الجمعة 03/مايو/2024

كورونا يخلق نوعًا جديدًا من أزمة منتصف العمر

كورونا يخلق نوعًا جديدًا من أزمة منتصف العمر

أدت جائحة كورونا إلى عرقلة مسارات الناس المهنية، ودفعتهم الصدمة لإعادة النظر في قراراتهم المالية، ليشهدوا ما يشبه أزمة منتصف العمر.

وتحدثت آبي إلين في تقريرها الذي نشره موقع “بلومبيرغ” (bloomberg)، عن قصص بعض الأشخاص الذين خسروا وظائفهم بسبب الجائحة، لتنقلب حياتهم رأسا على عقب.

من بين هذه الحالات، ستايسي سمول (51 عاما) التي تدير وكالة سفر خسرت مئات الآلاف من الدولارات؛ بسبب إلغاء حجوزات عام كامل في 20 مارس/آذار الماضي.

وبعد أن شهدت سلسلة من الأحداث الأليمة آخرها التعرض لحادث سيارة شبه مميت في 21 أبريل/نيسان، باعت سمول منزلها، وقررت صرف انتباهها بعيدا عن جني الأموال، والتركيز على صحتها العاطفية. كجزء من العلاج، بدأت في خبز الكوكيز (الكعك المحلى)، وحوّلت هذه الهواية إلى مشروع استثمرت فيه 50 ألف دولار من أموالها الخاصة.

ما مرت به سمول لطالما عده البعض أزمة منتصف العمر، التي ترتبط في المخيلة العامة مع المظاهر المادية مثل شراء سيارات باهظة الثمن؛ إلا أن آثارها غالبا ما تكون خفية، وأكثر شيوعا.

 مخاوف وصدمات
قد تنجم أزمة منتصف العمر عن المخاوف الصحية، أو التحولات السلوكية، أو فقدان الوظائف، حيث يبدأ الأفراد بالتشكيك في خياراتهم الحياتية، والتفكير في حتمية الموت. ولطالما اقترنت هذه الظاهرة بمن تتراوح أعمارهم بين 35 و50 عاما؛ إلا أن علماء النفس يقولون إنها ليست مرتبطة بالعمر، وإنما بالصدمات المشابهة لما أحدثه الوباء.

وهذا ما تؤكده المستشارة المالية أماندا كلايمان بقولها: إن “البعض يكتفون بالعمل في مجالات معينة ظنا منهم أنهم يستبدلون الإثارة والشغف المهني بالاستقرار المالي؛ لكن عندما يُسلب منهم ذلك الضمان، لن يعود لعملهم أي فائدة”.

وتطرقت الكاتبة أيضا لحالة مايكل ودكوك (40 عاما)، الذي فقد وظيفته مديرا لمكتب الاستقبال في سلسلة فنادق كبيرة في بوسطن في أواخر مارس/آذار. وتسببت خسارته لوظيفته التي يحبها في التشكيك في خياراته المهنية وهويته الشخصية، وفي قدرته على إعالة زوجته وابنته البالغة من العمر 9 سنوات.

مدخرات تتقلص
ويدير آرون لي، رجل أعمال من ميريلاند (53 عاما)، شركة تعليمية ناشئة تعلم الأطفال الهندسة والتصميم والتفكير النقدي، ويحاول الإبقاء على مسيرته المهنية التي يحلم بها؛ لكنه أمضى الصيف في المنزل مع زوجته وطفليه المراهقين، في تقديم دروس حول علم الروبوتات عبر الإنترنت، بينما تتزايد ديونه وتتقلص مدخراته، وينخفض عدد عملائه.

يعتمد لي على أعمال الإنتاج الموسيقي بشكل مستقل وراتب زوجته والمساعدة المالية من عائلته الممتدة. ومع أنه لم يجد مستشارا للتحدث معه، يثق لي بزوجته وعائلته وأصدقائه. ويفكر بالعودة إلى عالم الشركات؛ لكنه يحاول التمسك بشغفه، ولا يريد التخلي عن عمله.

قد تصبح الحياة جحيما
وبحسب الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، ديفيد روزمارين، فإن “الحصول على مزيد من الوقت لقضائه مع الأصدقاء والعائلة والنوم قد يكون رائعا إن كان للمرء هوية خارج حياته المهنية؛ لكن قد تصبح الحياة جحيما إذا حدث العكس”.

ووفقا لمكتب إحصاءات العمل، ارتفعت نسبة البطالة في الولايات المتحدة إلى 14.7% في أبريل/نيسان، ثم انخفضت إلى 6.7% بحلول نوفمبر/تشرين الثاني.

ويخفي هذا الرقم حقيقة أن أكثر من ثلث العاطلين عن العمل (3.9 ملايين شخص) بحثوا بدون جدوى عن عمل منذ تفشي الجائحة، بينما وصل عدد الذين استسلموا عن البحث قائلين إن البلاد لم يعد فيها وظائف لهم إلى 657 ألف شخص؛ أي أكثر من ضعف العدد المسجل في نهاية العام الماضي في البلاد.

تدهور الصحة النفسية
انتشر اليأس الشديد في الولايات المتحدة، وتدهورت صحة الأميركيين النفسية تدهورا كبيرا في عام 2020، حيث صرّح 23% منهم بأن صحتهم النفسية مقبولة أو سيئة، مقارنة بنسبة 17% المسجلة في العام الماضي، وذلك وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة “غالوب” (Gallup) هذا الأسبوع. وتشير مراكز السيطرة على الأمراض أن حوالي 30% من البالغين الأميركيين يعانون الآن من أعراض اضطرابات القلق، مقارنة بنسبة 19.1% قبل الجائحة.

المصدر: بلومبيرغ

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...