الجمعة 10/مايو/2024

محمد القصّاص.. صديق الكتب ومُوزع الثقافة

محمد القصّاص.. صديق الكتب ومُوزع الثقافة

لن يفهم أحد فلسفة محمد القصّاص في تجشّم عناء الجهد والتكلفة، وهو ينشر الثقافة بين أطفال مخيم النصيرات إلا حين يجلس معه ويفهم قصته كاملة.

بدأ القصاص (54 عاما) رحلته مع الثقافة والمطالعة عام 1976م حين طلب منه شقيقه أن يساعده في فهم عدد من الكتب الدينية، ومن يومها توثقت صداقته الدائمة مع الكتاب. 

أنهى القصاص دراسة الثانوية العامة، ولم يكمل تعليمه الجامعي، وظل يمارس مهنة القصارة الشاقة منذ سنوات طويلة، ويضم كل شهر عدداً من الكتب لمكتبته الخاصّة.

صديق الكتاب

في بداية عهده مع المطالعة قبل 40 سنة حاول القصاص القراءة في أنواع العلوم كافة؛ حتى نصحه أصدقاؤه بتنظيم المطالعة التي كانت تمتد معه ليالي طوالًا حتى الفجر. 

يقول القصاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “عام 2008م تبدلت حياتي بالكامل؛ رأيت الناس يرحلون عن الحياة دون ترك أثر، فبدأت رحلة البحث عن الذات وإقناع الناس بفكري، ووجدت سعادتي مع الكتاب”.

وحدد دائرتين لنشر الثقافة؛ “دائرة الاهتمام، ودائرة التأثير”، وبدأ التواصل مع محبي الثقافة من الكبار والصغار يعيرهم كتباً اشتراها بنفسه وترقد فوق رفوف مكتبته.

ويتابع: “فكرتي تأسيس جيل قارئ. أركز على الأطفال، أتواصل مع أسرهم، وأزورهم وفق جدول وسجلّ لكل طفل، وأعطيه الكتب والقصص، وأعود لاستكمال تثقيفه وفق خطة أعددتها حسب مستواه”.

يجسد القصاص مكتبة متنقلة تزور الطفل في موقع سكناه وتتولى تثقيفه، وقد وجد طريقه لذلك بعد دراسة معمقة في العلوم التربوية تعرف خلالها على خبراء، وقرأ لهم عشرات الكتب.


null

تربية ثقافية

يحتفظ في خزانة الكتب القديمة بسجلات وشهادات مدرسية للأطفال وجداول لعمله الشهري وهو يتحرك بعد تنسيق هاتفي مع أسرة كل طفل متى سمحت الزيارة.

يسعى صديق الكتب وهو يعزز القراءة والمطالعة إلى هدف أساسي؛ وهو استثمار المعلومة، وإحداث تغيير في المجتمع كمحصلة لزيادة وعي وثقافة الجيل الصغير مستقبلاً.

يقول القصاص: “أمارس تثقيف الأطفال مراعياً بناءهم النفسي، وأعزز حب القراءة. الأطفال يبدون تفاعلا كبيرا رغم وجود وسائل تكنولوجيا مغرية وهم يحبون الكتب الملونة والقصص وعالم الحيوان والفضاء وهكذا..”.

يفرغ مدّة ما بين المغرب والعشاء لممارسة مهمته الاختيارية، وحين يكون عاطلاً عن العمل يبدأ المهمة من بعد العصر، وقد وصل عدد الأطفال لديه أكثر من 100 أعمارهم بين 3-16 عاما.

ويضيف: “حتى نجلب الأطفال للقراءة نحتاج لعملية حركية. رؤيتي تأسيس مكتبة وحالة ثقافية في كل حارة لكن ينقصني التمويل، فلديّ 1000 كتاب، وأعرت 100 حالياً، ورسالتي تعزيز حب القراءة”.

ويفتقد القصاص لجهات داعمة وممولة لمشروع المكتبة المتنقلة التي يؤمن بأنها وسيلة لنشر ثقافة تساهم في بناء شخصية الأطفال والارتقاء بهم حتى يسهموا إيجابيًّا في تنمية المجتمع.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات