الثلاثاء 30/أبريل/2024

لاجئو سوريا والانتخابات الفلسطينية.. آمال بانتهاء حقبة التهميش

لاجئو سوريا والانتخابات الفلسطينية.. آمال بانتهاء حقبة التهميش

بالرغم من صعوبة الأوضاع التي يعيشونها، فإن فلسطينيي سوريا يتابعون بأهمية، ما يتداول من أخبار عن إمكانية إجراء انتخابات فلسطينية، بعد 15 عاما، وسط شعور بتهميش سياسي، وآمال بدور مؤثر في المرحلة المقبلة.

ويُعلّق لاجئون، استطلعت “قدس برس” آراءهم، آمالا كبيرة على هذه الانتخابات، وما يمكن أن تفرزه من سياسات، قد تمد روافد لها لتصل إلى الفلسطينيين في سوريا، وتحل شيئا من مشاكلهم.

اللاجئ في مخيم اليرموك (جنوب دمشق) أيمن محمد، قال: إن “الانتخابات الفلسطينية تعني لي تجدد الأمل؛ لأني واثق، بأن الشعب لن يختار مشروع التفريط والتنازل والاستسلام”.

ويعبِّر “محمد”، عن أسفه من “حالة التهميش التي يعاني منها الفلسطينيون في الشتات”، متأملا أن “لا يستمر هذا الحال، وأن تعيد الانتخابات القادمة لفلسطينيي الشتات دورهم في الحياة السياسية”.

ويبدي اللاجئ الفلسطيني، تخوفه من اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية، بإدارة “جو بايدن” الجديدة، بالقضية الفلسطينية، “ما سيغري في الغالب فريق من أبناء الشعب الفلسطيني، بأن المكاسب ستكون أكبر بالانصياع للرغبة الأمريكية، الأمر الذي قد يحبط العملية برمتها”، وفق رأيه.

أما اللاجئ، حسام محمد، من مخيم النيرب (شرق حلب)، فيرى أن، “الانتخابات الفلسطينية ستمنح الفلسطيني الحق في تقرير مصيره، بما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية، وانتخاب قيادة حكيمة لقيادة السفينة الفلسطينية إلى بر الأمان، وإخراجها من النزاعات الداخلية وتوحيد القرار الفلسطيني”.

ويعتقد، أن فلسطينيي الشتات اليوم، يمثلون العدد الأكبر من إجمالي عدد الفلسطينيين؛ ما “يمنحهم الحق في اختيار القيادة التي تمثلهم، في ظل الظروف الصعبة التي يتعرضون لها، لأنهم خارج دولتهم”.

وعبر عن أمله في نجاح الانتخابات، منبها إلى أن من أهم أسباب ذلك، “الوعي بأن الانقسام لن يكون حلا أبدا، وأن الخطوة الأولى للخروج من المستنقع، هي بناء مؤسسات فلسطينية قوية، ذات سيادة واحدة، وقرار واحد فقط”.

من جانبه، أكد اللاجئ الفلسطيني، خالد موسى، أن “الانتخابات الفلسطينية هي مطلب كل حر، شريطة أن تتسم بالوضوح والنزاهة والشفافية وقبول النتائج”.

وتساءل “موسى” بحسرة، هل بالإمكان المشاركة في الانتخابات بالنسبة للفلسطينيين في سوريا؟، قبل أن يتنهد قائلا: “تلك أمنيات نتمنى أن تتحقق”.

وبنظرة تشاؤمية، يقول، براء خير الله، من مخيم خان الشيح (غرب دمشق)، أن هذه الانتخابات “لن تنجح، ولن تصمد كثيرا، وربما تستمر لشهور أو سنة أو سنتين فقط”.

وعلل “خير الله” ذلك، بـ”الاختلاف الكبير بين الفصائل، خاصة فتح وحماس، وتباين المنهجية التي يعمل بها كل طرف، والأيديولوجية الفكرية، وطريقة التعاطي مع الاحتلال، وكذلك طبيعة التحالفات بين الضفة وغزة”.

كما أشار إلى عنصر رئيسي في إفشال الانتخابات، متمثلا بالاحتلال، لافتًا إلى أن “الاحتلال يستطيع أن يغيّر المعادلة في السياسات المرسومة في المنطقة”.

وذهب إلى أن، “القيادة في غزة، لن تستطيع الاستمرار في التعامل مع قيادات السلطة، في الوقت الذي تنسق فيه الأخيرة مع الاحتلال، أمنيا واستخباراتيا”.

وعن دور فلسطينيي سوريا في هذه الانتخابات، تساءل “خير الله”: أين صناديق الاقتراع حتى نشارك في الانتخابات الفلسطينية؟، وأين التواصل أساسا بين القيادات والفصائل الفلسطينية مع اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري؟”.

من جهته، استغرب أبو شادي القاطن في مخيم دير بلوط (شمال حلب)، السؤال عن الانتخابات الفلسطينية، قبل أن يجيب مستنكرا: “هل من أحد يسأل فينا”، وأضاف: “اليوم الفلسطيني في مخيم دير بلوط، همه الأول كيف يؤمن طعاما لعياله، ويقيهم برد الشتاء”.

وأردف: “ليس مهما مين يفوز بالانتخابات، المهم أن يتذكرونا، ويعملوا على إخراجنا من الواقع المر الذي نحياه، والأهم من ذلك ألا يضع يده بيد صهيوني”.

ومن المقرر أن ينطلق اليوم الاثنين “حوار وطني شامل” في القاهرة، يجمع الفصائل الفلسطينية، لبحث آلية إجراء الانتخابات والملفات المتعلّقة بها.

ووفق مرسوم رئاسي سابق، ستجرى الانتخابات، على 3 مراحل خلال العام الجاري: تشريعية في 22 مايو/ أيار، ورئاسية في 31 يوليو/ تموز، وانتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس/ آب.

وأُجريت آخر انتخابات فلسطينية للمجلس التشريعي مطلع 2006، وأسفرت عن فوز “حماس” بالأغلبية، فيما سبقها بعام انتخابات للرئاسة وفاز فيها محمود عباس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات