الجمعة 03/مايو/2024

إسرائيل في الاتحاد الإفريقي.. عمق الصدمة وانهزام الأنظمة

إسرائيل في الاتحاد الإفريقي.. عمق الصدمة وانهزام الأنظمة

“إسرائيل” تخترق القارة السمراء من جديد وبقوة، وهذه المرة تنضم كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، في استكمال بشع لمسلسل التطبيع في المنطقة، رغم الرفض الشعبي الممتد.

عضوا مراقبا
وأعلنت الخارجية الإسرائيلية عن أن سفيرها في أديس أبابا قدم أوراق اعتماد الكيان عضوًا مراقبًا في الاتحاد الأفريقي.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلية يئير لبيد: إن “هذا يوم عيد للعلاقات مع أفريقيا، وهو ثمرة جهودنا (..) هذه الخطوة ستساعدنا في تعزيز سياساتنا في قارة أفريقيا ودولها”. 

ورغم الرفض الشعبي هناك، تمتلك “إسرائيل” علاقات بـ46 دولة من دول القارة الأفريقية، وتتعاون مع حكوماتها في مجالات التنمية، التجارة ومجالات عدة. 

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق نتنياهو يولي العلاقات مع إفريقيا أهمية خاصة.

ونفذ خلال حكمه 4 زيارات لدول فيها، واستأنف العلاقات مع تشاد، وطبع العلاقات مع السودان بإطار اتفاقيات “أبرهام” الأخيرة التي بدأت مع الإمارات.

حماس تدين
وفي الأثناء، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن قرار منح الاحتلال الإسرائيلي عضوية الاتحاد الأفريقي كعضو مراقب، هو قرار صادم ومُستنكر.

وقالت حماس في بيان: إن “هذا القرار يعزز شرعيته على أرضنا، ويمنحه المزيد من الفرص للاستمرار في مخططاته لشطب الحقوق الفلسطينية، والاستمرار في جرائمه الوحشية بحق شعبنا”.

وأضافت: “للأسف الشديد فإن هذا القرار أخذ من دول القارة الأفريقية، والتي عانت لقرون، وما زالت، من نير الاستعمار والعنصرية، وبذلت الغالي والرخيص للتخلص منهما”.

وأردفت حماس: “كنا وما زلنا نرى في دول هذه القارة امتدادًا طبيعيًا لنضالنا العادل من أجل الحرية والاستقلال، ونتطلع لدعمها القوي والمستمر”.

وطالبت؛ بـ”طرد هذا الكيان من الاتحاد فورًا، وفرض العقوبات الرادعة عليه حتى يرضخ للحق والعدل، فيستجيب لتطلعاتنا كشعب تحت الاحتلال، بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والعودة إلى ديارنا التي هجرنا منها بالقوة الوحشية”.

تجميل صورته أمام الرأي العام
من جانبه، قال ماهر مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن انضمام دولة الاحتلال للاتحاد الإفريقي عضوا مراقبا، يأتي لتجميل صورة الاحتلال الإسرائيلي أمام الرأي العام العالمي، لافتا إلى أنه لن يكون إلا على حساب قضيتنا ومشروعنا النضالي. 

وأكد مزهر في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن ما يجري يجب أن ننظر له ببالغ الخطورة، لافتا إلى أن الموضوع ليس مرتبطا فقط بشرعنة الاحتلال، بل أن يكون هذا السرطان الاحتلالي كيانا طبيعيا ينهب خيرات الأمة والشعوب الإفريقية. 

وذكر أن الهدف من هذه الخطوات هو تغييب الرأي العام المساند لشعبنا الفلسطيني، ومحاولة نهب خيرات الأمة. 

وأشار إلى أن هذه الخطوة سيكون لها انعكاسات سلبية على القضية الفلسطينية، حيث سيكون هناك تبادل مع تلك الدول في مختلف الميادين سواء الثقافية أو الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية. 

وقال: “هذه الخطوة ستكون على حساب المشروع الوطني الفلسطيني، وعلى حساب المقاومة وحقوق شعبنا المشروعة”. 

ودعا لأن يكون هناك مشروع نهضوي قومي عربي إسلامي يعيد للقضية الفلسطينية وهجها، ويضع النقاط على الحروف، ويفضح هذه السياسات المجرمة، ويفضح المطبعين وكل المتواطئين مع الاحتلال. 

وأشار إلى أن هناك عددا من الدول العربية الرجعية، وبعض من يتساوق مع الإدارة الأمريكية، يحاول أن يجعل الاحتلال كيانا طبيعيا في المنطقة. 

وأوضح أن تطبيع بعض الدول العربية دفع باتجاه أن يحصل العدو الإسرائيلي على عضوية مراقب في الاتحاد الإفريقي، لافتا إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو شرعنة هذا الكيان. 

وقال إن هذه العمليات تهدف بوضوح لأن يكون هذا العدو هو جسم طبيعي في المنطقة هدفه الأساسي نهب خيرات الأمة وإضعافها، والسيطرة على هذه الحكومات مستغلا حالة الفقر المدقع التي تعاني منها القارة الإفريقية. 

وطالب مزهر من السلطة الفلسطينية أن تذهب بخطوات عملية لتنهي الانقسام الفلسطيني، والتحلل من اتفاقيات أوسلو، وأن تسحب الاعتراف من هذا العدو المجرم، من أجل قطع الطريق أمام المطبعين. 

أما الخطوة الثانية، فتتمثل بأن تقوم الخارجية الفلسطينية بلعب دورها من خلال السفارات لفضح هذه الممارسات، وكشف الوجه الحقيقي لهذا العدو الذي يمارس الأبارتايد العنصري ضد شعبنا الفلسطيني.

مدى انهزام الأنظمة
كما قال أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إن انضمام دولة الاحتلال للاتحاد الإفريقي كمراقب يؤكد على مدى الانهزام الذي تعيشه هذه الأنظمة التي وافقت على القرار. 

وأكد المدلل في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن هذه الخطوة تمثل طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية، وكذلك طعنة في تاريخ الشعوب الإفريقية التي ناضلت من أجل التحرير والاستقلال. 

وأشار إلى أن الشعوب الإفريقية عانت الاحتلال وتعرف قساوة هذه الاحتلال وعذابها، مؤكدا أن هذه الأنظمة التي وافقت على هذا القرار قد صنعت مفارقة ومفاصلة كبيرة جدًّا بينها وبين الشعوب الإفريقية التي ترفض الاحتلال لأنها تعلم جيدا مدى المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. 

وأوضح أن انضمام دولة الاحتلال كعضو مراقب في الاتحاد الافريقي تعطي مزيدا من الشرعية للعدو الصهيوني للاستمرار في احتلاله لأرض فلسطين وارتكاب أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وضد المقدسات. 

وأضاف: “هذا القرار يجب أن يدفعنا كفلسطينيين لأن نؤكد رفضنا وإدانتنا لهذه الخطوة التي قام بها الاتحاد الإفريقي”، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ما زالت مشتعلة، وأن هذه الخطوة ستأتي بالسلب على القضية حال تم تمرير هذا القرار. 

وطالب الدبلوماسية الفلسطينية ممثلة بوزارة الخارجية، أن تقوم بدورها الفاعل في دفع الاتحاد الإفريقي للتراجع عن هذا القرار، وأن تقوم السفارات بدورها الحقيقي في النضال ضد القرار الذي تضر شعبنا وقضيتنا. 

كما دعا المدلل الفصائل الفلسطينية بالالتحام مع حركات التحرر الإفريقية، ومع الشعوب للوقوف في وجه هذه الخطوة التي اتخذها الاتحاد الإفريقي.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...