الأحد 19/مايو/2024

بدو رأس العوجا.. مخططات استئصال إسرائيلية وإصرار على البقاء

بدو رأس العوجا.. مخططات استئصال إسرائيلية وإصرار على البقاء

لا يأبه حسين الزايد للمخاطر التي تحيط به، وهو يتنقل بأغنامه في سفوح العوجا بالأغوار الفلسطينية، وقرب جداول المياه، فيما المستوطنات التي نهبت كل شيء تحيطه من كل جانب.

وأمام مشهدٍ معتاد دهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مضارب رأس العوجا، وهدمت عددا من البركسات في مشهد متكرر وتهديدات لا تنتهي بإزالة الموقع من الوجود.

وصل الزايد ونحو خمسين عائلة أخرى إلى هذه المنطقة لاجئين بعد نكبة عام 1948 من منطقة بئر السبع، وهم من عرب الطريفات، واستقروا بها، ولم يكن حالها كما اليوم، حيث كانت واحة خضراء تعج بالتنوع الحيوي المستند إلى قوة مياه ما كان يعرف بنهر العوجا، والذي حولته المستوطنات بعد نهب مياهه إلى جدول صغير، فيما أقفرت الأراضي التي حوله وتحولت إلى صحراء.


null

ويشير لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن سلطات الاحتلال ومن خلال شركة مكروت الصهيونية للمياه، حفرت آبارًا كبيرة امتصت مياه النبعة، وحولتها إلى مستوطنات نيران ونعماه وايتاف ومفوت أريحا وعومر.

ولا يخفى على الناظر ذلك الحزام الاستيطاني الذي يعج بعشرات آلاف الدونمات من مزارع النخيل والأعشاب الطبية والعنب، ويقوم عليها عدد قليل من المستوطنين، فيما بدو رأس العوجا محاصرون في بقعة أرض قاحلة لا تتجاوز الـ(200) دونم دون أي مقومات.

ولم يبق لهم وفق كفاح الزايد سوى ما تبقى من نبعة العوجا يجوبون بأغنامهم حولها ليجدوا أنفسهم مجددا أمام مخطط الضم.

ولا يعير سكان رأس العوجا ما يجري من حديث عن الضم أي أهمية، حيث أجمعوا على أن الضم تم منذ عام 1967، فكل شيء تحت سيطرة الاحتلال، وهم موجودون هنا فقط بقدرتهم على الصمود وتحمل نمط الحياة البدائي دون أدنى مقومات، والذي فرض عليهم بهدف الرحيل، فلا مدارس، ولا كهرباء، ولا خدمات ولا طرق.

يقول محمد الرشايدة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “كل ما هو موجود هنا هدم عدة مرات أو لديه لائحة من إخطارات الهدم، فيما تجوب هنا باستمرار دوريات التنظيم والبناء في الإدارة المدنية للاحتلال، ومع أي إضافة نقوم بها نجدهم فوق رؤوسنا بالإخطارات أو بالجرافات”.

ويعدُّ بدو رأس العوجا أنفسهم حراس المنطقة، لا يتركونها مهما كانت الاعتداءات، مستذكرين حين تم هدم كامل المنطقة، وظن جيش الاحتلال أنهم سيرحلون إلى منطقة بدوية أخرى وتخلو المنطقة للمستوطنين، ولكن لم يغادر أحد وأعادوا بناء بيوت الصفيح، فيما تكررت مجزرة الهدم الجماعي مجددا مطلع عام 2020 وطالت قرارات الهدم نحو 76 منشأة.

ولا يكتفي المستوطنون من قاطني المنطقة بالاستيلاء على خيرات المنطقة، فهم أيضا يصبون شرورهم بشكل مستمر على أهالي رأس العوجا.

ويشير عايد خرابشة إلى وجود مستوطن اسمه “عمري” استولى لوحده على 1500 دونم من أراضي المنطقة، وحولها إلى مزارع نخيل للتصدير لأوروبا، وأنشأ مستوطنة لوحده أسماها “عومر”،  ولكنه يمعن في ملاحقة بدو رأس العوجا، ويطلق عليهم الرصاص كلما اقتربوا من محيط الأراضي التي استولى عليها، كما يطلق الرصاص على الماشية حين تقترب لشرب الماء.

ونبه خرابشة لمراسلنا إلى أن هذا المستوطن شرع بمخططات توسع جديدة بهدف إقامة مطار صغير لخدمة مستوطنته، ما أدخلنا في صراع جديد على مخططات توسع أخرى، وسيناريو أسوأ لمخططه الأصيل بطردنا من كامل المنطقة.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات