الجمعة 03/مايو/2024

نفق الحرية.. ضربة تحت الحزام للمنظومة الإسرائيلية

نفق الحرية.. ضربة تحت الحزام للمنظومة الإسرائيلية

أحدثت عملية انتزاع 6 أسرى فلسطينيين حريتهم عبر #نفق_الحرية من سجن جلبوع في مدينة بيسان المحتلة، صدمة مدوية في الأوساط الإسرائيلية الأمنية منها والسياسية.

الصدمة تجلت في النفق المعقد الذي استخدمه الأسرى في كسر قيدهم، خصوصا وأن السجن معروف بتحصيناته الشديدة والمعقدة جدًّا، والذي يُسمى بـ”الخزنة الحديدية”.

تفاصيل العملية
قناة 12 العبرية كشفت تفاصيل العملية ووصفتها بـ”الخطيرة”، وأشارت إلى أن موظفي مصلحة سجون الاحتلال اكتشفوا فقدان عدد من الأسرى الساعة 01:00 بعد منتصف الليل.

وقالت: إن مصلحة السجون اكتشفت النفق بعد ساعة من فقدان الأسرى، مشيرة إلى أن النفق استمر حفره سنوات.

وأشارت إلى أن حفر النفق كان من غرفة المرحاض، وتمكن الأسرى من الخروج عبر خط الصرف الصحي.

وأوضحت أن العملية وقعت داخل الجناح رقم 2 الذي يقع قرب السياج الخارجي لسجن جلبوع.

ولفتت إلى أن 6 سيارات فلسطينية انتظرت الأسرى قريبًا من السجن؛ لنقلهم بعيدًا عن المنطقة.

وبيّنت أن طائرات هليكوبتر وأخرى بدون طيار وقوات كبيرة من الجيش والشرطة والشاباك يجرون عمليات بحث واسعة عن الأسرى.

أما قناة “كان” العبرية فقالت: إن هناك تخوفات من تمكّن الأسرى الستة من دخول مناطق السلطة الفلسطينية.

من هم الأسرى؟
وأشار نادي الأسير الفلسطيني إلى بعض المعلومات عن الأسرى الذين أعلن الاحتلال عن تحرّرهم من السجن فجر اليوم.

وأوضح أن أحد الأسرى هو محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من عرابة بجنين معتقل منذ عام 1996، ومحكوم بالسجن مدى الحياة.

أما الأسير الثاني فهو محمد قاسم عارضة (39 عامًا) من عرابة أيضًا، ومعتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن مدى الحياة.

والأسير الثالث هو يعقوب محمود قادري (49 عامًا) من بير الباشا بجنين، ومعتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسجن مدى الحياة.

أما الأسير الرابع فهو أيهم نايف كممجي ( 35 عامًا) من كفردان بجين، ومعتقل منذ عام 2006، ومحكوم بالسجن مدى الحياة.

كما تمكّن الأسير زكريا زبيدي (46 عامًا) من مخيم جنين من الهرب، وهو معتقل منذ عام 2019، وما زال موقوفًا دون حكم.

أما الأسير الأخير فهو مناضل يعقوب انفيعات (26 عامًا) من يعبد بجنين، ومعتقل منذ عام 2019.

ردود فعل 
وعلّق مسؤولون إسرائيليون على الحدث، واصفين ما جرى بأنه حدث خطير.
 
وبحسب قناة “كان” العبرية؛ قال رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت: إن ما جرى حادث خطير يستوجب تكثيف جهود جميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
 
وقال ما يسمّى قائد لواء الشمال في مصلحة السجون الإسرائيلية الميجر جنرال أريك يعقوف: إن حادث “فرار” الأسرى الفلسطينيين هو أمر خطير ومعقد.
 
وأضاف في تصريح لوسائل الإعلام: إن هؤلاء تمكنوا من الفرار بعد أن استغلوا عيبًا تخطيطيًّا في مبنى السجن، أدى إلى فراغات بين الزنازين، ولم يحفروا نفقًا، على حد قوله.
 
من جهته قال رئيس حزب “الصهيونية الدينية” بتسالئيل سموتريتش: إن الأسرى الفارّين لم يكونوا قادرين على الفرار لولا ما وصفه بظروف الحبس المدللة التي يتمتعون بها في السجن الإسرائيلي.
 
وأشار إلى أن “تشديد ظروف الحبس كان واجبًا أخلاقيًّا، واتضح اليوم أنه أيضًا واجب أمني”، وفق تعبيره.
 
من جهته، أكد المدعو وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف، أن “إسرائيل” ستلقي القبض على الأسرى الفارّين، لكن الأمر قد يستغرق أيامًا أو أسابيع، حسب زعمه.
 
وكشف بارليف أن أحد السيناريوهات المطروحة هي وصولهم إلى الضفة الغربية وتحديدًا مدينة جنين أو إلى الأردن.
 
وقد وصل الوزير بارليف إلى غرفة العمليات بالقرب من سجن جلبوع، حيث عقد جلسة مع مفتش الشرطة العام ومفوضة مصلحة السجون كبيتي بيري.
 
وقالت بيري: إنه من السابق لأوانه التحديد ما إذا كان الأسرى الفارّون قد استعانوا بجهات من داخل مصلحة السجون.

ضربة تحت الحزام
الأسير المحرر والمختص بالشأن الإسرائيلي، محمود مرداوي قال: إن الهروب من سجن جلبوع في بيسان شمال فلسطين هذا الصباح يذكر بعملية الهروب الكبير في عام 1968 ومحاولة الهروب قبل عشرين عاماً من المعتقل نفسه.

وأضاف أن عملية الهروب تشكل ضربة تحت الحزام للأمن الإسرائيلي؛ إذ إن مديرية السجون وأجهزتها المختلفة تتخذ عدة إجراءات لمنع حدوث عملية هرب من هذا النوع.

منها -وفق مرداوي- صبّ أرضيات الغرف بطبقة خرسانية مع حديد مقوى متين جداً، وحديد فولاذي مصبوب بمادة خاصة قوية على النوافذ فيها حساسات إنذار مبكر تحذر السجانين عند قصها ممن يحاول الهرب.

كما أن الجدران سميكة من الباطون المسلح، وسور داخلي طوله ثمانية أمتار وعليه أسلاك شائكة.

كما أن من الإجراءات؛ كلاب حراسة موزعة حول أسوار السجن تغطي كل المسافات الفاصلة بينها، مع سور عالٍ من الأسلاك الشائك.

وأشار إلى شارع يحيط بالسجن تدور حوله دوريات باستمرار للتأكد من سلامة الإجراءات.

وكذا أبراج عالية موزعة على نقاط متفرقة تغطي السجن من كل الأطراف تشاهَد بالعين المجردة والكاميرات الالكترونية فائقة الدقة.

ومضى يقول: “جهاز الأمن في السجن يتولى منع هروب الأسرى ومسؤول عن فحص هذه الإجراءات والتأكد من أنها فعالة، ودائمًا تجرى عمليات فحص دورية”.

وتابع: “فحص الأرضيات بالدق عليها وعلى الجدران والنوافذ 3 مرات يومياً بأدوات خاصة لهذا العرض”.

وتابع أن الاحتلال يجري تنقلات مستمرة في داخل الغرف للمؤبدات والأسرى الذين من المحتمل أنهم يفكرون في الهرب، وهذا يتولى تنفيذه جهاز المخابرات في مديرية السجون.

كما تعمد لإعطاء وسم توصيف على كرت كل أسير من هؤلاء الأسرى المحتمل تفكيرهم بالهرب حتى يوضعوا تحت الأضواء والمراقبة الدائمة ويتم نقلهم بين الغرف والأقسام والسجون المختلفة.

إضافة للتفتيشات المستمرة تحت مسميات ومبررات متعددة كل مدّة.

وأكد أنه مع كل الإجراءات الظاهرة والخفية تمكن الأبطال من الحفر بأدوات بدائية بدون صوت يسمع وكمية هائلة من التراب تخرج من النفق ويتم التخلص منها بطرق ووسائل شتى دون أن تلحظ هذه المنظومة الكاملة المتكاملة.. إنها الهزيمة للعقل الإسرائيلي، وانتصار للعقل الفلسطيني.

وأوضح أن التجربة أثبتت أن الاسرى الفلسطينيين مستمرون في محاولة الهرب وقد شهدت السجون عشرات المحاولات منها ما نجح ومنها من اكتُشف اثناء التنفيذ في مرحلة من مراحل العملية في حرب ادمغة مستمرة لا تتوقف على الجبهات المختلفة وخطوط النار الملتهبة.

ومضى يقول: “هذه العملية موجعة جدا للأمن الإسرائيلي. تذكّر بعملية الهرب من سجن عسقلان والتي وصفت بالعملية الهوليوودية نظراً لدقتها وبراعة تخطيطها وشجاعة من نفذوها في حينه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...