الإثنين 29/أبريل/2024

سياسة إسرائيل في تدمير الأبراج .. بضاعة المفلِّس اليائس

سياسة إسرائيل في تدمير الأبراج .. بضاعة المفلِّس اليائس

لم يجد قادة الاحتلال الصهيوني ما يقنعون به جمهورهم الداخلي بتحقيق أي هدفٍ من الأهداف الاستراتيجية في العدوان الأخير على قطاع غزة سوى استهداف المدنيين، وقصف البيوت على رؤوس ساكنيها، عدا عن استهداف الأبراج الكبرى في غزة التي تضم مئات الوحدات السكنية والمكاتب الصحفية في محاولة لتفتيت الحاضنة الشعبية للمقاومة، وحسم المعركة بأسرع وقتٍ ممكن.

ومع بدء الساعات الأولى للمعركة التي أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية اسم “سيف القدس” لم يجد الاحتلال ما يسميه أي إنجاز لوقف أو تحييد أو حتى تخفيف حدّة صواريخ المقاومة التي استهدفت البلدات المحتلة بكثافة على مدار 11 يوماً، سوى أن يعود إلى سياسة تدمير الأبراج السكنية التي بدأها في عدوانه السابق على القطاع غزة في صيف عام 2014.

ومع حجم الألم الذي تسببت به صواريخ المقاومة الفلسطينية لقادة الاحتلال وجمهوره الداخلي، اتجه العدو سريعاً إلى اعتماد سياسة تدمير الأبراج من جديد مستهدفاً أول برج سكني بغزة في ثالث أيام العدوان، والذي يضم أكثر من 160 وحدة سكنية، متسبباً بدمار كبير للمربع السكني بأسره.

ودمّرت المقاتلات الصهيونية خلال العدوان الأخير بالكامل نحو تسعة أبراجٍ حيوية في قطاع غزة، عدا عن استهداف عشرات الشقق في غيرها، وعشرات البيوت التي دمرتها على رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى ارتقاء 248 شهيداً غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين، إضافة إلى إصابة نحو ألفي فلسطيني بجراح مختلفة، عدا عن نزوح أكثر من 50 ألفا بسبب القصف الشديد الذي استهدف محيط أماكن سكناهم.

نتائج عكسية

ووفق مراقبين ومحللين لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” فإنّ سياسة قصف الأبراج التي بدأها العدو الصهيوني خلال معركة العصف المأكول في عام 2014، هي دلالة واضحة لا ريب فيها عن مدى توجع العدو وتألمه من ضربات المقاومة في عمق الكيان الصهيوني.

وأوضح المراقبون، أنّ هذه السياسة هي دليل إفلاس واضح بهدف كسر إرادة المقاومة ولي ذراعها، وسط محاولة تفتيت وتمزيق الحاضنة الشعبية، بغية خروج الناس ضد المقاومة للمطالبة بوقف المعركة فوراً، وهو ما لم يحصل.

ما ارتكبه العدو الصهيوني – وفق المراقبين – جاء بنتائجَ عكسية تماماً سيما أنّ المعركة التي أدارتها المقاومة الفلسطينية ردًّا على جرائم العدو الصهيوني بالقدس جاءت بدعم وإسناد وتحشيد جماهيري عريض سبق ساعة الصفر لبدء المعركة، بل إنّ ما أربك حسابات العدو الصهيوني هو تزايد الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية تزايدا غير مسبوق في كل أرجاء فلسطين وخارجها.

شهادة العدو

طيار حربي صهيوني، كشف اليوم، أنّ سياسة تدمير الأبراج السكنية خلال العدوان على قطاع غزة كانت، “طريقا للتنفيس عن إحباط الجيش بعد فشله بوقف إطلاق الصواريخ من القطاع”.

جاء ذلك في حوار أجرته القناة (12) الإسرائيلية الخاصة مع عدد من الطيارين الذين شاركوا في نسف 9 أبراج سكنية في غزة، بما فيها برج كان يضم مكاتب إعلامية.

وقال الرائد “د” (اكتفت القناة بالإشارة إلى الحرف الأول من اسمه)، إنه لا يقلل من شدة الهجمات التي نفذها هو وأصدقاؤه، وأضاف: “ألقينا عليهم أطنانا من الذخيرة والنيران بشكل غير مسبوق”.

لكن الضابط “د” تحدث عن مشاعر يشاركه فيها زملاؤه، قائلا: “كنت أخرج لشن غارة مع إحساس أن إسقاط الأبراج أصبح طريقنا للتنفيس عن الإحباط مما يحدث لنا، ومن نجاح الفصائل في غزة في الاستمرار بركلنا”.

ومضى قائلا: “لم ننجح في وقف إطلاق الصواريخ، لم ننجح في المساس بقيادة التنظيمات الإرهابية، لذلك نسقط الأبراج”.

وفي السياق؛ قرر مالك برج الجلاء الذي دمره طيران الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والذي كان يضم مكاتب مؤسسات إعلامية دولية، التقدم بشكوى لدى المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدا عدم وجود أي هدف عسكري في المبنى.

وكان البرج المكون من 13 طابقا، يضم مكتبي وكالة “أسوشييتد برس” للأنباء الأمريكية وشبكة الجزيرة القطرية، كما يضم مكاتب أخرى وشققا سكنية، وأثار قصف المبنى انتقادات دولية ومطالبات بضمان حماية الإعلام، كما دعت إدارة وكالة أسوشييتد برس لإجراء تحقيق مستقل في قصف المبنى.

وجاء في شكوى لمالك البرج جواد مهدي، أن هجوم 15 أيار/ مايو الذي سوّى برج الجلاء بالأرض، كان “جريمة حرب”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات