سياسة إسرائيل في تدمير الأبراج .. بضاعة المفلِّس اليائس
لم يجد قادة الاحتلال الصهيوني ما يقنعون به جمهورهم الداخلي بتحقيق أي هدفٍ من الأهداف الاستراتيجية في العدوان الأخير على قطاع غزة سوى استهداف المدنيين، وقصف البيوت على رؤوس ساكنيها، عدا عن استهداف الأبراج الكبرى في غزة التي تضم مئات الوحدات السكنية والمكاتب الصحفية في محاولة لتفتيت الحاضنة الشعبية للمقاومة، وحسم المعركة بأسرع وقتٍ ممكن.
ومع بدء الساعات الأولى للمعركة التي أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية اسم “سيف القدس” لم يجد الاحتلال ما يسميه أي إنجاز لوقف أو تحييد أو حتى تخفيف حدّة صواريخ المقاومة التي استهدفت البلدات المحتلة بكثافة على مدار 11 يوماً، سوى أن يعود إلى سياسة تدمير الأبراج السكنية التي بدأها في عدوانه السابق على القطاع غزة في صيف عام 2014.
ومع حجم الألم الذي تسببت به صواريخ المقاومة الفلسطينية لقادة الاحتلال وجمهوره الداخلي، اتجه العدو سريعاً إلى اعتماد سياسة تدمير الأبراج من جديد مستهدفاً أول برج سكني بغزة في ثالث أيام العدوان، والذي يضم أكثر من 160 وحدة سكنية، متسبباً بدمار كبير للمربع السكني بأسره.
ودمّرت المقاتلات الصهيونية خلال العدوان الأخير بالكامل نحو تسعة أبراجٍ حيوية في قطاع غزة، عدا عن استهداف عشرات الشقق في غيرها، وعشرات البيوت التي دمرتها على رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى ارتقاء 248 شهيداً غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين، إضافة إلى إصابة نحو ألفي فلسطيني بجراح مختلفة، عدا عن نزوح أكثر من 50 ألفا بسبب القصف الشديد الذي استهدف محيط أماكن سكناهم.
نتائج عكسية
ووفق مراقبين ومحللين لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” فإنّ سياسة قصف الأبراج التي بدأها العدو الصهيوني خلال معركة العصف المأكول في عام 2014، هي دلالة واضحة لا ريب فيها عن مدى توجع العدو وتألمه من ضربات المقاومة في عمق الكيان الصهيوني.
وأوضح المراقبون، أنّ هذه السياسة هي دليل إفلاس واضح بهدف كسر إرادة المقاومة ولي ذراعها، وسط محاولة تفتيت وتمزيق الحاضنة الشعبية، بغية خروج الناس ضد المقاومة للمطالبة بوقف المعركة فوراً، وهو ما لم يحصل.
ما ارتكبه العدو الصهيوني – وفق المراقبين – جاء بنتائجَ عكسية تماماً سيما أنّ المعركة التي أدارتها المقاومة الفلسطينية ردًّا على جرائم العدو الصهيوني بالقدس جاءت بدعم وإسناد وتحشيد جماهيري عريض سبق ساعة الصفر لبدء المعركة، بل إنّ ما أربك حسابات العدو الصهيوني هو تزايد الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية تزايدا غير مسبوق في كل أرجاء فلسطين وخارجها.
شهادة العدو
طيار حربي صهيوني، كشف اليوم، أنّ سياسة تدمير الأبراج السكنية خلال العدوان على قطاع غزة كانت، “طريقا للتنفيس عن إحباط الجيش بعد فشله بوقف إطلاق الصواريخ من القطاع”.
جاء ذلك في حوار أجرته القناة (12) الإسرائيلية الخاصة مع عدد من الطيارين الذين شاركوا في نسف 9 أبراج سكنية في غزة، بما فيها برج كان يضم مكاتب إعلامية.
وقال الرائد “د” (اكتفت القناة بالإشارة إلى الحرف الأول من اسمه)، إنه لا يقلل من شدة الهجمات التي نفذها هو وأصدقاؤه، وأضاف: “ألقينا عليهم أطنانا من الذخيرة والنيران بشكل غير مسبوق”.
لكن الضابط “د” تحدث عن مشاعر يشاركه فيها زملاؤه، قائلا: “كنت أخرج لشن غارة مع إحساس أن إسقاط الأبراج أصبح طريقنا للتنفيس عن الإحباط مما يحدث لنا، ومن نجاح الفصائل في غزة في الاستمرار بركلنا”.
ومضى قائلا: “لم ننجح في وقف إطلاق الصواريخ، لم ننجح في المساس بقيادة التنظيمات الإرهابية، لذلك نسقط الأبراج”.
وفي السياق؛ قرر مالك برج الجلاء الذي دمره طيران الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والذي كان يضم مكاتب مؤسسات إعلامية دولية، التقدم بشكوى لدى المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدا عدم وجود أي هدف عسكري في المبنى.
وكان البرج المكون من 13 طابقا، يضم مكتبي وكالة “أسوشييتد برس” للأنباء الأمريكية وشبكة الجزيرة القطرية، كما يضم مكاتب أخرى وشققا سكنية، وأثار قصف المبنى انتقادات دولية ومطالبات بضمان حماية الإعلام، كما دعت إدارة وكالة أسوشييتد برس لإجراء تحقيق مستقل في قصف المبنى.
وجاء في شكوى لمالك البرج جواد مهدي، أن هجوم 15 أيار/ مايو الذي سوّى برج الجلاء بالأرض، كان “جريمة حرب”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
رغم القمع والتهديدات.. جامعات العالم تواصل طوفانها المناصر لفلسطين
عواصم – المركز الفلسطيني للإعلام هكذا تحولت جامعة "كولومبيا" التي قادت شرارة "طوفان الجامعات" المناصر لفلسطين حول العالم كـ "الشوكة" في حلق النظام...
“هيومن رايتس ووتش”: الردود على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين صادمة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت منظمة حقوق الإنسان الدولية "هيومن رايتس ووتش"، الاثنين، أن "الرد على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين...
مشاهد جديدة لتفجير كتائب القسام نفقا في قوة إسرائيلية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بثت قناة الجزيرة مشاهد حصرية حديثة لعناصر من كتائب عز الدين القسام في أحد الأنفاق بغزة وهم يقومون بتفخيخ نفق قبل دخول...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل ضابطين وإصابة جندي بجراح خطيرة في “كمين نتساريم”
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، مقتل ضابطين وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة في كمين ممر...
منظمة إنقاذ الطفولة: خان يونس أصبحت “مدينة أشباح”
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمة "إنقاذ الطفولة الدولية"، الاثنين، إن "مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ثاني أكبر مدينة في القطاع، والتي...
“حزب الله” يعلن استهداف جنود إسرائيليين بمستوطنة المطلة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن "حزب الله" الاثنين، أنه استهدف مواضع لجنود إسرائيليين في مستوطنة المطلة شمال إسرائيل، وإصابتها بشكل مباشر....
هنية: كل ما يؤدي لحماية المنطقة من الاختراق الصهيوني جهدٌ حيويٌ مهمٌ
استقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الإثنين، في مكتبه في إسطنبول وفداً جزائرياً ضم رؤساء مجموعات برلمانية عن المجلس الشعبي...