الثلاثاء 21/مايو/2024

الفسيخ .. موسم الاحتفاء بعيد الفطر لا يتأثر بـكورونا

الفسيخ .. موسم الاحتفاء بعيد الفطر لا يتأثر بـكورونا

مع صبيحة اليوم الأخير من شهر رمضان، انطلقت الحاجة أم حلمي (66 عاماً) باكراً قاصدة سوق فراس وسط مدينة غزة، لشراء سمك “الفسيخ” الذي يكثر بيعه في الأسواق في أواخر رمضان وعلى مفترقات الطرق في أنحاء قطاع غزة كافة.

أم حلمي تقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: إنها تحافظ على هذه العادة منذ سنوات طويلة كوجبة ورثتها عن والدتها وجدتها احتفاءً بعيد الفطر من كل عام، وتضيف: “لا يمكن أن أشعر أنا وأبنائي وبناتي بحلول عيد الفطر إلا برائحة الفسيخ النفاذة التي تنتشر في كل زقاق وحارة في غزة”.

وتؤكّد أنّ القلق المنتشر من فيروس كورونا في أنحاء العالم لن يمنعها من إتمام هذه المهمة، وأردفت: “يكفي أننا حرمنا من نكهة رمضان وفرحته، فلا داعي لنحرم أنفسنا من فرحة استقبال العيد، والفسيخ أبهى صور استقبال العيد”.

وتعدُّ وجبة الفسيخ، وهي عبارة عن أسماك مملحة وجبة مهمة وموروثا تاريخيا عبر العصور تحتفي به غالبية الشعوب العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة باستقبال عيد الفطر كأول وجبة إفطار صباح يوم العيد بعد صيام شهر رمضان.

وتفضل الحاجة الفلسطينية أسماك الجرع من بين أصناف الفسيخ؛ نظراً لتماسكه بعد طهيه، حيث تتنوع الأسماك المملحة لدى الباعة بين أصناف مختلفة، أبرزها: الجرع، البوري، الدنيس، الرنقة وغيرها.

موسم لا يتأثر
وسط سوق فراس الشعبي إلى الوسط من مدينة غزة، شرع الشاب أنور شويخ بترتيب بضاعته من أنواع الفسيخ المختلفة قبل أن يبدأ إقبال الزبائن عليها، ليؤكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ سوق الفسيخ لا يتأثر بكل الظروف حتى في ظل ما يعيشه العالم من فيروس كورونا والقلق المستمر.

ويتوقع شويخ (26 عاماً) أن يتمم بيع ما خزنه هو ووالده من كميات كبيرة من الفسيخ لهذا العام قبل حلول الساعات الأخيرة لعيد الفطر، لافتاً إلى أنّهم يخزنون بشكل سنوي قرابة 20 طناً من الفسيخ، ومن ثم يوزعونه على التجار والسوبر ماركت والمولات الكبيرة المنتشرة في القطاع.

الأربعيني أبو علاء بدا منشغلاً وهو يتساءل عن أسعار الفسيخ لهذا العام من بين بسطات الفسيخ التي تنتشر في سوق فراس، بابتسامة قال لمراسلنا: “الصحيح، أنا لا أحب الفسيخ، ولا أحب رائحته، ولا أفكر بتناوله، لكنني هنا أشتريه من أجل إدخال الفرح على أهل بيتي لمدهم بشعور السعادة والفرحة ابتهاجاً باستقبال عيد الفطر”.

وبدا أبو علاء ملتزماً بإجراءات السلامة والوقاية من فيروس كورونا، حيث كان يرتدي الكمامة والقفازات، غير أنّه أوضح أنّ إجراءات السلامة جاءت في صالحه للتخفيف من حدة رائحة الفسيخ القوية.

ويُعرف الفسيخ بأنّه ذو رائحة قوية ونفاذة يحبها بعض سكان قطاع غزة، وينفر منها بعض آخر، ويعتد بعض الفلسطينيين بهذه الوجبة كونها تأتي –حسب اعتقادهم- لتهيئة جدار المعدة لاستقبال شتى أنواع الطعام بعد رحلة الصيام الطويلة.

أسعار جيدة
بائع الفسيخ محمد عاطف، أكّد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الأسعار لهذا العام باتت في متناول جميع الناس على غير العادة من كل عام، ويشير إلى أنّهم خفضّوا الأسعار عن كل عام ليتسنى لجميع الناس الاحتفاء باستقبال العيد.

وأوضح أنّ الموسم هذا العام بالتحديد شهد إقبالا غير مسبوق على الفسيخ خلافاً للسنوات الماضية، ويعتقد أنّ هذا الموسم مختلف في كل شيء، حيث تأثرت نفسية الناس وإقبالهم على شراء الفسيخ لاستقبال العيد بعد أنّ غيّبت كورونا مظاهر الاحتفاء برمضان.

ومع حلول ساعات المساء، تبدأ بعض العائلات الفلسطينية بطهي وجبة الفسيخ، حيث تتسابق بعض العائلات لتناوله كوجبة لإفطار اليوم الأخير من رمضان إيذاناً بحلول عيد الفطر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات