الإثنين 29/أبريل/2024

فشلت بأسرلتهم.. إسرائيل تبدأ حربا لتصفية حساباتها مع فلسطينيي الداخل

فشلت بأسرلتهم.. إسرائيل تبدأ حربا لتصفية حساباتها مع فلسطينيي الداخل

لم تفق دولة الاحتلال من صدمتها من شدّة الضربات التي تلقتها من المقاومة بغزة رداً على استباحة القدس والأقصى، تلك المعركة التي أطلقت المقاومة الفلسطينية عليها اسم معركة “سيف القدس”، والتي صنعت معادلات جديدة في الصراع مع العدو، وأعادت رسم خريطة فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها، وفشل مشاريع الأسْرلة والتدجين.

وأكثر ما استفز الكيان وقادتَه أنّ فلسطينيي الداخل شكّلوا إلى جانب المقدسيين وشبان الضفة الغربية، حائط صد في وجه الاعتداءات الصهيونية التي طالت فلسطين من شمالها حتى جنوبها، وهو ما جعل الاحتلال يتخبط في حساباته ومخططاته التي أثبتت فشلها في الرهان على صمت الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية بالداخل المحتل تحديدًا.

تصفية حسابات

شرطة الاحتلال بدأت منذ مساء أمس الأحد حملة اعتقالات واسعة شملت المدن والقرى العربية في الداخل المحتل، وصفها الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي بأنّها “تصفية حسابات”، وحرب ضروس تستفرد بها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في الداخل بعد أن ساد الهدوء في جميع المناطق العربية على إثر الهدنة التي جرت برعاية دولية وإقليمية بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية في غزة.

واستشهد عدد من الفلسطينيين إثر تفجّر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية عام 1948، ودارت مواجهات واشتباكات واسعة بين قوات الاحتلال والشبان الفلسطينيين شهدتها الأراضي المحتلة لأول مرة استشهد على إثرها عدد من الفلسطينيين، وأصيب عدد آخر بجراح، في حين هاجم الشبان الغاضبون مقرات الشرطة الصهيونية والكُنس الصهيونية، واشتبكوا بالأيدي مع عدد من المستوطنين الصهاينة.

وفي حملتها ضد فلسطينيي 48، قالت الشرطة الصهيونية: إنّ حملتها التي انطلقت أمس، سيشارك بها الآلاف من أفراد الشرطة وحرس الحدود وقوات الاحتياط بكثافة، وتستهدف الشبان الذين يتهمهم الاحتلال بالمشاركة في الأحداث الأخيرة التي اندلعت موسّعًا، وشملت مواجهات بين الشرطة والفلسطينيين، في حين شارك بها المستوطنون “الإسرائيليون” إلى جانب الشرطة، فقتلوا وجرحوا عدداً من الفلسطينيين.

ووصلت الحملة حتى اللحظة لاعتقال أكثر من 1550 فلسطينيًّا في الأراضي المحتلة عام 1948، قُدمت بحق 150 منهم لوائح اتهام.

تأجيج النار

“من الواضح أنّ ما يحصل في الداخل المحتل غير مسبوق، وأثبت فشل كل المخططات الإسرائيلية في أسرلة الفلسطينيين وتدجينهم ليكونوا إسرائيليين، وهذا ما لم يحصل”. هذا ما قاله الخبير في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، مؤكّداً أنّ “إسرائيل” تصب الزيت على النار في حملاتها ضد الفلسطينيين في مدن وقرى الداخل.

وأوضح أبو عامر أنّ الانخراط الشعبي العام في الداخل المحتل نصرة للقدس وغزة في الهبة الأخيرة، حاكى تماماً ما كان يفعله الفلسطينيون في انتفاضة الحجارة الأولى، وهو ما يعني أنّ “إسرائيل” تدفع بحملات الاعتقالات الأخيرة لمزيد من التوتر وانفلات الأمور وفقد السيطرة، سيما في إطار حشدها لأجهزتها الأمنية بهدف اعتقال الشباب الفلسطينيين في الداخل وملاحقتهم.

ويعيش نحو مليوني فلسطيني في الداخل المحتل وهم يشكلون 20% من سكان دولة الكيان الصهيوني، وقد أثبتت الاعتداءات الأخيرة على القدس وغزة انهيار مشاريع الأسرلة ومحاولات تدجين الفلسطينيين، وتمسكهم بثوابتهم الوطنية على اعتبار أنّ قضية القدس والأقصى على سلّم أولويات الثوابت الفلسطينية.

وقال أبو عامر: “ما جرى يؤكّد أن سكّان الداخل المحتل هم فلسطينيون عرب، وليسوا إسرائيليين مهما كانت كل محاولات تدجينهم ودمجهم في المجتمع الصهيوني، ما يعني الدخول في طريقة تعامل جديدة معهم من دولة الاحتلال”.

حرب جديدة

ووصف النشطاء الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي ما يجرى بحق فلسطينيي الداخل المحتل بمنزلة حرب جديدة عليهم هناك.

وقالت الناشطة منى حوا: “حملة انتقام مسعورة تستهدف شبابنا وبناتنا في الداخل الفلسطيني، اعتقالات ستطال نحو 500 شاب خلال الساعات المقبلة. رعب وترهيب وجنون تمارسه أجهزة الاحتلال”.

وأضافت: “الشاباك الإسرائيلي بمساعدة الشرطة يقيم حربًا على الفلسطينيين في الداخل، في الناصرة واللد وأم الفحم والطيرة وغيرها من البلدات وسط صمت غريب”.

في حين كتبت الناشطة شروق حلبي، أنّ الشرطة الصهيونية تملك ما تسميه “بنك أهداف” للساعات القريبة، وأنّها جنّدت آلاف رجال الأمن من كل الوحدات والألوية، بما في ذلك حرس الحدود، من أجل تنفيذ الحملة المسعورة، واصفة ما يجرى بالحرب، وليس مجرد ترهيب أو تخويف.

وقالت: “هذه حرب غير مسبوقة على الفلسطينيين في الداخل، وهي ستُنفّذ تحت غطاء صمتٍ مُهين”، داعيةً جماهير شعبنا للتحرك الفوري لإفشال هذه الحرب.

وكتب الناشط السياسي أحمد أبو ارتيمة يقول: “‏انتهى القمع الصهيوني الساخن الذي استفز العالم وحاصر إسرائيل، وبدأ الآن القمع الفاتر عبر إطلاق حملة واسعة لاعتقالات في صفوف فلسطينيي الداخل والضفة وتشديد الحصار على قطاع غزة”.

وأوضح أنّ ما يحدث الآن هو استمرار للعدوان يجب التصدي له بأدوات المقاومة الشعبية الفاعلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات