السبت 25/مايو/2024

جرائم إسرائيل بحق الصحافة الفلسطينية.. عندما تغيب العدالة الدولية!

جرائم إسرائيل بحق الصحافة الفلسطينية.. عندما تغيب العدالة الدولية!

عامان ونصف مرا على اغتيال قوات الاحتلال المصور الصحفي ياسر مرتجى أثناء ممارسة لمهنته بين آلاف المتظاهرين في مسيرات العودة على الحدود الشرقية لمدينة غزة للمطالبة بإنهاء الحصار، لم تتلق فيها عائلته جواباً حول أسباب استهدافه دون أي مبرر.

الشهيد ياسر كان يعتقد أنّ درع وخوذة الصحافة التي يرتديها يمكن أن توفر له الحماية وفق نصوص القانون الدولي، إلا أنّ رصاصة صهيونية متفجرة اخترقت بطنه من بين آلاف المتظاهرين لتمزق قلبه وأحشاءه قبل أن يرتقي شهيداً.

إنهاء الإفلات من العقاب

الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد أعلنت عن يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر، اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، وحث القرار الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير محددة لمواجهة ثقافة الإفلات من العقاب الحالية.

وبالتزامن مع هذا الحدث، طالبت عائلة مرتجى بتحقيق دولي جاد في جريمة اغتيال ابنها الصحفي ياسر دون أي مبرر، وقال معتصم شقيق الشهيد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّ “عامين ونصفا مرا على استشهاد ياسر دون أي مبرر أو توضيح من قوات الاحتلال حول استهدافه، في تهرب واضح أمام العالم كله من هذه الجريمة”.

وأوضح مرتجى أنّ قوات الاحتلال باغتيالها لشقيقه ياسر بهذا الشكل؛ فهي ارتكبت جريمة ضد الإنسانية، وجريمة حرب مركبة دون أن تلقى رادعا أو أن تلقى عقاباً أو حساباً من أي أحد، حتى من تلك المؤسسات الدولية التي تعنى بشؤون الصحفيين حول العالم.

وقتلت “إسرائيل” أكثر من 90 صحفيًّا فلسطينيًّا وجرحت واعتقلت المئات منهم منذ احتلالها لأرض فلسطين، وتتعمد استهداف الصحفيين بشكل مباشر في جميع الأنشطة والفعاليات والمناسبات الوطنية المختلفة.

التحقيق أولى

وأشار مرتجى إلى أنّ الأولى في يوم إنهاء الإفلات من العقاب، هو تحقيق العدالة وتشكيل لجنة دولية حقيقية للتحقيق في جريمة اغتيال أخي ياسر، مبيناً أنّ بعضا من هذه المؤسسات الدولية لا تنصف الحقيقة، بل تنحاز للاحتلال في كثير من المواقف والأحيان.

وأضاف: “للأسف منذ استشهاد ياسر كنا ننتظر ونترقب أن تتواصل معنا أي مؤسسة دولية أو لجنة تحقيق دولية للتحقيق فيما جرى، إلا أنّ أيًّا من ذلك لم يحدث، في تجاهل واضح للدماء الفلسطينية، وخاصة الصحفيين الذين يجب أن يكونوا محميين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وتزايد في الفترة الأخيرة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية للصحافيين الفلسطينيين رغم ارتدائهم لكل ما يؤشر ويدلل أنّهم يعملون في مهنة الصحافة.

وفي السنوات الأربع عشرة الماضية (2006 – 2019) قُتل ما يقرب من 1200 صحفي حول العالم أثناء أداء واجبهم الإعلامي وإيصال المعلومة إلى الجمهور العام.

حقوق مضيعة

الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الصحفيين الفلسطينيين بالتحديد يتعرضون لاعتداءات وجرائم ترقى إلى جرائم حرب بشكل مدروس وممنهج دون أي رادع أو تحقيق، وحقوقهم الصحفية فعليًّا ضائعة.

وقال عبد العاطي، إنّه “آن الأوان فعلياً أن يكون هناك تحقيق وتقصٍّ دولي حول الجرائم والاعتداءات والانتهاكات شبه اليومية التي ترتكب بحق الصحفيين الفلسطينيين من جيش الاحتلال الإسرائيلي”.

وأكّد الحقوقي الفلسطيني، أنّ الصحفيين الفلسطينيين يتعرضون لتقييد الحركة والاعتقال والملاحقة دون أي اعتبار للقوانين الدولية التي توفر لهم حماية وفق اتفاقية جنيف الرابعة وغيرها.

واتهم عبد العاطي، “إسرائيل” بالتهرب ومحاولة الإفلات من العقاب على الجرائم التي ترتكبها بحق الصحفيين، مطالباً بتحقيق دولي عادل يحمي الصحفيين ويعيد لهم حقوقهم أيضاً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات