عاجل

الأحد 26/مايو/2024

برج البراجنة.. ضاق الموت كما الحياة!

برج البراجنة.. ضاق الموت كما الحياة!

لا يحيا اللاجئون الفلسطينينيون في مخيمات لبنان يوماً حياة لائقة يستحقها كل إنسان، إضافة إلى حرمانهم من طرقات نظيفة وآمنة، ونقص في خدمات الصحة والكهرباء والماء والفقر الشديد، تواجههم مشكلة قديمة جديدة تتمثل بالمقبرة، التي لم تعد تتسع للموتى.

ويتجاوز عدد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم برج البراجنة 16 ألفاً، وفق آخر إحصاء لوكالة “أونروا”.

ولا شك أن العدد ازداد في الأعوام الأخيرة، وفق “بوابة اللاجئين الفلسطينيين”، لكن جميع هؤلاء اللاجئين لا يمكنهم دفن موتاهم سوى في مساحة صغيرة لا تتعدى مائة متر مربع، كانت سابقاً عبارة عن ملعب لكرة القدم أسسته مؤسسة الأشبال الفتوة التابعة لحركة فتح عام 1981 قبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

ولكن مع بدء الاجتياح عام 1982 ومن ثم حرب المخيمات بين عامي 1985 و1988، لم يكن باستطاعة أهالي المخيم دفن موتاهم في مقبرة الشهداء خارجه نظراً لصعوبة التحرك، فطلبوا من قيادة السلطة آنذاك أن يتحول هذا الملعب إلى مقبرة.

ولكن منذ ذلك الوقت حتى اليوم، امتلأت هذه المساحة الصغيرة، ولم تعد قادرة على استيعاب مزيد من الموتى، ما يضطر الكثير من اللاجئين الفلسطينيين في المخيم إلى دفن موتاهم فوق رفات أقاربهم، أو في الممرات الضيقة بين القبور، ويصعب على اللاجئين دفن موتاهم في مقابر خارج المخيم لسببين؛ الأول الكلفة المالية العالية، والآخر عدم السماح لهم في الدفن بمعظم مقابر بيروت.

وقال عدد من الأهالي: إنهم قلقون من هذه الأزمة، مؤكدين أن المقبرة ضاقت عليهم كما الحياة.

وأوضح اللاجئ محمد عبد المعطي، في حديث لـ”بوابة اللاجئين”، أنه اضطر إلى دفن والدته فوق رفات أخيه الشهيد، بسبب ضيق المساحة، مشيرا إلى أن هذه الأزمة يعاني منها الجميع.

وتعليقاً على هذه المشكلة، أوضح عضو لجنة المقبرة في المخيم أبو أشرف أن المشكلة سببها عدم تنظيم القبور، لأنه كان سابقاً يدفن الموتى عشوائيًّا، وهو ما جعل القبور تختلف من حيث الحجم والمساحة.

وأشار إلى أنهم في السنوات الأخيرة عملوا على تنظيم المقبرة قدر المستطاع لتوسعتها، وحفروا قبورا جديدة، لكن هذا الحل كان مؤقتاً، وعادت الأزمة إلى الواجهة.

وأوضح أن اللجنة الشعبية ليس لديها القدرة المادية لشراء قطعة أرض بمحيط المخيم، لإقامة مقبرة جديدة، مناشداً منظمة التحرير ووكالة “أونروا” تحمّل مسؤولياتهما تجاه هذه الأزمة وحلّها بأسرع وقت ممكن بما يتناسب مع مطالب أهالي المخيم، كما طالب شباب المخيم بالمشاركة في تنظيم القبور لفسح المجال لبناء قبور جديدة.

وعن تكاليف الدفن التي يعدّها أهالي المخيم باهظة نسبة لأوضاعهم الاجتماعية الصعبة، قال العامل في المقبرة وليد شريفة:  إنهم ياخذون أربعمائة ألف ليرة (الدولار = 1500 ليرة لبنانية) مقابل تكاليف الحفر والبناء وأجرة أتعابهم.

لكنه أشار إلى أن اللجنة الشعبية تأخذ مائة ألف ليرة من أهل الميت، وهذا المبلغ لا يصل منه شيء للمقبرة.

من جهته، قال اللاجئ ثائر الدبدوب: إن الحياة ضاقت على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بسبب قوانين الدولة اللبنانية وفي مخيم برج البراجنة خصوصاً، والحيّ منهم يموت على أبواب المستشفيات ومحروم من أبسط حقوقه، والآن أصبح محرومًا من مترين تحت الأرض لستره بعد مماته، مناشداً المسؤولين عن المخيمات التحرك العاجل لحل هذه المشكلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المواصلات.. عنوان آخر لأزمة طاحنة في غزة

المواصلات.. عنوان آخر لأزمة طاحنة في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بعد قرابة 8 أشهر من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، تحولت عربات الكارو التي تجرها الحمير إلى وسيلة...