الإثنين 29/أبريل/2024

الصين والقضية الفلسطينية.. مساعٍ فلسطينية لتوطيد علاقات الشعبين

الصين والقضية الفلسطينية.. مساعٍ فلسطينية لتوطيد علاقات الشعبين

تعيش العلاقات الفلسطينية الصينية نوعاً من التقدم مع زيادة سعي الفلسطينيين إلى كسب الدعم الصيني في تحقيق حقوقهم، وجلب الدعم الإنساني للشعب الواقع تحت احتلال إسرائيلي منذ أكثر من 70 عاماً.

ومن أجل تلك الأهداف، انطلقت أعمال المؤتمر الدولي الأول تحت عنوان “الصين والقضية الفلسطينية”، الهادف إلى توسيع دائرة العلاقات بين الشعبين العظيمين.

المؤتمر الذي اختتم أعماله “منتدى آسيا والشرق الأوسط”، بالتعاون مع مجموعة من المنظمات والمؤسسات الدولية، وأصدقاء الشعب الفلسطيني في جمهورية الصين الشعبية، في مدينة إسطنبول، شارك فيه شخصيات سياسية وأكاديمية عربية وصينية ودولية.

الصين والقضية الفلسطينية
وحول المؤتمر ومخرجاته، أكد د. محمد مكرم بلعاوي، رئيس المؤتمر ورئيس منتدى آسيا والشرق الأوسط، أن المؤتمر الدولي الأول الذي عقده المنتدى في إسطنبول تحت عنوان “الصين والقضية الفلسطينية”، سيراكم جهوده ليشكّل منصة لتبادل الأفكار والآراء بين الشعبين الصيني والفلسطيني.

وأوضح بلعاوي، في حديث صحفي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن المؤتمر ناقش العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والصيني على مدار التاريخ، محاولاً توصيف العلاقة الصحية بين فلسطين والصين.

وأكد الأكاديمي والباحث الفلسطيني أن هذه العلاقة من الأهمية بمكان أن تكون قائمة على المبادئ المشركة والمصالح بين الشعبين.

وعبّر بلعاوي عن أمله أن يمثل المؤتمر دفعة جديدة لتحقيق الحقوق الفلسطينية، وكسب الدعم الصيني لها وعلى الصعد المختلفة خاصة الصعيد السياسي.

وقال: “نأمل أن يكون المؤتمر انطلاقة لحوار طويل ومثمر، وأن يتبعه فعاليات وأنشطة مختلفة ليس في تركيا أو فلسطين بل يصل إلى الصين”.

جهود دولية

وحول تفاصيل المؤتمر، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر خالد هنية: إن المؤتمر جاء نتيجة جهود متراكمة ومشاركة دولية واسعة في سبيل بناء منصة حوار آسيوي بين الشعوب والدول الآسيوية وكترجمة إلى أهداف تعزيز وتحقيق التفاعل الصيني تجاه القضية الفلسطينية.

واستعرض هنية، جلسات المؤتمر الحوارية، وأهدافه، مبينًا أن الجلسات ستكون على شكل حواري كنموذج دافوس لإتاحة الفرصة للنقاش والأسئلة، وستتزامن مع قاعة أخرى في الصين.

من جانبه، أكد رئيس رابطة “برلمانيون لأجل القدس”، الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر، أن الصين منذ ما قبل استعادتها لمقعدها في الأمم المتحدة حافظت على مواقف مؤيدة للقضية الفلسطينية ولنضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه في التحرر والاستقلال، مبينًا أن مشروع مبادرة الحزام والطريق الصيني يحتاج إلى بيئة خالية من الاحتلال وآمنة، وهو ما يتناقض مع وجود الاحتلال الإسرائيلي الذي يزعزع الأمن في المنطقة.

الاحتلال عائق في تحقيق الأمن

وأشار الأحمر إلى أن استمرار الاحتلال “الإسرائيلي” عائق في تحقيق الأمن في المنطقة والعالم، واصفا إياه بـ”أشد الأخطار على السلم والأمن”، داعيًا لتحقيق العدالة في توزيع الثروات ودعم شعوب المنطقة، وإزالة العدوان والاحتلال، والعمل على بناء منظومات التعاون والإنتاج الإبداعي لزيادة رفاهية الإنسان.

وشدد على أن تحقيق العدالة والأمن للشعوب يتطلب بذل المزيد من الجهود والضغط في سبيل تفكيك النظام العنصري وخاصة في الأراضي الفلسطينية، موضحاً أنها جسدت خلال الأعوام الماضية دورًا فعالًا في إحقاق الحق وكبح التطرف للحكومات “الإسرائيلية” التي تتحرك في غطاء ودعم من الحكومات الأمريكية.

ودعا الأحمر إلى عقد لقاءات مع قيادة وممثلي مجلس الشعب الصيني واستقبالهم بمقر الرابطة، أو زيارة العاصمة بكين؛ لتبادل الآراء وبناء تصورات مشتركة لدعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن نوابه المنتخبين من اعتداءات قوات الاحتلال وحماية قيمة ومقدساته وتناول مختلف القضايا التي تهم المنطقة.

ضرورة الخروج من المصالح الضيقة

بدوره أشار رئيس المعهد الباكستاني الصيني، مصطفى حيدر سيد، إلى أن باكستان تقوم بدور كبير للضغط على الصين، لإدراج فلسطين بطريقة ملموسة ضمن مبادرة الحزام والطريق، مطالبًا بتنسيق الجهود وتشكيل تحالف من مؤسسات عربية وإسلامية، للضغط من أجل أن تأخذ فلسطين أولوية في السياسة الخارجية الصينية.

وبيّن سيد أن هناك قلقا متناميا لدى الدول الأوروبية تجاه الدعم الأمريكي غير المحدود للسياسات “الإسرائيلية” غير الإنسانية، مشيرًا إلى أن هناك حرب معلومات تشن لتزييف الحقائق حول فلسطين، من الدعاية “الإسرائيلية”.

وشدد على أن قضية فلسطين يجب أن يسلط عليها الضوء باعتبارها اهتمامًا جماعيًّا وإنسانيًّا وأساسيًّا، موضحًا أنه لا يوجد سبب يمنع الصين من أخذ موقف قوي تجاه فلسطين لكن هذا يتطلب جهدًا منسقًا للدفع بذلك.

وأضاف سيد أن خدمة القضية الفلسطينية وحقوق الإنسان يتطلب الخروج من المصالح الضيقة والشخصية والسياسة المريحة، مشيرًا إلى وجود قلق متنامٍ لدى الدول الأوروبية تجاه الدعم الأمريكي غير المحدود للسياسات الإسرائيلية، وهو أمر يجب استثماره لمصلحة القضية الفلسطينية من المؤسسات والجهات المهتمة بالقضية.

حماس والصين

أما رئيس مكتب العلاقات الدولية ونائب رئيس حركة حماس في الخارج، الدكتور موسى أبو مرزوق، فأعرب أن أمله أن تأخذ الصين دورًا أكبر وأوسع في دعم نضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه، مضيفًا أن القضية الفلسطينية قضية مركزية في منطقة غرب آسيا والعالم.

وأكد أبو مرزوق أن حماس تؤيد كل ما من شأنه تقريب الرؤى بين أي دولة والقضية الفلسطينية، داعيًا إلى تطويق “جذور الإرهاب الصهيوني الذي ترعاه أمريكا والدول الاستعمارية في المنطقة”.

وشدد على موقف حركته الرافض للتدخل في شؤون الداخلية للدول، مستدركًا “لكننا نأمل للصين أن تكون بعيدة عن الاحتلال الإسرائيلي، ووجود الاحتلال سيشكل مصدر اضطراب مستمر لسياسة الصين وخططها المستقبلية الطموحة بسبب ارتباط هذا الاحتلال الذي ترعاه أمريكا بالقوة الاستعمارية”.

طبيعة العلاقات السياسية

بدوره، وصف رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، جواد الحمد، السياسة الراهنة للصين تجاه القضية الفلسطينية بـ”الحذرة”، مشيراً إلى أنها “تختلف عن الولايات المتحدة في مسألة تبني مبدأ حل الدولتين، وتؤكد ضرورة أن تكون لفلسطين سيادة كاملة على أراضي 1967”.

ورأى الحمد أن الصين تعد القضية الفلسطينية قضية عادلة، وتقيم اتصالات مع حركة “حماس”، ودائما ما تطالب الولايات المتحدة بالضغط على الاحتلال لوقف الاستيطان، مستدركاً بأنها “لا تستخدم نفوذها للضغط مباشرة على الاحتلال”.

وشدد على ضرورة تكثيف الجهود الفلسطينية والعربية من أجل التواصل أكبر مع الصين، وتوضيح بعض المفاهيم في الدبلوماسية الصينية تجاه القضية، لافتاً إلى أن “قانون نظام مكافحة الإرهاب الصيني؛ لم يشر إلى أي استثناء لفصائل المقاومة الفلسطينية، وهو أمر بحاجة إلى تعديل”.

ونبّه الحمد إلى أن بكين هي الشريك الثاني بعد واشنطن على المستوى التجاري مع الاحتلال، وهي تعتمد على “تل أبيب” بقوة في مشروعها “الطريق والحزام”.

وأشار إلى أنه “في مقابل هذه المعطيات السلبية؛ توجد نواح إيجابية قادمة من بكين، مثل منع مواطنيها من العمل في المستوطنات التي تُنبى على أراضي الضفة الغربية”.

واختلف الحمد مع خبراء آخرين يرون أن المشكلة في بلورة العلاقة بين الصين والعرب تقع على عاتق الطرف الثاني، مشيراً إلى أن “حجم الاستثمار الصيني في الدول العربية يتجاوز 200 مليار دولار في العام الواحد، وبالتالي يجب أن يكون هناك موقف مساعد وإيجابي منها تجاه المنطقة”.

وطالب الحمد بإنشاء مركز أبحاث في الصين يهدف إلى التعريف بعدالة قضية فلسطين، على أن يستهدف فئة الشباب الذين لا يعلمون شيئاً عما يسمى بـ”إسرائيل”، وفق قوله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات