الخميس 09/مايو/2024

داليا.. استيقظت لتعد الحليب لطفلها فاغتالها رصاص الاحتلال الغادر

داليا.. استيقظت لتعد الحليب لطفلها فاغتالها رصاص الاحتلال الغادر

ارتقت داليا أحمد سمودي (24 عامًا)  شهيدة  برصاص الاحتلال في حي الجابريات في مدينة جنين شمال الضفة الغربية حين حاولت حماية طفليها الصغيرين من تسرب الغاز المسيل للدموع داخل منزلها.

كانت داليا تنام بهدوء مع ابنيها فجر الجمعة حين اقتحمت قوات الاحتلال حي الجابريات، وداهمت منازل واستجوبت أصحابها، ولكن ذلك تزامن مع إطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع والرصاص الذي ضجّ بأصواته في المكان؛ حيث استيقظت داليا ذات الأربعة والعشرين ربيعا على تلك الأصوات كما كل الجيران في حي الجابريات.

رصاص المحتل يتَّمَ طفليها
وبحسب زوجها السيد باسم سمودي؛ فإن الغاز المسيل للدموع كان قد ملأ المنطقة وتسرب إلى داخل المنزل ولم يعد يطاق، فاستيقظت داليا على صراخ طفلها الصغير من أجل أن تحضر له الحليب، وفي الوقت ذاته ذهبت لإغلاق نافذة الغرفة حتى تحمي طفليها من الغاز المسيل للدموع، وفي تلك اللحظات أصابتها رصاصة في الصدر.

لم يكن لداليا علاقة بما يجرى في الخارج، فهي لا تعلم ما يدور أصلا، سوى أن عليها أن تمنع أو تقلل من وصول الغاز المسيل للدموع لطفليها لتكون أمام جنود لا يرحمون، ولا يفرقون بين الأهداف.

لم تقف جريمة الاحتلال عند إطلاق النار على داليا أمام طفليها الصغيرين، حيث كان تنوي التوجه للمطبخ بعد إغلاق النافذة لاعداد الحليب لطفها الرضيع، بل تجاوزت الجريمة عرقلة وصول سيارة الإسعاف للمنطقة.

ومع طلب الإسعاف بعدما تبين أن إصابة داليا في الصدر ولا تحتمل التأخير وصلت مركبة الإسعاف للمكان، ولكنها أيضا كانت أمام وابل من رصاص الاحتلال الذي لم يراع أيضا أنها مركبة إسعاف فأصاب رصاص الاحتلال مركبة الإسعاف أيضا ما عرّض الطاقم الطبي فيها للخطر.

ولكن عرقلة قوات الاحتلال وصول مركبة الإسعاف لم يمنعها في نهاية المطاف من الوصول للمنزل حيث تم على عجل نقل الجريحة داليا وهي في حالة بالغة الخطورة إلى مستشفى الدكتور خليل سليمان.

استهداف الإسعاف أيضا 
وقال مدير قسم الإسعاف في الهلال الأحمر محمود السعدي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن رصاصتين اخترقتا مركبة الإسعاف قبل وصولها لنقل المصابة من منزلها ما يشير إلى أن الطواقم الطبية أيضا ومركبات الإسعاف ليست في مأمن.

ومع وصول داليا المستشفى كان على الطواقم الطبية مهمة صعبة للغاية لإنقاذ حياتها، حيث أدخلت لساعاتٍ لغرفة العمليات والعناية المركزية بعدما تبين أن الرصاصة التي أصابتها اخترقت الكبد والبنكرياس والشريان الأبهري، ما أدى لنزيف حاد لم يكن بالإمكان السيطرة عليه.

وأمام فداحة الإصابة لم يكن أمام الأطباء سوى الاستسلام للقضاء والقدر؛ حيث لفظت داليا أنفاسها الأخيرة تاركة طفلين يتيمين وزوجا مكلوما، وعائلة انقلبت حياتها رأسا على عقب دون أن تعلم ما جرى، ولماذا ؟!.

 


استهداف لكل فلسطيني 

ولا يجد والد الشهيدة داليا، الشيخ أحمد استيتي، إمام مسجد عبد الله عزام في مخيم جنين ما يقوله وهو يتلقى خبر استشهاد ابنته داخل المستشفى سوى “لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بمقدار”.

ويؤكد الشيخ استيتي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” والألم  يعتصر قلبه أن ذنب ابنته أنها قررت حماية ابنيها من الغاز المسيل للدموع، في حين ينظر الاحتلال لكل فلسطيني على أنه مستهدف.

وكانت قوات الاحتلال داهمت حي الجابريات بجنين فجر الجمعة، وداهمت منزلي النائب الشيخ خالد سليمان والقيادي بحماس خالد الحاج، ودارت مواجهات مع الشبان في المنطقة.

 

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات