الجمعة 03/مايو/2024

غزة.. قِبلة موسم الحج السياسي الأكبر

غزة..  قِبلة موسم الحج السياسي الأكبر

لم يمر أكثر من أسبوعين على توقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حتى بدأت الوفود العربية والأوروبية الرسمية تتدافع بشتى أقطارها نحو القطاع الجريح، كلٌّ منها له أهدافه ومساعيه، وسط ما تملكه المقاومة في غزة من أوراق قوة مكنتها من إحداث اختراق كبير في معادلات اللعبة السياسية والميدانية مع العدو الصهيوني.

لاعباً أساسياً

هذه التحركات الدبلوماسية لم تكن لها أن تكون لولا ما قدّمته المقاومة الفلسطينية في غزة من صورة ناصعة استطاعت أن تكون فيها صاحبة اليد العليا في جولة القتال الأخيرة “سيف القدس”، والتي ألحقت بالمحتل شرَّ هزيمة، مقابل استهداف الاحتلال المدنيين من الأطفال والنساء والمسنّين، وكذا الأعيان والمساكن المدنية.

المحلل السياسي مصطفى الصواف، قال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّ “المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تنتزع لها دوراً مركزياً ومحورياً في الساحة المحلية والإقليمية، وأن تكون لاعباً أساسياً يفرض معادلاته بكل قوة”.

وأوضح الصواف أنّ ثمار هذا الجهد الذي بذلته المقاومة على مدار سنوات طويلة من الإعداد والتجهيز، بدأ يؤتي ثماره اليوم وسط حراكات دبلوماسية، بدأت باكورتها بزيارة وزير المخابرات المصرية إلى قطاع غزة كجزء من حالة الحج السياسي إلى غزة، التي باتت تمثل قبلة سياسية مهمة في المرحلة الحالية.

وبيّن أنّ قطاع غزة هو بوابة مصر الوحيدة في هذه المرحلة الحالية للعودة الوجهة السياسية وقيادة الوطن العربي من جديد، عبر مساعي الإدارة الأمريكية لتحقيق مصالح.

وأضاف: “بالتالي فإنّ المقاومة ستكون على استعداد للقبول باتفاق تهدئة طويل الأجل، يفضي إلى إلزام الاحتلال بالعودة إلى حدود 1967″، متسائلاً: “هل لدى الاحتلال الجرأة والقناعة الكافية لتجبره للانسحاب حتى هذه الحدود؟!”.

وكان رئيس حماس في غزة يحيى السنوار، قد أكّد في تصريحات سابقة، إمكانية قبول حركته بحل مرحلي مؤقت يفضي لانسحاب الاحتلال إلى حدود عام 1967، ولكنه طرح تساؤلاً مشابهاً للصواف: “هل يستطيع العالم أن يُلزم إسرائيل بالعودة إلى تلك الحدود كاتفاق مرحلي مؤقت؟!”.

صدارة مختلفة

على مدار سبعة عقود من احتلال الصهاينة أرض فلسطين، وعلى مدار تاريخ الثورة الفلسطينية كان العالم يتجاهل القضية الفلسطينية، لكن ما هي إلا مدّة وجيزة حتى أعادها ثلة من أبطال فلسطين إلى الواجهة لتتصدر العالم.

المشهد اليوم بات مختلفاً تماماً؛ فلم يكن تصدُّر الواجهة هذه المرة من أجل كسب التعاطف كما كان في المراحل الماضية، ولكن هذه المرة من أجل أن يكون شعب الفلسطيني هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، واليد العليا في فرض المعادلات السياسية في المنطقة.

الحجّ بأنواعه

من ناحيته؛ دعا المحلل السياسي عادل سمارة، المسلمين في شتى بقاع العالم ممن كانوا ينوون الحج إلى مكة، بتوجيه أموالهم التي رصدوها لهذه الشعيرة من أجل دعم غزة وأهلها، مبيناً أنّ الحجاج في كل عام تتجاوز أعدادهم ثلاثة ملايين.

وأشار سمارة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّ غزة الآن باتت قبلة حقيقية للحج بأنواعه المالي والسياسي والاقتصادي، محذراً من إمكانية وقوع الفلسطينيين فيما أسماه بـ”أوسلو جديدة”، مشدداً أنّ المقاومة الفلسطينية حققت إنجازاً كبيراً يمكن البناء عليه بقوة، محذراً من كل محاولات تقويض هذا الإنجاز وحرف مساره.

وقال: “المطلوب من الكل الفلسطيني المحافظة على هذا الإنجاز، وقطع الطريق تماماً دون الوقوع بفخ أوسلو جديد، وذلك عبر توجيه كل أنواع الدعم وخاصة المالي والاقتصادي إلى قطاع غزة، والذي يمكن أن يشكل قطعاً للطريق على كل محاولات التقويض السياسي لهذا الإنجاز”.

وأشار المحلل السياسي إلى أنّ انحياز المقاومة الفلسطينية وتثبيت نفسها جزءًا من محور المقاومة في المنطقة قد يشكل سداً منيعاً في وجه كل محاولات تذويب الإنجاز أو إضعاف المقاومة الفلسطينية.

وكان السنوار قد كشف تصريحات سابقة، عن وجود تنسيق عالي المستوى بين المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة في المنطقة، وأنّ المستقبل قد يشهد تطوراً لافتاً على صعيد العلاقات الميدانية فيما يتعلق بمواجهة “إسرائيل” ولجم اعتداءاتها.

ودعا سمارة الشعب الفلسطينية إلى ضرورة فرض وتعزيز وحدته الميدانية في أنحاء وجوده كافة، وهو ما يمكن أن يفشل أي محاولة سياسية تهدف للتلاعب على وتر التناقضات والخلافات السياسية للشعب الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...