القتل وسلاح الفلتان يضرب جنين بلا رادع
تعيش محافظة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة حالة كبيرة من الغضب في ظل تزايد أشكال الفلتان الأمني المرتبط بالسلاح غير المنضبط وحوادث القتل والاعتداء المرتبطة به.
ففي ليلة (9-8-2021) قتل مسلحون المواطن محمد أبو جاسر في حفلة زفاف ببلدة السيلة الحارثية غرب جنين، وهو القتيل الخامس في السنوات الأخيرة على خلفية مشاكل عائلية في البلدة، التي تشهد عدا عن حالات القتل المتكرر حالات مستمرة من إطلاق النار على المنازل أوقعت إصابات وإعاقات من مجموعات مسلحة معروفة ولا يتم ملاحقتها.
ساعات قليلة قبل هذه الحادثة، انفجرت قطعة سلاح كان يحملها المواطن قصي نعيرات من بلدة ميثلون بجنين خلال إطلاق النار في حفلة نجاح توجيهي في بلدة الفندقومية المجاورة، ما أدى لوفاته على الفور، ما أثار حالة من الغضب على تراخي الأمن في ملاحقة مطلقي النار في الحفلات.
يقول المواطن أوس الكيلاني لمراسلنا: بتنا نعيش حالة لا تطاق، أخاف أن أذهب لحفلات الأعراس والنجاح لأنها تحولت إلى غابة من بنادق إطلاق النار في الهواء، والمشكلة أنها دائما ما توقع ضحايا دون رادع.
وتساءل: هل أجهزة الأمن بعيدة عن هذا السلاح، لو وجد قرار؛ لجمع السلاح في ليلة واحدة، فمن يطلقون معروفون، وأصحاب السلاح معروفون، فحتى متى؟
وتعالت مؤخرا الأصوات التي باتت تعد هذه الظواهر مهددًا حقيقيًّا للسلم الأهلي، وأن انتشارها يتم بطريقة ممنهجة لتدمير المجتمع.
وأعلن محافظ جنين، اللواء أكرم الرجوب، أن الأمن سيلاحق مطلقي النار في الحفلات، وتعهد بمحاسبة من يقفون خلف هذه الحوادث، لكن المواطنين لا يأخذون ذلك بجدية؛ لأن هذا السلاح الذي يتسبب بهذه الحوادث يأخذ تغطية شرعية من تنظيم فتح وعناصر أمن السلطة.
وفي تصريح لافت لمحافظ نابلس إبراهيم رمضان الليلة الماضية قال: “إللي عنده بارودة، البارودة زي مرته ما يطلعها برا، وما حدا يجي لما الأمن يصادر بارودة يقول هاي للتنظيم، أو بارودة للعميد الفلاني، طُز عليك وعلى العميد”.
لكن التجارب أشارت إلى أن سلاح الجرائم الذي يتم تدويره يكون دائما باسم التنظيم وبغطاء تجار السلاح من قيادات أمنية معروفة للمواطنين.
مصادر متعددة أشارت لمراسلنا إلى تورط كوادر وقيادات أمنية في أجهزة السلطة في تجارة السلاح وهي قضية باتت لا تحتاج إلى استدلال لكثرة ما أصبحت علنية، فعناصر أمن وكوادر في تنظيم فتح يؤجرون قطع السلاح للحفلات مقابل مبالغ بين 300-600 شيقل لليلة الواحدة، فيما وصل ثمن علبة الرصاص خلال احتفالات التوجيهي الأخيرة إلى 350 شيقل للعلبة الواحدة.
وأضافت في كل بلدة معروف من يؤجر ويبيع الرصاص، وجميعهم إما عناصر أمن وتنظيم فتح، أو يأخذون تغطية منهم في شبكة تجارة ومصالح واضحة، وبالتالي كيف يمكن وقف هذا السلاح المنفلت إذا كان مصدره هذه الجهات.
ترتبط شبكات تجارة السلاح والرصاص بشبكات ومافيات من الداخل، حتى باتت الجرائم متداخلة، ولا يُعد جهاز المخابرات الإسرائيلي “الشاباك” بعيدا عن ذلك، فهناك سلاح يمنح التغطية، وسلاح يلاحق، والمعيار الوحيد مرتبط بمن يحمل السلاح، والغاية منه.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
إصابة 8 عسكريين سوريين في عدوان إسرائيلي محيط دمشق
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب ثمانية عسكريين سوريين، الليلة الماضية، جراء قصف إسرائيلي استهدف موقعا في محيط دمشق. وذكر مصدر عسكري في تصريح...
أوروبيون لأجل القدس: 685 انتهاكا للاحتلال في القدس خلال إبريل
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت مؤسسة أوروبيون لأجل القدس إنها وثقت (685) انتهاكا ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مدينة القدس...
المقاومة الإسلامية ف العراق تقصف 3 أهداف للاحتلال الصهيوني
بغداد - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، أنها استهدفت فجر اليوم وأمس، ثلاثة أهداف للاحتلال الصهيوني. وقالت المقاومة في...
بالتعذيب الوحشي .. 18 شهيدًا في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أكد نادي الأسير الفلسطيني، ارتقاء 18 معتقلا في سجون الاحتلال الإسرائيليّ ومعسكراته جرّاء جرائم التّعذيب والجرائم...
عدنان البرش.. الطبيب الإنسان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...
شهيدان من غزة بسجون الاحتلال أحدهما الطبيب عدنان البرش
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، اليوم الخميس، استشهاد اثنين من معتقلي غزة، أحدهما رئيس قسم...
هنية: وفد حماس إلى القاهرة لإنضاج اتفاق يحقق مطالب شعبنا ويوقف العدوان
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام اتفق إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن...