الثلاثاء 21/مايو/2024

طائرة صفقة القرن تهبط في مطار قلنديا الفلسطيني

طائرة صفقة القرن تهبط في مطار قلنديا الفلسطيني

خطة الاستيطان في القدس المحتلة تسابق الزمن؛ خدمةً لحسابات (نتنياهو) رئيس وزراء الاحتلال، واستفادةً من (صفقة القرن) التي أعلنتها الإدارة الأمريكية.

وأعلن الاحتلال قرار التصديق على مصادرة (1200) دونم من أرض مطار قلنديا لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية مراكزَ تجارية ومرافقَ رغم أنّ “صفقة القرن”، صنّفت المنطقة بأنها منطقة سياحية للفلسطينيين.

وأُقيم مطار قلنديا فوق أراضي محافظة القدس على طريق (القدس- رام الله) عام 1920م زمن الانتداب البريطاني، وفي الخمسينيات وضع تحت الإدارة الأردنية حتى سيطرت عليه القوات الإسرائيلية في حرب 1967، وغيرت اسمه إلى مطار “عطاروت”.

التوقيت والدلالة

روح مخطط (ألون) الإسرائيلي الذي بدأ بتهويد الضفة والقدس المحتلة بعد احتلالها عام 1967م تسري في أوصال المشروع الاستيطاني الجديد لفرض واقع سياسي متراكم.

وكان الاحتلال أغلق المطار مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام (2000م)، وتركه مهملاً؛ حيث يحاول المشروع الاستيطاني الجديد محو صور وذاكرة المطار التي ارتبط بها الفلسطينيون واعتزوا بها دومًا.

ويؤكد د. خالد معالي، المتخصص في شؤون الاستيطان- أن مخطط عزل قلنديا ومطارها بدأ بعد الاحتلال عام 1967م، وأن بناء الجدار العنصري فصل قرية قلنديا عن المخيم.

ويضيف: “هذه منطقة حساسة جغرافيًّا؛ لأنها تغلق منفذا من منافذ غربي القدس بإحكام، وتمنع أي تواصل جغرافي سياسي أو سكاني للفلسطينيين هناك. الاحتلال مهتم بعزل المقدسيين عن مدينتهم وسحب هوياتهم، وجعل المستوطنين أكثرية، وإنهاء حُلم الدولة الفلسطينية”.

صحيح أنَّ مشاريع الاستيطان متسارعة في زمن حكم اليمين الإسرائيلي؛ لكن توقيت مصادرة مساحة واسعة مثل مطار قلنديا يعزز مكانة (نتنياهو) المقبل على الانتخابات بعد أيام، ويتصل بمشروع (صفقة القرن).

ويشير المتخصص معالي أنّ إنفاذ المخطط يعني كسب (نتنياهو) أصوات آلاف المستوطنين والمتطرفين في الانتخابات المقبلة، ويساهم في تعزيز الصفقة التي تهيمن على الضفة والقدس.

أما د. كمال علاونة، الخبير في الشئون الإسرائيلية، فيقول: إنّ الاحتلال يستخدم مبررات المصادرة هناك بأن تلك الأرض ميراث لحكومته من أملاك الغائبين.

ويتابع: “ما يجرى استمرار لعمل دولة احتلال وفرض أمر واقع، وهناك منطقة صناعية في عطروت محاطة بالمستوطنات، والمشروع الجديد يفصل قلنديا عن بقية أرض الضفة”.

صفقة التشجيع

أصحّ ما يقال عن (صفقة القرن) إنها صفقة التشجيع على تكثيف الاستيطان؛ لأن قضم الأرض يعني طرد الوجود الفلسطيني وعزل التواصل الجغرافي والسكاني.

ويعزز المشروع الاستيطاني الجديد من سيطرة الاحتلال على أرض قلنديا جميعها وفصل القرية عن المخيم والهيمنة على بوابة رام الله الجنوبية.

ويؤكد د. خالد معالي أنّ الاحتلال يختلق ذرائع قبل أي مشروع استيطاني، وأن نسبة أرض مطار قلنديا لـ(الصندوق القومي الإسرائيلي) مخالف للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني؛ لأن الأرض لها ملاك فلسطينيون.

ويلفت د. كمال علاونة النظر إلى أن الحديث عن مخالفة الوجود الإسرائيلي في تلك المنطقة حسب (صفقة القرن) ترجمته مواصلة الاستيطان وجعل الضفة منطقة مفككة خاصة في القدس.

ويرمي مشروع الاحتلال في تهويد مطار قلنديا إلى قضيتين: أولاهما زيادة الكثافة السكانية اليهودية في المنطقة وقلب الميزان الديمغرافي، وثانيتهما إقامة نفق من المستوطنة الجديدة في مطار قلنديا إلى مستوطنة “بزغوت” شرق البيرة والمستوطنات الواقعة شرق القدس المحتلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات