الأحد 28/أبريل/2024

القدس الدولية تطلب تشكيل لجنة فنية لمراقبة حفريات الأقصى

القدس الدولية تطلب تشكيل لجنة فنية لمراقبة حفريات الأقصى

طالبت مؤسسة القدس الدولية الأردن والأوقاف الإسلامية في القدس بضرورة تشكيل لجنة فنية تحت إشراف مرجعيات القدس الدينية، تتولى معاينة عناصر التسوية الجنوبية الغربية والسور الجنوبي الغربي للأقصى وأن تصدر نتائج تقريرها أداءً لأمانة الأقصى تجاه الأمة، وتوضح حقيقة الخطر على الأقصى أمام الجميع، أسوة باللجنة الفنية التي عاينت آثار عدوان 2017 على الأقصى وأعلنت نتائجها للأمة.

وكانت الأنباء تواترت عصر يوم الأحد عن اكتشاف حفرة في ساحة المسجد الأقصى المبارك، في الساحة الجنوبية الغربية الواقعة ما بين المسجد القبلي ومتحف الآثار الإسلامية، وقد كشف الحجر الذي كان يغطي فتحة الحفرة أنها مبنية بالحجارة.

وأكدت مؤسسة القدس الدولية على أنَ الجهة الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى المبارك موضوعة تحت مجهر الاستهداف الصهيوني منذ عقود من الزمن، فهي الجهة التي يدخل إليها المستوطنون من باب المغاربة الذي تستولي قوات الاحتلال عليه منذ 1967، وفي محيطه الخارجي تجري حفريات القصور الأموية التي يسميها الاحتلال حفريات “مركز ديفيدسون”، وقد كُشفت خلالها أمتارٌ رأسية من الردم الذي كان يدعَم السور الجنوبي الغربي من الخارج.

علاوة على ذلك تدور في أروقة الاحتلال منذ عام 2010 مداولات لبناء منصة صلاة علوية لليهود بمحاذاة هذا السور من الخارج، تعرف بـ “مشروع شارانسكي” أو “منصة الصلاة المختلطة”، وقد تعرض هذا الجدار تحديداً لسقوط أحد حجارته في شهر 7-2018، واستغلت سلطات الاحتلال ذلك لتغتصب صلاحيات ترميمه في شهر 1-2019، وهذا الترميم الذي يضع سلامة الأقصى وتكامل أجزائه بيد “سلطة الآثار الإسرائيلية” ما يزال جارياً ومستمرًّا وينتقل من نقطة على الجدار إلى أخرى.

وقالت المؤسسة إنّ انهيار حجر سطحي من حجارة الساحة الجنوبية الغربية يعيد تأكيد تحدي الإعمار الماثل في هذه الزاوية من المسجد الأقصى المبارك.

ويقوم المسجد القبلي ومصلى النساء ومتحف الآثار الإسلامية وسطح الساحات المحيطة بهما، فوق تسوية مبنية في العهد الأموي، قُصد من بنائها تمهيد أرضية المسجد الأقصى لتكن منبسطة متصلة تتغلب على اختلاف الارتفاعات في التلة التي يقوم فوقها المسجد الأقصى المبارك. والزاوية الجنوبية الغربية لم تحظَ بالترميم المطلوب بسورها وآبارها منذ إعمار المجلس الإسلامي الأعلى الذي انتهى عام 1929، والاحتلال اليوم يمنع الأوقاف من ترميمها حتى يفاقم المشكلة ويفتح الباب لتدخله فيها، كما فعل في السور الجنوبي الغربي للأقصى الذي اغتصب صلاحية ترميمه في شهر 1-2019. وإذا كانت الحجارة السطحية في هذه التسوية قد بدأت التداعي، فإن هذا يفتح سؤالاً عريضاً حول حالة الأعمدة التي تحملها، وجدران التسوية الداخلية التي تفصل حجرات تخزين المياه فيها، وحالة السور الجنوبي الغربي ذاته، خصوصاً أنه بات تحت رحمة سلطة الآثار الإسرائيلية.

وشددت على أن المنع المستمر من الترميم من شأنه أن يضع مصير الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى بكل أبنيتها وكينونتها أمام خطر بنيوي، يعوّل عليه الاحتلال لينفذ منه إلى التدخل في إعمار الأقصى للاستحواذ على مساحات منه، وهو ما يجعلنا نستهجن اقتصار بيان الأوقاف بالأمس على التفاصيل المعمارية للحفرة وقياسها وعمقها، في حين أنها تحمل دلالات أبعد بكثير في ضوء المنع المستمر من الترميم، والمخطط المعلن والمطبق لانتزاع صلاحيات ترميم المسجد الأقصى المبارك من دائرة الأوقاف الإسلامية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات