الثلاثاء 21/مايو/2024

الحصار والعدوان يخطفان بهجة العيد من أسواق غزة

الحصار والعدوان يخطفان بهجة العيد من أسواق غزة

لم تبدُ منطقة الرمال وسط مدينة غزة بتلك البهجة التي كانت تستقبل بها الأعياد على مدار الأعوام الماضية رغم الحصار، إلا أنّ عيد الأضحى هذا العام بدا مختلفاً تماماً فلم يكن بتلك الإضاءة الملونة والمشاعل والتوافد الكبير كما هو الحال في كل عام.

العدوان الأخير قد غيّر معالم -ما يُعرف بين أوساط أهالي قطاع غزة- بأرقى أحياء المدينة وأكثر المناطق حيويةً على مستوى القطاع، لكنه لم يعد كذلك بفعل الطائرات الحربية الصهيونية التي دمّرت أبرز الأبراج والمحال التجارية فيه، الشروق، الجلاء، الجوهرة، عدا عن عشرات المنازل التي دمرتها على رؤوس ساكنيها، الكولك، أبو العوف، اشكنتنا، وغيرهم.

سرقوا العيد

بنبرة حزينة انطلق لسان المواطنة أم علي عكيلة “سرقوا العيد” وهي تتأمل أنقاض برج الشروق وسط حي الرمال والعمارات والمحال التجارية المدمرة بجواره، واكتفت بترديد “حسبنا الله ونعم الوكيل” وأكملت مسيرها دون أن تشتري مستلزماتها لعيد الأضحى.

أما المواطنة سهام كحيل، فقالت لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنّها اضطرت للخروج من أجل شراء ملابس لأطفالها الأربعة بعد أن حرموا من الفرحة والابتهاج بعيد الفطر بسبب العدوان الذي كانت تشنه “إسرائيل” على قطاع غزة في الأيام الأخيرة من رمضان الماضي، واستمر العدوان إلى ما بعد انتهاء أيام العيد.

ما معي شيء!

اللاجئ أبو إسماعيل، بدا حزيناً وهو يفترش عتبة منزله في مخيم الشاطئ للاجئين، يترقب حركة المارة، غير أنّه لا يستطيع أن يحرك يده تجاه جيبه لأنه بات متأكدًا أنه لا يملك ما يشتري به ما يسد رمق أطفاله، فكيف بحاجيات ومستلزمات العيد، مضيفاً: “ما معي شيء أشتري!”.

ويقول أبو إسماعيل لمراسلنا: “نحن هنا لا نعرف شيئا اسمه مستلزمات أو حاجيات العيد، فما يصلنا من الجيران والمعارف يكفي أن نأكل منه أو نقدمه للضيوف، ومرة يصل ومرة لا يصل، وهذا حظنا”.

ويشير إلى أنّه كان يأمل أن يشتري بعض الحاجيات اللازمة لبيته معلقاً آماله على المنحة القطرية التي كان من المفترض أن يستلمها منذ أكثر من شهر، لكن هذا لم يحصل.

وحالُ المواطن أبو إسماعيل هو حال الآلاف من المواطنين الذي ينتظر بعضهم المنحة القطرية، وينتظر آخرون شيك الشؤون الذي تصرفه وزارة الشؤون الاجتماعية للطبقة الأكثر احتياجاً في القطاع، إلا أنّ هذا لم يحصل أيضاً.

وتماطل “إسرائيل” بإدخال المنحة القطرية إلى قطاع غزة لتحرم آلاف الأسر من هذه المنحة، فيما يدور الحديث عن نية التوجه بصرفها بشكل مختلف قد يكون عبارة عن طرود غذائية، وهو ما يؤثر على حركة السيولة النقدية في الأسواق الفلسطينية بالقطاع.

وتتعمد السلطة الفلسطينية عبر وزارتها للشؤون الاجتماعية في كل مرة المماطلة في صرف مستحقات الشؤون الاجتماعية التي تصرف دوريا للأسر الأكثر احتياجاً في القطاع، والذين يبلغ عددهم نحو 80 ألف منتفع.

تراجع القدرة الشرائية

وتفرض “إسرائيل” منذ انتهاء عدوانها الأخير حصاراً مشدداً على قطاع غزة تمنع فيه إدخال البضائع والمواد عامة مما تسبب في تدني القدرة الشرائية للمواطنين وتراجع الحركة التجارية في الأسواق عامة.

ويؤكّد الخبير الاقتصادي أسامة نوفل، أنّ منع إدخال المنحة القطرية للقطاع، ومنع صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية، ساهم في تراجع القدرة الشرائية تراجعا غير مسبوق في قطاع غزة، وضعف حركة الأسواق بشكل كبير.

وأوضح نوفل لمراسلنا أنّ عدم دخول الأموال إلى قطاع غزة تسبب في شح السيولة النقدية في القطاع، وبالتالي تراجع القدرة الشرائية للمواطنين الذين يعانون أصلاً من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات