الثلاثاء 30/أبريل/2024

بعد العملية الفدائية.. عونة وفزعة وفرح على حاجز زعترة

بعد العملية الفدائية.. عونة وفزعة وفرح على حاجز زعترة

مئات المواطنين قضوا ساعات طويلة وقت الإفطار تحتجزهم قوات الاحتلال الصهيوني على جانبي حاجز زعترة عقب العملية البطولية التي نفذها مقاومون مساء الأحد (2-5-2021) وأصيب خلالها أربعة مستوطنين عكست روح التعاضد وأعادت الروح للجسد الفلسطيني.

مئات المركبات احتجزت من دوار بيتا وحتى حاجز زعترة، وعلى الجانب الآخر للحاجز للقادمين من رام الله، وقف الأهالي يساندون بعضهم والفرح يعلو الجباه احتفاء بهذه العملية التي أعقبت مدّةً من الهدوء وجاءت على وقع أحداث الأقصى الأخيرة.

وكتب الدكتور محمد أبو الرب: “ما أجمل هذا المساء: بائع البطيخ يوزع البطيخ على العالقين للإفطار، صاحب باص المواد التموينية يفتح باب الباص على مصراعيه ليتناول الصائمون ما تيسر من طعام، أهالي بيتا والقرى المجاورة يوزعون الماء والتمر ووجبات الطعام على العالقين بين الحواجز، وآخرون يشتبكون مع قوات الاحتلال، ما أجمل هذا التضامن الشعبي، قد ينشغل الناس بهمومهم اليومية ورزقهم من وقت لآخر لكنهم لا يفقدون البوصلة، وصدق من قال: “الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة”.

وعلى الرغم من تقطع السبل بالمواطنين على جنبات الحاجز إلا أن الفرحة كانت أكبر من مرارة الاحتجاز؛ فقد تداعى أهالي بيتا لنقل الطعام فرادى وجماعات لإفطار الصائمين العالقين، وكأنّ الناس تريد موقفا لتعبر فيه عن تعاضدها.

يقول ناصر دويكات، من بيتا، وهو يبادر ورفاقه لتقديم الإفطار للصائمين لمراسلنا: “الناس لبعضها، وهذا واجبنا نحن القاطنين هنا”، عادًّا أن إطعام الناس العالقين هو “أحد أشكال إسناد المقاومة التي يقوم بها المواطنون”.

وكان مؤثرا مشهد البائع المتجول المحتجز على الحاجز من الناحية الأخرى؛ حيث لا يوجد بلدات فلسطينية تقدم الإفطار للصائمين العالقين كما الناحية الأخرى القريبة من بلدتي بيتا وحوارة، حيث فتح السائق مركبته وأنزل بضاعته التي يعتاش من بيعها ووزعها على المواطنين العالقين.

لم يكتمل المشهد إلا بالمواطنين قاطني المناطق القريبة من الحواجز شمال الضفة الغربية وهم يعلنون على مواقع التواصل الاجتماعي عن فتح بيوتهم لكل العالقين ممن تقطعت بهم السبل، في مشهد عبر عنه المواطن ناصر سباعنة لمراسلنا بأنه “دليل على أن المقاومة هي الشيء الوحيد الذي يجمع الناس ولا يفرقها؛ إذ يجتمعون عليها بفطرتهم، وهي رسالة أخرى للسياسيين والمتنفذين في السلطة”.

ويضيف: “التفاف الناس حول المقاومة لا تخطئه العين، وتبقى الضفة الغربية ساحة الصراع التي وإن هدأت سرعان ما تتفجر في الجنود والمستوطنين”.

يذكر أن قوات الاحتلال أعلنت المنطقة الواقعة بين نابلس ورام الله وحتى جنين منطقة عسكرية مغلقة في أعقاب العملية التي تمكن منفذوها من الانسحاب من نقطة هي الأعقد أمنيا في الضفة الغربية المحتلة، حيث يمثل حاجز زعترة منطقة الوصل الرئيسة بين مختلف المحافظات، وهي نقطة أمنية مشددة الحراسة والتحصينات.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات