عودة الفلسطينيين
أطلق توافق الفلسطينيين على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بالتوالي والترابط كمدخل -ممكن ومتوفر ولكنه ليس الأفضل – لإنهاء الانقسام المدمّر وما تبع ذلك من مراسيم رئاسية أطلق هذا المسار ما يبدو كبداية عهد فلسطيني جديد لا يخلو من مخاطر حقيقية ، وخاصة في حال انتكاسه ، ولكنه قد يشكّل فرصة حقيقية تستحق من جميع الوطنيين والأحرار العمل الجادّ والمخلص لانتهازها وتحويلها الى نتائج ملموسة يشهدها الفلسطينيون بعد سنوات من الانقسام البغيض ، وذلك على طريق عودتهم المنتظرة موحدّين لخوض معارك النضال بكافة أشكاله ضد الاحتلال والاستيطان ، وإلا فان البديل شبه الوحيد هو بقاء الوضع الحالي على ما هو عليه.
لا يعتبر كاتب هذه السطور نفسه من الواهمين او المفرطين في التفاؤل أو بالعامية الفلسطينية ( أهبل ) ، بل داعية لاقتناص كل فرصة مهما كانت محدودة أو ضئيلة لوقف نزيف الشعب الفلسطيني المتدفق هباء بسبب الانقسام وفي ظل احتلال ، خاصة اذا لم تكن هذه الفرصة تعني التخلي عن أهداف وآمال وطموحات وثوابت شعبنا التي ناضل من أجلها طوال عقود ، فخوض غمار المصالحة من خلال الانتخابات مهمّة شاقّة لا يقتحمها إلا صنديد يجدّف عكس التيار المندفع بقوة انتكاسات المصالحة السابقة وتآمرٍ إقليميٍ لا يخفى ، وممارسات السلطة الخاطئة وألاعيب رجالها المرتجفة من العازمين على عدم إضاعة أي فرصة ، وهو بهذا يدرك أن من قال ” هلكت المصالحة ، فهو أهلكها ” .
كثيرة هي الأسئلة التي تجتاح المخلصين من أبناء شعبنا حول مدى وإمكانيات نجاح هذه المحاولة ” الألف ” لإنهاء الانقسام : هل أبو مازن جادّ هذه المرة في عقد انتخابات حرة ونزيهة ؟ هل هو جادّ في تسليم السلطة للفائزين ؟ كيف ستجري انتخابات في ظل احتلال ؟ ما هي الضمانات لنزاهة هذه الانتخابات ؟ هل .. وهل .. وكيف .. ولماذا ؟ قائمة طويلة من الاسئلة قد لا يمتلك ” الخبير ” الإجابة على بعضها كعادة القادة قبيل خوض الملاحم المصيرية ، مما يدعو أحيانا ” المحتاط ” لسد الذرائع وإغلاق باب ريحها ليرتاح وما هو كذلك ، لكنها لا تردع الفلسطيني المقتحم عن خوض غمارها ” ادخلوا عليهم الباب ” طالما تسّلح بالعزم والذكاء والارادة الصلبة والقدرة على القيادة ” في الأثناء ” ، ووفقا للمواقف والتطورات المتسارعة ” في اتخاذ القرارات في أوضاع عدم الوضوح ” .
لأننا ما زلنا تحت نير احتلال استيطاني غاشم ، ولأننا ما زلنا في خضم معركة تحررٍ وطني ولأن الانتخابات هذه تحديداً هي مدخلاً اضطرارياً لتوحيد الجهود ورصّ الصفوف والمصالحة الوطنية ، كان لا بد أن نلوذ الى ركن تخفيف الاحتقانات وتسطيح المنحنيات الحادة التي سببها الانقسام الطويل من خلال رفع مستوى التوافقات قدر الامكان ، وتخفيض مستوى التنافس الى أبعد حد ، والتوافق قبل الانتخابات على ما يشبه خارطة طريق تتضمن شكل وأدوات وأهداف المرحلة أثناء وبعد الانتخابات ، لإضافة مبدأ التمثيل النسبي الذي يضمن الى حد بعيد شراكة وطنية واسعة لا يستطيع فيها معسكر واحد الحكم وحده حتى ولو أراد ، هذه هي الصيغة الأمثل لحالتنا الفلسطينية المعقدة.
فلماذا الانتخابات طالما توافقنا ؟
لأن تعزيز نهج الانتخابات وبناء وترسيخ الثقافة الديموقراطية أمر هام وضروري ، ولأن الانتخابات لا تعني المكاسرة أو الإقصاء أو المفاصلة ، وكذلك من أجل إعطاء الشرعية الشعبية والانتخابية لما تم من توافقات ، ولأن التوافق لا يعني التماثل والتجانس الكامل ، حيث ستبقى الكثير من القضايا الهامة محل خلاف وتنازع . هكذا إذن يعود الفلسطينيون لأنفسهم كمقدمة ضرورية للعودة الى ديارهم التي أخرجوا منها بقوة الاستيطان .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
إصابة 8 عسكريين سوريين في عدوان إسرائيلي محيط دمشق
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب ثمانية عسكريين سوريين، الليلة الماضية، جراء قصف إسرائيلي استهدف موقعا في محيط دمشق. وذكر مصدر عسكري في تصريح...
أوروبيون لأجل القدس: 685 انتهاكا للاحتلال في القدس خلال إبريل
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت مؤسسة أوروبيون لأجل القدس إنها وثقت (685) انتهاكا ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مدينة القدس...
المقاومة الإسلامية ف العراق تقصف 3 أهداف للاحتلال الصهيوني
بغداد - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، أنها استهدفت فجر اليوم وأمس، ثلاثة أهداف للاحتلال الصهيوني. وقالت المقاومة في...
بالتعذيب الوحشي .. 18 شهيدًا في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أكد نادي الأسير الفلسطيني، ارتقاء 18 معتقلا في سجون الاحتلال الإسرائيليّ ومعسكراته جرّاء جرائم التّعذيب والجرائم...
عدنان البرش.. الطبيب الإنسان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...
شهيدان من غزة بسجون الاحتلال أحدهما الطبيب عدنان البرش
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، اليوم الخميس، استشهاد اثنين من معتقلي غزة، أحدهما رئيس قسم...
هنية: وفد حماس إلى القاهرة لإنضاج اتفاق يحقق مطالب شعبنا ويوقف العدوان
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام اتفق إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن...