الثلاثاء 21/مايو/2024

جبل صبيح.. ميدان مواجهة لاقتلاع افيتار الاستيطانية

جبل صبيح.. ميدان مواجهة لاقتلاع افيتار الاستيطانية

ميدانَ مواجهة حقيقية، تحول جبل صبيح جنوب شرقي نابلس شمال الضفة الغربية، ضمن معركة فلسطينية لاقتلاع بؤرة افيتار الاستيطانية.

ومنذ قرابة شهرين، يخوض أهالي بلدة بيتا جنوب شرقي نابلس، مواجهات قوية مع الاحتلال على الجبل لمنع الاحتلال والمستوطنين من إحكام محاولتهم المتكررة للسيطرة على الجبل.

في عين الاستهداف
وأعاد قطعان المستوطنين مطلع مايو/أيار الماضي إقامة بؤرة استيطانية أطلقوا عليها “أفيتار” على قمة الجبل، وهو الأمر الذي أثار غضب الأهالي الذين فعّلوا تظاهراتهم ومقاومتهم الشعبية لاقتلاع البؤرة المقامة على قمة الجبل المشرف على الطريق الرئيس بين نابلس ورام الله.

ووفق مصادر محلية؛ أقام المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال نحو 30 بيتاً فوق الجليل، ليتحول المكان إلى نقطة ساخنة للمواجهة بين الشباب الثائر في الضفة والاحتلال ومستوطنيه.


الحاج محمد خبيصة يقف على طرف الجبل مستذكراً كيف كان قبل سنوات قليلة مضت يصعد إلى قمته، ويحرث الأرض، ويزرع فيها التين والعنب والزيتون، ليعود مع عائلته، وعوائل كثيرة أخرى من بلدته والبلدات المجاورة، في مواسم القطاف والحصاد ليجنوا ما كسبته أيديهم.

الحال تغير، في السنوات الأخيرة، وفق خبيصة الذي أشار إلى أن الجبل برمته بات في عين الاستهداف الاستيطاني.


أفيتار .. بؤرة للمرة الرابعة
وهذه هي المرة الرابعة التي يضع فيها المستوطنون بيوتاً متنقلة على قمة الجبل، حيث أقامت قوات الاحتلال معسكراً لهم، قبل أن يُجبرهم أصحاب الجبل من الفلسطينيين ومتضامنون معهم على إزالتها.

ويطلق المستوطنون على البؤرة الاستيطانية التي أقاموها على جبل صبيح اسم “أفيتار”، وهو مستوطن قتل بعملية طعن في العام 2013 عند حاجز زعترة.



وحينها شرع المستوطنون في إقامة البؤرة في موقع يستخدمه الاحتلال كنقطة عسكرية، لكن أهالي بيتا تصدوا لهم، ما أجبر الاحتلال على تفكيكها.

وفي 2018، عاود المستوطنون محاولاتهم، عقب مقتل حاخام قرب مستوطنة “أرئيل” المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال سلفيت شمال الضفة، ووضعوا بيوتاً متنقلة، وأوصلوا لها الكهرباء والماء، وتصدى لهم الأهالي بقوة، ليلجأ الاحتلال إلى تفكيكها مجدداً.

وفي يونيو/حزيران 2018، سلمت سلطات الاحتلال قراراً يقضي بوضع اليد على 25 دونماً بملكية خاصة في جبل صبيح، بدعوى استخدامها لأغراض عسكرية.

تجدد المحاولة
وفي أعقاب عملية إطلاق النار التي نفذها فلسطيني عند حاجز زعترة، مطلع مايو/أيار الماضي، وما تلاها من حملة عسكرية بحثاً عنه في قرى جنوب شرق نابلس، سارع المستوطنون لاقتناص الفرصة، واستأنفوا مساعيهم لإعادة إقامة البؤرة الاستيطانية.



وفي وقت قياسي، وبدعم من جيش الاحتلال، نصب المستوطنون خياماً، ثم وضعوا بيوتاً متنقلة على قمة جبل صبيح، وباشروا ببناء بيوت خرسانية ثابتة، ازداد عددها تدريجياً ليصل إلى أكثر من ثلاثين.

وإمعاناً في تثبيت البؤرة، عمل المستوطنون، في الأيام الأخيرة، على تعبيد الطرق الداخلية وبناء المزيد من المباني على جبل صبيح.

ويقع جبل صبيح بين 3 قرى فلسطينية هي، قبلان ويتما وبيتا، جنوب نابلس. ويملك الجبل فلسطينيون من القرى الثلاث، لهم وثائق تثبت ذلك.


3 شهداء في معركة استعادة الجبل
وفي كل مرة يحاول الاحتلال ومستوطنون السيطرة على الجبل، يتصدى لهم الأهالي بمواجهات شبه يومية تزداد حدتها يومَي الجمعة والسبت.

وخلال الموجة الأخيرة، استشهد 3 مواطنين فلسطينيين خلال معركة الدفاع عن الجبل، أحدثهم الطفل محمد سعيد محمد حمايل (16 عاماً) الذي استشهد أمس الجمعة (11-6)، سبقه استشهاد عيسى برهم وهو وكيل نيابة ويحمل شهادة الدكتوراه، في 14 مايو الماضي، وزكريا ماهر فلاح حمايل، وهو مدرس في 28 مايو الماضي. كما أصيب العشرات من المواطنين الذين يصرون على استمرار معركة التصدي وصولا لدحر المستوطين واستعادة الجبل حرا عزيزاً.


الحزام الاستيطاني
ويؤكد نائب رئيس بلدية بيتا موسى حمايل، في تصريحات صحفية أن السيطرة على الجبل جزء من خطة واضحة المعالم، تتمثل في فصل نهائي لشمال الضفة الغربية عن جنوبها.

وأوضح أن ذلك من خلال ما يعرف بـ”الحزام الاستيطاني”، أي استكمال ربط المستوطنات من منطقة رأس العين الواقعة على حدود العام 1967، إلى مستوطنة “بركان” في محافظة سلفيت، ومنها إلى إحدى كبريات مستوطنات شمال الضفة الغربية، وهي “أرئيل”، ومنها إلى مستوطنة “تفوح” المقامة بالقرب من حاجز زعترة، ومنها إلى جبل صبيح.

وأشار إلى أن الجبل يشكل موقعاً إستراتيجياً مطلاً على معظم قرى وبلدات جنوب وشرق نابلس، وصولاً في المحصلة إلى مستوطنات أريحا والأغوار.

ويقول حمايل: “هذه ليست مبالغة، بل خطة استيطانية خبيثة، ستقضي كلياً على أي فرصة لتواصل جغرافي فلسطيني”.

وحذر من أن هذه البؤرة الاستيطانية على قمة الجبل ستحول قرى بيتا ويتما وعقربا وقبلان وأوصرين إلى سجن كبير، وستقضم عشرات آلاف الدونمات الزراعية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات