركت مجال التدريس الوجاهي في رياض الأطفال بغزة أن تقدم شيئًا لأطفال غزة مع الحجر الإلزامي، ومساعدتهم لتخطي معاناتهم من الحصار والعدوان.

خاطبت ختام أطفال غزة عن بعد، فصممت صفحة إلكترونية خاصّة أسمتها “أحباب من كل مكان” تجسّد صفوفًا افتراضية لروضة أطفال تعلمهم فيها عن بعد باستخدام تطبيقات الكترونية.

مبادرة متواصلة

بعد ستة أسابيع وصل عدد الأطفال الملتحقين بالصفوف لـ 350 طفلاً من غزة والضفة ودول مثل الكويت والعراق وأستراليا، ما دفعها لمواصلة العمل والإبداع.

وتقول أبو عوض لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أمضيت 10 سنوات أعمل في رياض الأطفال بأجر زهيد، ثم تركتها، ولما بدأت الجائحة أردت التواصل مع الأطفال، وصممت روضة الكترونية مبادرةً نالت تشجيعا كبيرا واهتماما متواصلا”.

لا تنسى اليوم الأول للمبادرة الذي سجلت فيه 150 أسرة أطفالها في بداية أزمة كورونا فبدأت بإلقاء الحصص عن بعد، وقسمت الأطفال لمجموعات على مدار الأسبوع.

وتتابع: “المبادرة نالت اهتماما إعلاميا محليا ودوليا، ووصل صوتي من غزة للعالم، ومع بداية هذا العام طورت المبادرة، وبدأت ألتقي بالأطفال على أرض الواقع، وختمت الفصل الأول بحفل كبير وتوزيع شهادات”.

بعد عدوان غزة مايو 2021م أعادت ختام الاتصال بالأطفال، وقسمتهم من القطاع لثلاث مجموعات من وسط القطاع وجنوبه وشماله، وأجرت فعاليات تفريغ نفسي وانفعالي باستخدام التعليم باللعب.

تفاعل دون دعم

كل من يسأل ختام “لماذا تقدمين كل هذا الجهد مجاناً؟” تجيبه أن طموحها يتخطى ما تقدمه حالياً في مجال رياض الأطفال، وأن إبداعها سيصل يوماً ما للعالمية.

تخرجت أبو عوض عام 2008م في تخصص رياض الأطفال، ولم تنل فرصة عمل جيدة، فنشطت في مجال الرياض 10 سنوات قبل أن تبدأ مبادرة “أحباب من كل مكان”.

وضعت بخبرتها الخاصّة منهاجاً تعليمياً استند لمنهاج رياض الأطفال بغزة، لكنها أضافت عليه التعليم عن طريق اللعب وجلسات تعليمية تشرح فيها ما تريد حسب الفئة العمرية.

وتضيف: “المنهاج حسب عمر وفئة الطفل يضم مواد اللغة والحساب ومواد أخرى، ولديه مواد للترفيه والتعليم بلعب الدمى، وبسبب الفقر كثيرون التحقوا بالروضة؛ لأنهم لا يملكون ثمن رسوم رياض الأطفال”.

وتهتم مبادرة “أحباب من كل مكان” بالمتابعة مع الأمهات عبر أنشطة ولقاءات دورية مع متخصصين في التربية للإجابة عن أي تساؤلات تواجه الأمهات مع الأطفال.

وتمضي أبو عوض عدة ساعات يومياً في حجرتها الخاصة التي حولتها لفصل افتراضي وفق جدول زمني تقدم فيه الحصص لكل فصل على حدة، في حين تجمعهم في فصل واحد وهم يجيبون على تكليفاتهم وتحفّزهم صوتياً.