السبت 27/أبريل/2024

الأشقاء الأربعة الجرحى.. عاجزون عن العلاج والعودة للملاعب

الأشقاء الأربعة الجرحى.. عاجزون عن العلاج والعودة للملاعب

في منزل الأشقاء الجرحى الأربعة، يتسلل الألم فوق رؤوس أصابعه مذكراً بمعاناة ممتدة منذ ثلاث سنوات تتجدد شهريًّا دون نهاية.

أصيب الشقيقان التوأمان “محمد وأحمد” دياب (32 عاماً) برصاص الاحتلال عام 2018م، في مسيرة العودة ولحق بهما شقيقاهما بلال (31 عاماً) وإبراهيم (22 عاماً) بعد عدة أشهر.

لفتت قصة جراح الأشقاء الأربعة أنظار وسائل الإعلام سيما وأنهم يمارسون رياضة كرة القدم في أندية قطاع غزة لكن مع مرور الوقت تقادم التفاعل الإعلامي معهم وظلوا يصارعون عجزهم عن استكمال العلاج داخل غزة وخارجها

بطالة وإصابة

لا يمارس الأشقاء أي مهنة وهم جنود في جيش البطالة بغزة، لكنهم بحاجة لاستكمال العلاج على يد أطباء من تخصصات مختلفة رغم مرور 3 سنوات على إصابتهم. 

في حجرة متواضعة يصطف الأشقاء الجرحى فوق سرير خشبي للتعريف عن حالتهم التي سمع بها الناس في عدة دول ولم ينالوا من القضية سوى شهرة مؤقتة.

يقول أحمد (32 عاما): إنه أصيب في 20 إبريل عام 2018م برصاصة متفجرة في الفخذ أجرى بعدها عدة عمليات جراحية قبل أن تنجح إحدى الشظايا المتفجرة في الوصول قرب عصب الساق. 

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أجريت 16 عملية جراحية في مستشفيات قطاع غزة، وتركت الإصابة جرحًا غائرًا وتشويهًا كبيرًا في ساقي تحتاج لتجميل، وأشعر بألم الشظايا في برد الشتاء”. 

في الجوار يمدد توأمه محمد ساقه المثبتة في ضمادات للعظام تجبره على استخدام عصا طبية للمشي والتنقل بين أروقة المخيم وقد بدا يائساً من استجابة أحدهم أمام معاناته. 


محمد
 

يؤكد محمد أنه أصيب يوم 11 مايو عام 2018م في ساقه ما أدى لجراح خطيرة يحتاج بعدها الآن لتركيب مفصل مع وصول شظايا الرصاص المتفجّر إلى عمق عظام الفخذ.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أحتاج لتغيير مفصل، ولدي خشونة في الركبة وشظايا دمرت ساقي، لكن مشكلتي الآن أنني بحاجة لاستكمال علاجي بمصر، ولا أملك ثمن تكلفة السفر والإقامة رغم حصولي على تغطية من وزارة الصحة الفلسطينية”. 

أخبرت المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة بغزة أن الشقيقين لا علاج لهما بغزة، وعليه فإن أي تحسن في حالتها قد يكون بمستشفيات عربية يعجزون في الوصول لها.

ونال رصاص الاحتلال المتفجّر الذي صوبه آلاف المرات على أجساد المشاركين في مسيرات العودة السلمية على حدود غزة من الشاب بلال دياب (31 عاماً) حين فجّر الرصاص ركبته اليمنى في مايو 2018م.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الرصاصة أصابت ركبتي، وانفجرت وتؤلمني، خاصة في الشتاء، وأضطر للمبيت كل عدة أسابيع في المستشفى لعلاج شظايا تتسبب في التهابات متكررة بعد نقص دائم في عظام الساق”. 


بلال
 

أصغر الأشقاء الجرحى هو إبراهيم ويبلغ من العمر الآن (21 عاماً)، وقد أصيب مرتين الأولى في 21 سبتمبر 2018م والثانية عام 2019م بعد أن كاد الرصاص المتفجر أن يقتله. 

ويقول إبراهيم لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الإصابات برصاص متفجر في الأرجل والبطن أدت لاستئصال جزء كبير من الأمعاء والقولون، وتركت ثقوبًا تسبب لي مشاكل طبية مستمرة في الأمعاء والأوعية الدموية”.

يحتفظ الأشقاء الأربعة بأوراق طبية تشرح ملفاتهم الطبية التي بدأت بالإصابة، وامتدت لمشاكل كثيرة ومتواصلة، وتؤكد حاجتهم لاستكمال العلاج، لكن سلم العقبات أمامهم طويل بلا نهاية. 

اعتزال اضطراريأقام الأشقاء الأربعة عام 2018م جميعهم في المستشفى بعد إصابتهم برصاص الاحتلال أو عودة بعضهم لاستكماله نتيجة مضاعفات طبية، وهكذا أمضوا معظم الأعوام الثلاثة الماضية. 

يناشد محمد رئيس السلطة الفلسطينية وجميع المسؤولين الفلسطينيين بالنظر لمعاناتهم التي جمعت 4 أشقاء جرحى في بيت واحد، “ولا نملك ثمن أو طريقة لاستكمال علاجنا”. 


إبراهيم

ويتابع: “كنا نحن الأربعة لاعبي كرة القدم، فنحن التوأمان نلعب كرة قدم في نادي أهلي البريج، ثم انتقلنا لنادي اتحاد الزوايدة، وبلال كان لاعبا في نادي شباب الزوايدة، وإبراهيم لعب في نادي أهلي النصيرات، والآن عجزنا كلنا عن رياضة نحبها”. 

وكان الأشقاء الأربعة تنقلوا لعدة أعوام لاعبي كرة قدم في أندية بقطاع غزة، لكن تعرضهم للإصابة أقعدهم عن ممارسة هواية احترفوها لسنوات، وكان محط اهتمام الناس حين كان الأربعة يلعبون سوياً. 

ويقول إبراهيم: “كل حياتي كانت في كرة القدم؛ فقد لعبت أكثر من 10 سنوات منذ كنت صغيرًا في الأندية، ولكن بعد الإصابة لا أستطيع اللعب ولا الجري، بل تحولت لعاجز حياته مهددة”.

لا يستطيع الأشقاء الأربعة ممارسة أي مهنة؛ لأن زيارتهم متكررة ومرجحة بين أسبوع وآخر لمستشفيات قطاع غزة التي لم يعد بيدها تقديم الجديد لتحسين حالتهم.

ويحصل الأشقاء الأربعة على مساعدات مالية متواضعة لا تكفي لسد أجرة منازلهم أو شراء الطعام ومتطلبات أطفالهم الصغار الذين لا يدركون حكاية عجز وألم آبائهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...