الإثنين 29/أبريل/2024

حسين مسالمة.. ضحية جديدة لمقصلة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال

حسين مسالمة.. ضحية جديدة لمقصلة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال

227 أسيراً استشهدوا داخل سجون الاحتلال منذ العام 1967، وبعضهم حملوا أمراضهم من السجن واستشهدوا بعد فترات قصيرة، كان آخرهم الأسير المحرر حسين مسالمة، الذي أفرج عنه قبل انتهاء مدة محكوميته قبل نحو سبعة أشهر بسبب تدهور حالته الصحية وانتقاله لمرحلة الموت السريري بسبب إصابته بمرض سرطان الدم، حتى أعلن عن استشهاده ليلة أمس.

واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني الشهيد مسالمة (39 عاما) من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، في عام 2002، وصدر بحقه حكم بالسجن 20 عاماً، وأُفرج عنه في شهر فبراير الماضي بعد قضاء قرابة 18 عاماً، وقبل انتهاء مدة حكمه بسبب تدهور وضعه الصحي جراء إصابته بمرض سرطان الدم (لوكيميا).

ضحية إهمال طبي

ويفتح استشهاد الأسير المحرر حسين مسالمة، ملف الإهمال الطبي والأوضاع الصحية التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال، وما يتعرضون له من إهمال طبي متعمد يسرع بتدهور حالتهم الصحية.

وكانت مؤسسات حقوقية ومختصة في شؤون الأسرى، كشفت في أوقات سابقة عن حجم الاستهتار الإسرائيلي بحياة الأسرى وأوضاعهم الصحية، وتوجهت بخطابات عديدة للمؤسسات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان لإنقاذ حياة الأسرى، وخاصة المرضى منهم، وبالتحديد الفئة التي تعاني من أمراض مزمنة وخطيرة ولا يتلقون الرعاية الطبية والصحية اللازمة أو العلاج المناسب.

غياب حقوقي ودولي

 

واشتكى الناطق باسم وزارة الأسرى والمختص بشؤون الأسرى إسلام عبده، غياب كبير للمؤسسات الدولية والحقوقية عن الاهتمام بشؤون الأسرى الصحية، وخاصة منظمتي الصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية.

وأكّد عبده لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن هناك قصور واضح من قبل هذه المؤسسات للاهتمام بحالة الأسرى الصحية، مما يعطي الضوء الأخضر للاحتلال للاستهتار بحالة الأسرى الصحية، خاصة مع تزايد أعداد الأسرى المرضى وخاصة المصابون بأمراض خطيرة ومزمنة.

وبين الناطق باسم وزارة الأسرى، أن استشهد الأسير مسالمة رفع أعداد شهداء الحركة الأسيرة إلى ( ٢٢٧) منذ العام ١٩٦٧، مبيناً أنّ ٧٢ أسير منهم قضى بسبب الإهمال الطبي، فيما قضى ٧٣ أسير منهم جراء التعذيب، و82 تعرضوا للقتل العمد بسبب إصابتهم بأعيرة نارية داخل المعتقل، أو تم تصفيتهم أثناء عملية الاعتقال.

وأشار عبده، إلى أنّ الإهمال الطبي هو سياسة ممنهجة لدى الاحتلال الصهيوني، حيث أن الوصفة الوحيدة التي تقدمها إدارة السجون للأسير هي حبة “الأكامول” لعلاج أي مرض، مبيناً أن مهمة الحصول على موافقة بإجراء الفحوصات اللازمة والعرض على طبيب مختص تحتاج إلى عدة شهور تمتد لثلاثة أو أربعة شهور، قد يكون خلالها المرض قد نهش جزء كبير من جسد الأسير المريض كما حصل مع الأسير مسالمة.

600 مريض

والأسير المحرر مسالمة هو مريض من بين أكثر من 600 أسير وأسيرة يعانون من أمراض مختلفة داخل سجون الاحتلال الصهيوني، يعاني بعضهم من أمراض خطيرة ومزمنة كأمراض القلب والكلى والسرطان وغيرها.

وطول فترة مرضه الذي أصيب به في نهاية العام 2019، رفضت قوات الاحتلال الإفراج عن الأسير  مسالمة، وظلت تتعمد إهمال علاجه كما تفعل ما بقية الأسرى المرضى، حتى وصل إلى حالة صحية حرجة وميئوس منها، فقررت الإفراج عنه ليس رحمةً به بل من أجل التهرب من العملية الإجرامية بحقه التي تمثلت بحالة إعدام بطيء بشكل مخالف للقوانين والأعراف الإنسانية والدولية.

ومنذ تحرره قبل سبعة أشهر، تنقل مسالمة من مستشفى إلى آخر على أمل الحصول على علاج يحدُّ من تدهور وضعه الصحي، لكن كل محاولات علاجه باءت بالفشل، بعد أن وصل السرطان إلى مراحل متأخرة.

وحمّل نادي الأسير الفلسطيني، في بيان له، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عما وصل إليه الأسير مسالمة، موضحاً أنه نفّذ بحقه جريمة الإهمال الطبي، التي طالت وما تزال، المئات من الأسرى في سجون الاحتلال.

وأوضح أن مسالمة واجه منذ نهاية العام الماضي، تدهورًا على وضعه الصحي، وعانى من أوجاع استمرت لأكثر من شهرين، بينما ماطلت إدارة سجون الاحتلال في نقله إلى المستشفى، ونفّذت بحقه سياسة الإهمال الطبي الممنهجة (القتل البطيء)، حيث كان يقبع في حينه في سجن النقب الصحراوي، إلى أن وصل لمرحلة صحية صعبة، ونُقل إلى المستشفى ليتبين لاحقًا أنه مصاب بسرطان الدم (اللوكيميا)، وأن المرض في مرحلة متقدمة.

وكشف نادي الأسير، أنّ المعطيات الراهنة بشأن الأسرى المرضى في سجون الاحتلال خطيرة، مع تسجيل حالات جديدة بإصابات بأورام بدرجات مختلفة، لا سيما بين الأسرى الذين أمضوا أكثر من 20 عاماً في السجون.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات