الثلاثاء 30/أبريل/2024

التعليم الإلكتروني بظل الجائحة..مسارات لا تخلو من الإبداع

التعليم الإلكتروني بظل الجائحة..مسارات لا تخلو من الإبداع

تنقسم تجربة المعلمين في قطاع غزة في مجال التعليم الإلكتروني بين الالتزام بتوجيهات وزارة التربية والتعليم، ومبادرات إبداعية لزيادة التفاعل بين المعلم والطالب وأولياء الأمور.

وبدأت تجربة التعليم الإلكتروني شكلا حديثا للتواصل بين المعلم والطالب مطلع مارس الماضي مع بدء جائحة كورونا، لكن ظهور أول إصابة بكورونا أغسطس الماضي، وبدء الإغلاق الكامل، أعاد التجربة للصفوف التعليمية الافتراضية.

واتخذ المعلمون من وسائل “فيسبوك، واتسآب، يوتيوب” مساراً لشرح الدروس، فيما أدخل آخرون وسائل أخرى مثل “تطبيق زووم، كاهوت” ومنصات إبداعية أخرى.

وسائل إبداعية

طورت ياسمين العويسي، معلمة مادة العلوم للصف الخامس، من طريقتها في شرح الدروس للطلاب بواسطة مقاطع فيديو تنشرها على قناة خاصة بموقع يوتيوب متخذةً مسارات جديدة.

وحصلت ياسمين على لقب معلم “ميكروسوفت” الخبير المعتمد العام الماضي، وشاركت في دورات “صندوق الإنجاز والتميز” ومشروع “صغار على درب الابتكار”؛ لتفعيل المختبر العلمي.

وتقول العويسي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أنشأت مع تعطّل الدراسة هذا العام صفًّا افتراضيا أشرح فيه الدرس على شاشة كبيرة بمنزلي بمقطع فيديو، ثم أنقله لقناتي على يوتيوب، ثم أضع على صفحتي بفيسبوك رابط الدرس”.

وتتخذ ياسمين من تطبيق “واتسآب” منصّة للتواصل مع صفوف الثالث والرابع الابتدائي، تلقى فيها تفاعلاً من الطالب وأولياء الأمور، يتعلمون الدروس ويجيبون على أسئلتها وملاحظاتها قبل أن يخضعوا لاختبارات إلكترونية وتصحيح آلي.

التحق 56 طالبا من أصل 80 طالبا تعلمهم بمنصاتها، خصصت لكل منهم بريدا إلكترونيا وملفا خاصّا يؤهّلهم للانتقال معها لمنصات جديدة زادت من تفاعلهم.

وتتابع: “أدخلت تطبيق زووم حصة إلكترونية نناقش فيها ما تعلمناه في الصف الافتراضي، ثم نفعل محادثة تشات يذكر فيها كل طالب ملاحظاته، وأجيب عنها مباشرة”.

وزادت العويسي من تحريض طلابها على التفاعل بإدخال تطبيق “كاهوت” منصة تفاعل تستخدم الألعاب التفاعلية بواسطة لعبة تربوية يجد فيها كل طالب نفسه أمام زميله يتنافس على اختبار إلكتروني.


null

استشارات تربوية

بمبادرة شخصية أطلق عبد الرحمن جاد الله معلم الصفّ الرابع، مارس الماضي، صفحته الإلكترونية الخاصّة على موقع “فيسبوك” وأسماها “استشارات تربوية” للتفاعل مع الطلبة وذويهم.

نالت الصفحة تفاعلاً من أولياء الأمور، وداوم جاد الله على تقديم المشورة لهم للحفاظ على حالة الطلاب النفسية والمعنوية في ظل الحجر المنزلي.

ويقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بدأت أنشر كل يوم درسا حصة إلكترونية مصورة، وأتلقى من الطلاب والأهالي حل الأسئلة، وواصلت تجربتي مطلع العام الجاري مع طلبة جدد، وعممت عنوان الصفحة”.

ويواجه جاد الله مشكلة في التواصل مع الطلبة في ظل انقطاع التيار الكهربي والإنترنت، لذا خصّص 3 أيام في الأسبوع لشرح الدروس وإجراء الاختبارات مركّزاً على مهارات القراءة والكتابة والإملاء.

ويتابع: “أعتمد على مقاطع صوتية وفيديوهات قصيرة، وتصوير دفاتر الطلاب للمتابعة، ولدي الآن 30 طالبا من أصل 80، وهي نسبة أقل من العام الماضي لكنها آخذة في الازدياد.

يعلم جادالله اللغة العربية، ويهتم بالناحية التربوية للطلاب الصغار في تواصل إلكتروني عماده حصة قصيرة ودوام التفاعل والتواصل، ويحظى بتشجيع ناظر مدرسته، وتوجيهات وزارة التربية والتعليم.



توجيهي إلكتروني

عُرف محمد محارب معلم التربية الإسلامية للثانوية العامة بنشاطه الدائم وخبرته ومبادراته مع الطلاب التي أفرد لهم فيها مؤخراً كراسة تدريب نموذجية انتشرت في محافظات الوطن.

في النصف الثاني من العام الماضي وجد نفسه أمام تجربة التعليم الإلكتروني فاستخدم موقع “فيسبوك” وحصصا إلكترونية بمقاطع فيديو لكنه منذ أسابيع انشغل بتعلم برامج المونتاج والتسجيل لإخراج حصص إلكترونية مصوّرة بتقنية عالية.

ويؤكد محارب “للمركز الفلسطيني للإعلام” أن وزارة التربية والتعليم تتابع التعليم الإلكتروني بين المعلم والطالب لكنه ضاعف جهده منذ 7 أسابيع في نشر حصص إلكترونية لطلبة الثانوية العامة على صفوفه الافتراضية ومنصات وصلت طلاب الضفة المحتلة.

ويتابع: “بدأت مع طلاب مدرستي مستخدماً فيسبوك ويوتيوب وعممت الدروس على 20 مجموعة واتسآب في الضفة وغزة ليستفيد الجميع من مادة أعدها بشكل علمي وتقني”.

ويتجشّم محارب عناء يوم كامل لإعداد حصّة على برنامج “باوربوينت” ينشرها بروابط على “فيسبوك-واتسآب” تصل لعشرين مجموعة في محافظات الوطن، في حين أنتج حديثاً كراسة “مشكاة النجاح” بنسخة إلكترونية مجانية للثانوية العامة.

في منزله أفرد حجرة خاصّة للتسجيل الصوتي لضمان حالة الهدوء خلال العمل اليومي الذي اضطر فيه كثيراً لإخراج أطفاله من شقته السكنية مؤقتاً عدة ساعات حتى الانتهاء من التسجيل.

ويبدو المعلم محارب راضياً عن مستوى درجات الطلاب خلال الاختبارات الإلكترونية الأسبوعية هذا العام، لكنه يواجه صعوبات الانقطاع المتكرر للكهرباء والإنترنت وافتقاد بعض الطلاب وذويهم لهواتف ذكية.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات