مركز نورة الكعبي.. حلمٌ يتحقق للعشرات من مرضى الكلى شمالي غزة

لم تكن تدرك المريضة مها النجار أنّها باتت تشعر بأريحية أكثر في عملية غسيل الكلى التي ترافقها منذ سبع سنوات من الفشل الكلوي، إلا أنّها تأكدت عندما شعرت بنفسها تجلس على جهاز لإجراء عملية الغسيل يعمل لأول مرة.

وتقول المريضة النجار (38 عاماً) إنّ افتتاح مركز نورة الكعبي أزاح عنها وعن نظيراتها المرضى مشقة الوصول إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وعناء الانتظار حتى ساعات الفجر الأولى للحصول على فرصة للغسيل.

وافتتحت وزارة الصحة بغزة مؤخراً مركز نورة الكعبي شمال قطاع غزة، بدعم وتمويل قطري مقداره مليون و700 ألف دولار من أجل العناية بمرضى الكلى شمال القطاع الذي تفتقر مستشفياته ومراكزه الطبية لأجهزة الغسيل الكلوي.

ويعاني أكثر من 180 مريضا في شمال قطاع غزة من الفشل الكلوي الذي يحتم عليهم إجراء عملية غسيل لثلاث مرات في الأسبوع الواحد، وهم جزء من أكثر من نحو 8200 مريض يعانون من الفشل الكلوي في القطاع يقومون بعملية غسيل دائم ثلاث مرات أسبوعياً.

عناء الانتظار

أما المريضة فاطمة أبو غزال (47 عاماً) فابتسمت وهي تتحدث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عن هم كبير كان يختلج صدرها منذ أصيبت بالفشل الكلوي سببه الانتظار لوقت طويل في طابور مرضى الغسيل، أما الآن فقد استطاعت أن تحصل على فرصتها في الصباح الباكر وبشكل أكثر راحة من ذي قبل.

وقالت إنّ تخصص المركز والأطباء والممرضين يعطي راحة أكثر للمرضى في المركز بدلاً من أن تجرى هذه العملية في قسم من مستشفى، وشكرت لوزارة الصحة وللجهات القطرية الداعمة هذا المشروع الذي يعطي للمرضى الأمل ويعيد الابتسامة على وجههم بعد أرهقتهم معاناة المرض والانتظار والتنقل أيضاً.

افتتاح قطري

وافتتح السفير القطري محمد العمادي الأسبوع المنصرم مركز نورة الكعبي والذي تعود تسميته بهذا الاسم نسبة للراحلة الكعبي، حيث تبرع زوجها وهو سفير قطري بهذا المبنى صدقة جارية عن روحها.

ويقع المركز شمال قطاع غزة مقابل المستشفى الإندونيسي، على مساحة أرض تبلغ نحو 700 متر مربع وبه عدة طوابق، ويعمل بقدرة استيعابية نحو 42 جهاز غسيل كلوي.

وقال الطبيب شفيق العطار أخصائي أمراض الكلى، إنّ المركز حالياً يستقبل حالات الغسيل الكلوي حسب الإمكانيات الطبية المتوفرة، مبيناً أنّ عدد المرضى الذين يغسلون في الشمال حوالي 180 مريض.

وتوجه بالشكر لدولة قطر التي أزاحت عن المرضى معاناة شديدة، حيث كانت الظروف السابقة تشكل خطورة شديدة على حياة المرضى.

وقال لمراسلنا إنّ مركز نورة الكعبي مركز صحي متطوّر لخدمة مرضى الكلى”، مبيناً أنّه سيعفي المرضى من عناء التنقّل والأعباء المادية، وسيكونون بأمان في هذا المركز المتخصّص.