الجمعة 10/مايو/2024

قرية كردلة.. معاناة بين انتهاكات الاحتلال وانعدام مقومات الحياة

قرية كردلة.. معاناة بين انتهاكات الاحتلال وانعدام مقومات الحياة

يستمر مسلسل الاحتلال الإسرائيلي في سياساته الممنهجة لتهجير سكان الأغوار الشمالية وسكان المناطق المصنفة “ج” المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة عموما، والتي لا يملك الأهالي فيها سبيلا إلا الصمود والثبات في وجه هذه المحاولات.

هذا الصمود غير المدعوم من أي جهة لأهالي المناطق المصنفة “ج” في الأغوار الشمالية وغيرها من المناطق، يشكل نقطة تؤرق الاحتلال وتقف في وجه مشاريعه الاستيطانية.

ويتفنن الاحتلال في ممارسة انتهاكاته المعتادة في حق أهالي قرية كردلة الواقعة على تلة مشرفة في أقصى شمال الأغوار الشمالية، وهي المصنّفة “ج” ضمن اتفاقية “أوسلو”، ما يضاعف معاناة أهلها ويحرمهم حقوقهم وأدنى مقومات الحياة الأساسية.

حرب بقاء
يعيش في كردلة نحو 500 فلسطيني يعتمدون على الزراعة بأنواعها الثلاثة المحمية والمكشوفة والأشجار المثمرة مصدرًا أساسيًّا للعيش، الأمر الذي يستخدمه الاحتلال سلاحا ضدهم فيحاربهم في قوت يومهم.

يقود الاحتلال حرب مياه شرسة ضد كردلة والقرى المحيطة بها في الأغوار، فيحرمهم من استخدام شبكة المياه وهي التي تشكل رأس مال المزارع، ويعتقل ويهدد كل من يمدد وصلات للحصول عليها.

ولا تقف المعاناة عند هذا فحسب؛ حيث يمنع الاحتلال كل من يحاول حفر بئر ارتوازي من ذلك ولا يمنحهم تراخيص، إلا أن أهالي كردلة يحفرون الآبار بلا ترخيص من سلطات الاحتلال رغم علمهم بأنه سيكون مهددا بالردم، إلا أنهم يعدونها حرب بقاء.

وفي كل مرة يصادر الاحتلال أدوات الحفر والآليات باهظة الثمن التي يستخدمها الأهالي في حفر الآبار، فتتضاعف خسارتهم ويحاصرهم الاحتلال من كل الجهات.

حرمان من البناء
أهالي كردلة من ضحايا اتفاقية “أوسلو” التي حرمتهم من الحصول على مساكن آمنة تؤويهم، ففي العام 1982 كانت آخر مرة تحصل فيها البلدة على ستة تراخيص بناء لعدة منازل فيها، ومنذ ذلك الحين يرفض الاحتلال منح سكانها أي ترخيص بناء.

تصنيف القرية منطقة “ج” منعها من التطور والتقدم، ومنعها أيضاً من الحصول على أدنى الخدمات نتيجة لمنع التراخيص، فلا يوجد فيها مسجد ولا مركز صحي ولا مقر للمجلس، فيمشي رئيس المجلس القروي في البلدة حاملا حقيبة أوراقه بيده.

يُحرم سكان القرية أداء الصلوات في المسجد رغم مواظبتهم عليها، ويسري هذا الحال على صلوات الجمعة والتراويح في رمضان فيحرمون منها جميعًا إلا في حال تمكنهم من الوصول إلى القرى المجاورة.

مدرسة التحدي
حرم أبناء قرية كردلة من المدرسة لسنوات طويلة، واضطروا لمشي مسافات طويلة تتجاوز كيلومتريْن، للوصول إلى المدرسة في قرية بردلة المجاورة، تحت حر الصيف، وبرد الشتاء.

وكبّد ذلك أبناء القرية الكثير من العناء والمشقة، ويمنعهم من الوصول إلى المدرسة لمدة تتجاوز الشهر أحياناً نتيجة السيول التي تجري في الأودية بين القريتين في الشتاء.

لكن العام 2019 حمل لأطفال كردلة بارقة أمل، حيث شيدت مدرسة التحدي 15 كردلة الأساسية المختلطة التي خففت من معاناة الطلاب في الحصول على التعليم الأساسي.

مخططات تهجير
بقاء أهالي كردلة وصمودهم في مناطقهم عائق أمام تحقيق الاحتلال مشاريعه الاستيطانية ومشروع الضم (السلب والنهب) الذي ينفذه الاحتلال فعليًّا على الأرض، فيهدف من خلال هذه الممارسات إلى إفراغ قرى الأغوار وتهجيرهم نحو طمون وطوباس.

تبلغ مساحة كردلة 200 ألف دونم مملوكة لأهالها ومسجلة بالطابو، ويضع الاحتلال يده على 11 ألف دونم منها، في حين تشكل مستوطنة “ميحولا” الخطر الأكبر عليها وعلى المنطقة بالكامل، ما يعرض أهالي المنطقة للخطر الدائم.

حرية نيوز

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات