الإثنين 29/أبريل/2024

غزة تعود للحدود الشرقية غاضبة.. ومرادها كسر الحصار ووقف العدوان

غزة تعود للحدود الشرقية غاضبة.. ومرادها كسر الحصار ووقف العدوان

لم تكن مظاهرات حدود غزة محطةً عادية، فغزارة الدم الفلسطيني برصاص الاحتلال الذي عاد بعد غياب للسلك الشائك رافقته جسارة في التضحية فاجأت جيش “إسرائيل”.

مشكلة “إسرائيل” ليست مع فصائل فلسطينية مسلحة، بل مع شعب بأكمله يعي دروس معاناة وعذابات جراح 73 عاماً من النكبة اكتسب فيها خبرة المضطر في الصراع والتكيّف مطالباً بحقوقه الشرعية.

الحشد الجماهيري أمس على حدود غزة ليس ،ولن يكون الأخير، في التماس مع جنود الاحتلال تكشف أن قطار الصمود الشعبي انطلق ولن تقف عربته أمام بندقية جندي إسرائيلي اعتادت إطلاق النار على الجماهير.

بعد طول غياب منذ آخر جمعة لمسيرة العودة قبل عامين، عادت الآلاف للاحتجاج مجدداً على حدود غزة مطالبين بإنهاء الحصار وإعادة غزة إلى طبيعة الحياة بعد أن أخرجها الجيش من فضاء حساباته.

بدأ المشهد بإصابة الاحتلال 41 فلسطينًّا منهم اثنان في حالة حرجة، ثم تقدم شاب فلسطيني وأطلق النار على قنّاص إسرائيلي ما أدى لإصابته بجراح خطيرة قبل أن تشن طائرات الاحتلال غارات ليلية على مواقع للمقاومة بغزة.

مقاومة متجددة

الدور الجماهيري والشعبي في تاريخ مقارعة أي محتل مستعمر هو حجر الأساس في قضايا شعوب اعتمدت صراع الإرادة وتراكمية التضحية مع مستعمر متطور ومتحصّن بأدوات قتالية متقدمة

يؤكد إبراهيم حبيب، المحلل السياسي، أن تظاهرات أمس تعد رسالة واضحة من المقاومة للاحتلال أنها قادرة على حشد الجماهير خلف مطالب شعبها، وتفعيل أدوات الاشتباك السلمي.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “المقاومة جاهزة لأي تطور ميداني غير محسوب من الاحتلال، وتوسيع دائرة المواجهة، ولن تقبل بالقهر والحصار، والشعب يريد رفع كامل للحصار، وإلا سيعود تصعيد خطير”.

ويرفض الاحتلال منذ انتهاء عدوان غزة في مايو الماضي إعادة الإعمار وإدخال عشرات المواد والسلع المهمة للإعمار واقتصاد الحياة اليومية؛ ما أدى لمزيد من تدهورالحياة وتشديد الحصار.

تعتمد حروب الجيل الرابع والخامس على أسلوب الهجوم مباشر على ثقافة الخصم، واستخدام  الإبادة الجماعية ضد المدنيين، وتستخدم أدوات إعلامية ونفسية لهدم الإنجازات، وتحويلها إلى نقاط ضعف ونشر الفوضى، وهذا ما تفعله “إسرائيل” بامتياز.

ويقول محمود العجرمي، المحلل السياسي، إن حشد الجماهير الغاضبة مجدداً على الحدود يؤكد أن الشعب الفلسطيني بات مقتنعاً أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الجماهير بدت مستعدة للتضحية من أجل قضية الشعب العادلة، وتؤكد التفافها حول المقاومة وفق إرادة ستجبر الاحتلال مستقبلاً أن يتراجع”.

التناول الإعلامي والتحليل السياسي على تظاهرات غزة في منافذ “إسرائيل” الإعلامية أجمعت على حالة إصرار فلسطينية تطالب بفك الحصار، وأنها ماضية في التضحية دون تراجع.

ويرى المحلل العجرمي أن المقاومة الفلسطيني تعلم أن الكفاح المسلح هو أحد أدوات المقاومة، وأنها تعلمت دروساً غنية من جولات مواجهة متلاحقة، لذا تملك فتح  جبهات اشتباك شعبية في الصراع.

نيران مقيدة

تحاول حكومة الاحتلال منذ توليها زمام الأمور قبل أسابيع ترسيخ معادلات ميدانية بعد عدوان غزة ورحيل خصمها المغادر بصعوبة “نتنياهو” فقد شنت عدة غارات بذريعة إطلاق بالونات من غزة.

الرد الإسرائيلي على تطورات حدود غزة كان محسوباً بعناية متكررة، فالقصف نال من مواقع للمقاومة محدثاً أضرارا مادية دون وقوع إصابات بشرية في صفوف الفلسطينيين.

ويرى المحلل حبيب أن رد جيش الاحتلال في غارات الليل مضى بشكل لا يشعل مواجهة، لكن استمرار الحصار سيدفع عجلة الميدان لا محالة نحو تصعيد قد يصل لحالة حرب.

تعد فصائل المقاومة بمواصلة حشد الجماهير مجدداً على الحدود، وتفعيل أدوات الاحتجاج الخشنة لتحريك مياه الحصار الراكدة منذ أسابيع، وتحتها كوكب معاناة يكبر شيئاً فشيئاً.

ويتابع: “اعتادت المقاومة الاشتباك مع الجنود من مسافة صفر، لكن الغضب الجماهيري أمس دفع شاب متمع بالإرادة في وسط حشد كبير لينال من قناص أصاب العشرات برصاص قاتل”.

ما جرى قديماً من حالة تماس واشتباك شعبي مع جنود الاحتلال ويعود الآن بقوة، شكًّل حالة إلهام لشبان الضفة الذي فتحوا بوابة الاشتباك على مصراعيها في بلدات “بيتا-نعلين-بيت دجن-جبل صبيح..”.

ويقول المحلل العجرمي، إن المقاومة الشعبية ترسم الآن مدرسة جديدة في مقارعة الاحتلال، وأن جيلا رابعا من مواليد فلسطين بعد النكبة يتمتعون بإرادة فولاذية، ويكذبون معادلة، “الكبار يموتون والصغار ينسون”.

التقييم في أروقة العسكر والأمن الإسرائيلي لما وقع أمس لازال مستمراً، فغزة تعود للغضب على الحدود، والضفة تعلمت الدرس، وجسارة التضحية ردت على بندقية قناص قاتل برصاصة من شباكه أفهمت درس الموت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات