الأحد 19/مايو/2024

بيتار القدس.. الإمارات تمول الوجه الأقبح لـإسرائيل

بيتار القدس.. الإمارات تمول الوجه الأقبح لـإسرائيل

“الموت للعرب” شعارٌ طالما رفعه نادي “بيتار القدس” الإسرائيلي ومشجعوه، إلا أن المفارقة العجيبة أن هذا النادي اشترى نصفه أحد الأمراء الإماراتيين وهو حمد بن خليفة آل نهيان، بـ92 مليون دولار أمريكي، في مزاد تطبيعي متسارع بين الدولة الخليجية والاحتلال.

ووصفت قناة مكان الإسرائيلية اتفاقية البيع بأنها “تاريخية”، مشيرة إلى أن آل نهيان سيستثمر 300 مليون شيكل بالفريق الإسرائيلي خلال السنوات العشر القادمة.

وعلّق آل نهيان على الاتفاقية قائلا: “يسعدني أن أكون شريكًا في هذا النادي المجيد الذي سمعت عنه، وفي هذه المدينة عاصمة إسرائيل وواحدة من أقدس مدن العالم”.

وقال نادي بيتار القدس: إنه سيشكل مجلس إدارة جديدًا بعد الاتفاقية الاستثمارية الجديدة مع الشيخ آل نهيان، وأن ابنه سينضم إليه لتمثيله.

عداء شديد
ويعدّ نادي بيتار أحد أندية دوري الدرجة الأولى الإسرائيلي لكرة القدم، المعروفة بمواقفها المتشددة ضد العرب والفلسطينيين، ولا يوجد بين صفوفه أي لاعب عربي.

ويعد مشجعو “بيتار القدس” تاريخيًّا معادين للمسلمين والعرب، لا سيّما مجموعة المشجعين اليمينيين المتطرفة “لا فاميليا” المعروفة بأغانيها ضد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

وكان مشجعو الفريق الإسرائيلي خطّوا، الثلاثاء الماضي، عبارات مسيئة للنبي محمد (عليه الصلاة والسلام) والعرب، ورافضةً لبيع حصة من أسهمه للأسرة المالكة الإماراتية، على السور الخارجي لملعب النادي في مدينة القدس الفلسطينية المحتلة، وفق موقع “sport1″، التابع لصحيفة “معاريف” العبرية.

ومن المواقف العنصرية الفجّة لرابطة مشجعي الفريق، مطالبتهم إدارة النادي، في يونيو/حزيران 2019، بالعدول عن ضم اللاعب النيجيري محمد علي، بسبب اسمه، أو تغيير الاسم؛ شرطًا لقبول لعبه بالفريق.

ويعتمد فريق “بيتار” في شعبيته على أبناء الطوائف الشرقية الذين يسكنون عادة في الأحياء الفقيرة والمعروفين بكراهيتهم للعرب، وينتمي معظمهم إلى الأحزاب الدينية وحزب “الليكود”.

وفي تصريح لصحيفة “الغارديان” البريطانية، قال افغيدور ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”: “بيتار هو أهم مكتسبات دولة إسرائيل، وهو الواجهة الكروية لتيار اليمين المتشدد، وفخر مدينة القدس. إنه ببساطة نادي الشعب وقيمته تتمثل في حب إسرائيل والديانة اليهودية”.

نتنياهو يشيد
وأشاد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالسرعة الكبيرة التي يسير بها اتفاق التطبيع مع الإمارات، بعد شراء أمير من العائلة الحاكمة هناك نصف أسهم فريق “بيتار القدس” الإسرائيلي المعادي للفلسطينيين والعرب.

وقال نتنياهو، في تغريدة له على تويتر مساء الثلاثاء، في تعليقه على عملية الشراء: “مواطن إماراتي اشترى فريق “بيتار أورشليم” وهو من أشهر نوادي كرة القدم الإسرائيلية. هذا يظهر السرعة الكبيرة التي تتغير فيها الأوضاع”.

تغريدات

وتعليقًا على الصفقة، كتب المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي عبر حسابه في تويتر: “هذا الفريق، الذي يردد مشجعوه شعار (الموت للعرب)، ويسب نبي الإسلام، كشعار للتشجيع، يتوشح شعاره الشيخ الإماراتي، وهو شعار حركة (بيتار) اليمينية التي تعد الأردن جزءًا من إسرائيل”.

في حين كتب رئيس المرصد الأورمتوسطي رامي عبده، عبر حسابه في تويتر، أن أكثر من 33 مليون دولار دفعت للنادي الإسرائيلي، الذي يعدّ رمزًا للسيادة الإسرائيلية على القدس المحتلة، وجماهيره معروفة بدعوتها لقتل العرب ومهاجمة الرموز الإسلامية.

وكتب حذيفة سرور عبر حسابه في فيسبوك: “الإماراتي حامد بن خليفة آل نهيان يشتري 50% من فريق الإسرائيلي المتطرف “بيتار القدس”، والمعروف بمعاداته الشديدة للمسلمين. بتحس الامارات بتمول الجزء الأقبح من الاحتلال”.

وقال عصمت منصور: إن “حركة بيتار التي يعتبر فريق بيتار امتدادا لها هي كما قلنا حركة الشبيبة التي تخرج منها قادة إتسيل وليحي الفاشيتان وغلاة المتطرفين في الحركة التصحيحية التي أصبح شعارها الجدار الحديدي الذي يعيد نتنياهو صياغته تحت مسمى السلام من موقع القوة ومقابل السلام”.

وعدّ منصور أن “بن خليفة يكرس مقولة الجدار الحديدي الذي يعتبر أن جدار من الرفض والقوة العسكرية والإرهاب والردع كفيل بأن يدفع العرب وفق جابوتنسكي إلى القبول بوجود إسرائيل والتعايش معها من موقع المتفوق والقوي”.

وكتب رازي نابلسي: “’بيتار يروشاليم’- الاسم العربي ’بيتار القدس’. بالأساس تسميته فريق كرة قدم. بس هو كُل إشي إلّا فريق كرة قدم بحياتنا إحنا الفلسطينيّة، بالداخل والقدس. منتذكّره، منيح، رغم إنُّه ولا مرّة أناا شخصيًا حضرتله لعبة كرة قدم. بعرفه للفريق منيح من ثلاث محلّات أساسيّة ومراحل بحياتي: الأول والمُهم، من الطفولة، من لمّا كان يلعب مع فريق ’إخاء سخنين’ وفريق ’إخاء الناصرة’، الفريقين الوحيدين اللي عنّا عند العرب كانوا بمرحلة معيّنة يلعبوا بالدوري المُمتاز وبالتالي يلعبوا مع فرق يهوديّة”.

وتابع: “ومن هون، بتذكّر الفريق اللي كان كُل الوقت ينادي “الموت للعرب”، ويسب الدين الإسلامي وفريق سخنين او الناصرة يرفعوا صورة الأقصى مجاكرة فيه، وبآخر اللعبة دائما كانت في طوشة مع جمهور بيتار العنصريّ، واحنا كنّا نسمع عن الطوشة وشباب البلد كانت تروح ع اللعبة عشان تغلب بيتار بس”.

وأضاف: “المرحلة الثانية، كانت المرحلة اللي سكنت فيها بالقدس. وبهاي المرحلة، كُنت اعرف الفريق من كُل مرة كنت اخاف بالشارع والقطار والباص اللي كان مُشجعين يدوروا ع أول عربي يضربوه، وكنّا جد نخاف نطلع بالقطار لانه كانوا بس يسمعوا او يشوفوا عربي، يرقصوا حواليه بأعلام إسرائيل ويسبُّوا عليه خاصة بساعات الليل المتأخرة، وين فش كثير ناس وفش عرب إلّا مروحين من الشغل آخر الليل ع بيوتهن”.

“أمّا المرحلة الثالثة، فكانت مرحلة الشغل، مُتابعة السياسة الإسرائيليّة والصحافة. وبهاي المرحلة عرفت الفريق بعنصريته، برابطة المشجعين “لا فاميليا”، اللي حتّى السياسيين اليهود بستنكروها ويستنكروا عنصريّتها. رابطة اللي تُعد من أكثر الأشياء المُتطرّفة في إسرائيل، بتهتف ضد العرب، وبتقول “بيتار نقيّة للأبد”. نقيّة من كُل إشي مش يهودي، رفضوا يكون لاعب عربي، ووصلت فيهم يكونوا إشي شاذ حتّى ع اكثر مُجتمع استعماري زي اسرائيل، تخيّلوا ؟ قدّيه ممكن تكون عنصري عشان تكون متطرف باسرائيل ؟”، يقول نابلسي.

وتابع نابلسي: “المُهم، اليوم اشترى الفريق واستثمر فيه ٣٠٠ مليون شيكل رجل أعمال إماراتي، وبالاساس الاستثمار في البنية التحتية وشراء لاعبين. هذا طبعًا، قبل ما نحكي عن انه اليوم الصبح كان خبر ع انه الامارات رح تستثمر بتطوير الحواجز بالضفّة. وبتقولوا عن الفلسطينيّة بالداخل عرب اسرائيل ؟ ايّاهم عرب اسرائيل، شوفوهم منيح…”.

وقالت هنيدة غانم متهكّمةً: “رسميا طويل العمر الشيخ محمد حمد بن خليفة اشترى ٥٠٪؜ من بيتار القدس، اكثر فريق عنصري مقيت كاره للعرب. ويعد باستثمار ٣٠٠ مليون شيكل في السنوات القريبة في الفريق عشان بيحب الزلمة يشتغل باخلاص”.

وقال مروان بيادسة: “خلّيك مقتنِع وتتساءَل بكل غباء .. إنّو “شو الفرق بين تطبيع الإمارات وتطبيع الأردن ومصر وتركيا خلّيك ضاحِك عحالك إنّو دُبَي والإمارات دولة عربية إسلامية بينما هي في الحقيقة أكبر شياطين هذا الكوكب!”.

وعدّ بيادسة أن “الذي يحدث ليس مجرّد تطبيع، وليس مجرد خلاف في القوميّة او القضيّة الفلسطينية،، بل هي حرب واضحة فاضحة على الإسلام”.

استجداء واندماج

وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري إن شراء نحو 50 بالمئة من أسهم ناد اسرائيلي معروف بعنصرية مشجعيه ومعاداتهم للعرب والمسلمين من أحد أفراد الاسرة الحاكمة يأتي في سياق المحاولات اليائسة التي تبذلها الإمارات للتقارب مع الاحتلال الاسرائيلي واستجداء الرضى الامريكي.

وأضاف أبو زهري في تصريح خاص لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذا يأتي في سياق رغبة حكام الامارات بتقديم أنفسهم رعاة للسلام في المنطقة وإظهار استعدادهم للتحالف مع “اسرائيل” بل والاندماج مع مجتمعها وكل توجهاتها في المنطقة.

وأشار إلى أنها إحدى وجوه الدعم الغير المشروع وبصورة غير اخلاقية لدعم الارهاب الصهيوني باستخدام المالي العربي تحت ذرائع متعددة فهي تهدر الملايين لصالح الاحتلال رغم حاجة الشعوب العربية والاسلامية للدعم والانقاذ في ظل ما يعيشونه من تحديات الفقر والمجاعة والمرض.

وقال أبو زهري إن الخطوة تأسس لثقافة بالغة الخطورة من خلال تشريع ممنهج لامكانية اقامة شراكات تجارية واقتصادية بمال يهودي عربي لادارة مشروعات مستقبلا ويشجع بشكل غير مسبوق لاستدراج الاستثمارات العربية لـ”إسرائيل”.

وتكشف تورط دولة الامارات في ممارسة دور خبيث لتعميق مشروع التطبيع ومد جسور الحياة لها وامداده بسبل النجاح ودفع العرب لمحاكاة خطوات مشابهة، وفق الكاتب.

وأكد أنها خطوة تمثل تجاهل واضح لتضحيات العرب والفلسطينيين، وهي صفعة جديدة لكل التضحيات التي بذلت في مواجهة اسرائيل بغرض ازالة الاحتلال بل تعد كارثة عربية غير مسبوقة لترسيخ مكانة الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات