الجمعة 03/مايو/2024

الحواجري والخطيب.. جاران بالدنيا رفيقان بالشهادة

الحواجري والخطيب.. جاران بالدنيا رفيقان بالشهادة

لا تغادر الأحزان فضاء أسرة الحواجري وجيرانها أسرة الخطيب بمخيم البريج من يوم استشهادهما؛ فقد تجاورا في المسكن، ورحلا سوياً أمام بقالة الحي. 

وكان الطفل أحمد الحواجري (14 عاما) استشهد مع جاره الشاب مؤيد الخطيب (20 عاما)، وأصيب 3 آخرون عندما قصفت طائرة حربية بعدة صواريخ فجأةً منزلاً مدنياً في مخيم البريج.

آثار الدمار واضحة في أرجاء منازل ومحلات الحي في بلوك 1 بالمخيم الذي شهد عملية قصف تناثرت فيها الشظايا فوق رؤوس المدنيين، فاستشهد اثنان، وأصيب اثنان آخران، ومُزقت جدران المنازل وأبواب المحلات الحديدية.

حزن متجدد

لا تشبه أحزان السيد أبو رامي الحواجري -جدّ الطفل أحمد- حزنه على فقدان نجله إبراهيم الذي استشهد في عدوان غزة عام 2014م؛ “ليس أعز من الولد إلا ولد الولد”، كما يقول.

في حديقة المنزل ثبّت أبناء وأحفاد أبو رامي صوراً للطفل أحمد فوق أشجار النخيل التي تتزين بها الحديقة إلى جوار صور عمه الشهيد إبراهيم. 

يقول أبو رامي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “ذهب لشراء المرطبات من بقالة جارنا، وبعد خروجه بدقائق سمعت صوت قصف مفاجئ تبين أنه لمنزل جيراننا الذي يبعد 13 مترًا عن البقالة، فاستشهد بشظايا مزقت جسده مع مؤيد الخطيب، واحترق شاب آخر جروحه بالغة، وأصيب شاب رابع”.

وكانت طائرة حربية قصفت بصاروخين منزلاً لآل أبو عيادة المجاور لمنازل الشهيدين فجأةً ما أدى لدمار كبير في الحي واستشهاد اثنين وإصابة اثنين آخرين لا يزال أحدهما يعاني حروقًا بالغة في المشفى.

راقب أبو رامي حواراً غريباً صبيحة يوم الحادثة بين الطفل أحمد وجدته سألها فيه: “جدتي من يستشهد يدفن بملابسه أم يدفنونه بكفن”، من يوم استشهاده لا تفارق هذه الجملة رأس السيد أبو رامي. 

يقاوم رامي الحواجري -والد الطفل أحمد- دموع عينيه متحدثاً عن الساعات الأخيرة من حياة طفله التي قضاها في منزل جده القريب من منزله قبل أن يخبروه أن طفله في المشفى بعد قصفٍ قرب منزل جده.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “حاولوا في المستشفى تخفيف الصدمة، فأخبروني أولاً أنه جريح، ثم علمت بعد دقائق باستشهاده. صبيحة يوم العيد صافحني، وقال كل عام وأنت بخير يا بابا، ثم غاب عنّي للأبد”.

يتدخل رمزي الحواجري -عم الشهيد الطفل- ليمنح شقيقه رامي فرصة ليتوقف عن نوبة البكاء التي داهمته تأثراً على رحيل طفله أحمد الذي استشهد صبيحة يوم العيد.

يقول رمزي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “استيقظت على صوت القصف، وهرعت للخارج. كان الشارع مكتظًّا بالأطفال الذين يلهون بألعاب العيد، وجدت أحمد شهيداً على الأرض وبجواره الشهيد مؤيد وجرحى على الأرض من شظايا مزقت أبواب المحلات”.

مرطبات ودماء

أمام بقالة فرج الله في بلوك 1 بمخيم البريج تصافح الطفل الحواجري مع جاره الخطيب بعد أن ابتاعا المسليات والمرطبات ومشروب كوكاكولا لكن صواريخ الطائرات الإسرائيلية مزقت جسديهما بشظايا حارقة.

في منزل الشهيد مؤيد الخطيب يخيم هدوء حزين على أرجاء المنزل الذي ودّع قبل أيام مؤيد تاركاً خلفه أحزاناً غائرة في قلوب سكانه.

يؤكد محمد الخطيب -شقيق مؤيد- أنه خرج لشراء مشروب كوكاكولا من بقالة جارهما التي تبعد عن المنزل عدة أمتار، وعندما دوّى صوت قصف عنيف ومفاجئ خرج محمد مسرعاً لاستطلاع ما وقع.

يضيف محمد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “شاهدت مؤيد على الأرض وقد أصابته شظايا في بطنه وقطّعت جزءا كبيرا من ساقه، واخترقت مكان القلب وبجواره زجاجة كوكاكولا ومعه الطفل الحواجري وآثار دمار كبير في المكان”.

على غير إرادته وجد محمد نفسه يعود للبيت ويخبر أهله أن مؤيد لفظ أنفاسه، وأن الدمار أدى لأضرار في 10 منازل مجاورة، وعندما عاد لمكان الحادث سقط الصاروخ الثالث فهرب مسرعاً تارةً أخرى.
 
ويتابع: “اتصل جيراننا بعربة الإسعاف التي حضرت للمكان، ونقلت الجرحى والشهداء مسرعةً بهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، لكنني كنت متأكدًا أن أخي مؤيد لن نراه ثانيةً”.

ويتساءل محمد عن أسباب جيش الاحتلال التي يبرر فيها قصف منزل وسط حي مكتظ بالسكان اختطف معه حياة طفل وشقيقه مؤيد الذي يعمل في مهنة البناء، ولم يرتكب أي جرم في حياته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...