الثلاثاء 21/مايو/2024

مع توجهات الضم.. تجمعات البدو بالأغوار تفتقد مقومات الصمود

مع توجهات الضم.. تجمعات البدو بالأغوار تفتقد مقومات الصمود

يقف الحاج أبو صقر بشارات في خربة الحديدية في الأغوار الشمالية بشموخ مستذكرا حديثا سابقا مع مسئول الإدارة المدنية للاحتلال في بيت إيل حين استدعاه وقال له: “وحياة ابني الوحيد سوف ترحل”، فرد عليه أبو صقر: “وحياة ابني وابنك لن أرحل، وأنت سوف ترحل”.

يقطن أبو صقر في أكثر التجمعات البدوية في الأغوار سخونة مع عائلته الممتدة من زوجاته وأبنائه رافضا أن يكون مصيره كما كثيرين حرموا من كل مقومات الحياة في المنطقة، فاضطروا للرحيل والسكن في طوباس أو طمون أو غيرها من البلدات المجاورة للأغوار من أجل تأمين الخدمات التعليمية والصحية ومقومات الحياة لأبنائهم.

تُعد الحديدية، كما الفارسية والحمة، المالح، عين حلوة، البرج، الميتة، سمرة، ابزيق، والرأس الأحمر، يرزا، المنطار، طانا، العقبة من المناطق البدوية المصنفة مناطق عسكرية للاحتلال في الأغوار الشمالية لذلك يمنع إقامة أي بنية تحتية فيها من طرق ومياه وكهرباء ومدارس ومراكز صحية لإجبار سكانها على الرحيل.

لكن أبو صقر وهو يتحدث لمراسلنا عن الصمود يتحدث بمرارة عن طريقة تعامل بعض المسئولين في السلطة مع ملف الأغوار، مستذكرا حديثا جرى بينه وبين أحد المسئولين حين طالب بإقامة روضة للأطفال في خربة الحديدية، عبارة عن خيمة مجهزة وفق مواصفات المرافق الصفية ومعلمة، فأجابه المسئول: “أبو صقر ليش مغلب حالك .. ما ترحل وتسكن في طمون وفيها كل الخدمات”.

بلا مقومات صمود

يستذكر أبو صقر ذلك الموقف حين وقف واستشاط غضبا، وقال لذلك المسئول: “أنا الإدارة المدنية للاحتلال لم تستطع ترحيلي. أنت تريد ترحيلي من هنا”.

ويشكل أبو صقر وأمثاله من القابضين على الجمر في التجمعات البدوية في الأغوار شوكة في حلق المخططات الصهيونية لذلك يلاحقون بقسوة، حيث تصادر خيامهم ومواشيهم وجراراتهم الزراعية التي يستخدمونها لنقل المياه.


null

ويؤكد أبو صقر أنه وبعد الإعلان عن صفقة القرن، فإن الاستمرار بالسياسات السابقة في التعامل مع ملف الأغوار من الحكومة ليس مجديا، مؤكدا على ضرورة أن يتم الارتقاء في التعامل مع الأغوار وأهلها بمسئولية، وإلا فإن كل الأغوار سوف تضيع، فالقضية ليست خيمة وكرتونة تموين.

وتشكل الأغوار نحو (14.9%) من مساحة الضفة الغربية بمجموع (841) كلم مربع، وهي سلة فلسطين الغذائية، كما أنها تنتج نحو 25% من منتجات اللحوم والألبان في الضفة، يقطنها نحو 60 ألف فلسطيني في نحو (26) تجمع سكاني.


null

ويوجد في الأغوار (38) مستوطنة يقطنها (16) ألف مستوطن تسيطر على الأراضي والمياه.

ووفق اتفاق أوسلو، تصنف (92%) من أراضي الأغوار مناطق (ج) والتي تمنح الصلاحيات الكاملة فيها لسلطات الاحتلال، فيما تصنف غالبية أراضيها لمناطق عسكرية مغلقة تنتشر فيها عشرات المعسكرات لجيش الاحتلال الذي يعد الأغوار الفضاء الأوسع لقواته عدا عن أهميتها الاستراتيجية.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات