الثلاثاء 21/مايو/2024

بحرق البالة.. هكذا يواجه فلسطينيو إدلب البرد القارس!

بحرق البالة.. هكذا يواجه فلسطينيو إدلب البرد القارس!

تتناوب سارة ورقية وشقيقهما يزيد على تمزيق كومة من الثياب البالية وتقطيعها إلى قصاصات صغيرة يسهل إدخالها في مدفأة الحطب.. في كل يوم تقريبًا يشتري اللاجئ الفلسطيني “أبو يزيد” كيسًا كبيرًا من الملابس البالية والتي تعرف بـ”البالة” لاستخدامها في التدفئة.

يقول أبو يزيد، والذي يقيم في بلدة “معرة مصرين” شمالي إدلب: “كنا نستخدم مادة المازوت حتى وقت قريب، ورغم رداءة أغلب الأنواع ورائحتها الكريهة إلا أنه كان أفضل من لا شيء”.

ويسرد “أبو يزيد” معاناة الناس في معرة مصرين؛ “يسبب المازوت المخلوط بمواد سريعة الاشتعال حرائق في المنازل بين الفترة والأخرى، وهناك أنواع رديئة تتجمد داخل خزان المدفأة (الطاسة) أو داخل المدفأة، ما يؤدي لانسداد مجرى المازوت الأمر الذي يتطلب تنظيف المدافئ كل يومين وفي ذلك مشقة كبيرة”.



وأوضح -في حديث لوكالة قدس برس-: “منذ انهيار الليرة السورية وغلاء الأسعار لم يعد بمقدورنا شراء المازوت لارتفاع أسعاره، فبعد أن كان بـ 350 ليرة وصل اليوم إلى 1000 ليرة؛ وهذا يعني أن عائلة كعائلتي تحتاج إلى 5000 ليرة يوميًّا أي 150 ألف ليرة شهريًّا”.

واستطرد: “لجأنا إلى الحطب مؤخرًا لكننا لم نستفد منه؛ لصعوبة تشغيله والدخان الذي يملأ المنزل عند كل محاولة تشغيل خاصة وأنه مازال رطبًا، ويتعذر الحصول على حطب ناشف فضلًا عن غلاء ثمنه”.

وبيّن: “اليوم تستخدم العائلة الملابس البالية كبديل رخيص للتدفئة”، مردفًا: “أشتري كل ثلاثة أيام شوالًا يزن 50 كيلوغرامًا من ملابس البالة بـ 3 آلاف ليرة تقريبًا”.

وأكد مراسل “قدس برس” أن العائلات الفلسطينية والسورية الفقيرة في الشمال السوري تلجأ إلى طرق أخرى للتدفئة غير ملابس “البالة”.

وذكر أن هناك عائلات تشتري الأحذية المستعملة من محلات البالة نفسها، “إلا أنها أغلى ثمنًا لأنها تدوم أكثر وهي مشتعلة”.

كما تلجأ بعض العائلات إلى استخدام الطرود الكرتونية والسلال البلاستيكية والفلينية وخاصة أولئك الذين يعملون في بيع المواد الغذائية أو الخضار حيث تتوفر لديهم كميات شبه يومية من السلال والطرود.

والأخطر من ذلك أن بعض العائلات تقطّع العجلات القديمة؛ نظرًا للمواد البترولية الداخلة في تصنيعها.

وأشار مراسل “قدس برس”، إلى الآثار السلبية لإحراق هذه المواد على الأسر التي تستخدمها وعلى غيرها من العائلات التي تقطن في الجوار؛ “حيث يتسبب إحراقها بانبعاث غازات سامة تتسبب بالتهابات رؤية ومشاكل صحية في الجهاز التنفسي”.

وأضاف: “يمكنك بسهولة تمييز هذه المواد التي تستخدمها العائلات بمجرد مرورك من الحي الذي تقيم فيه، حيث يتسبب إحراق هذه المواد بانبعاث دخان كثيف أسود اللون من المداخن فضلًا عن تعرضك للرذاذ الأسود خاصة عند استخدام الفلين”، مشيرًا إلى الروائح الكريهة والخانقة التي تملأ الأجواء.

بدوره أكد مسؤول العمل الخيري في هيئة فلسطينيي سورية، أحمد حسين، أن الظروف المعيشية للأسر الفلسطينية وغلاء الأسعار أجبرت الكثير منهم على استخدام مواد غير صحية للتدفئة.

وأشار حسين إلى أن ما تقدمه هيئة فلسطينيي سورية من وسائل تدفئة لا تكاد تكفي حاجة العوائل الفلسطينية.

ولفت النظر إلى موجات النزوح التي تسببت فيها غارات النظام السوري على البلدات والقرى التي يقيمون فيها في إدلب والريف الجنوبي.

وأردف: “لدينا اليوم 150 عائلة فلسطينية استضافتها عائلات فلسطينية في المناطق الحدودية واضطرت إلى استخدام مدفأتين حيث تم توزيع العائلات على الغرف في البيت الواحد؛ الأمر الذي يثقل كاهل الأسر المستضيفة خاصة إذا كانت العائلة النازحة فقيرة”.

ونبّه إلى حالة من التكافل والإيثار بين الفلسطينيين والسوريين في إطار أجواء قطبية استثنائية.

وأوضح أن أكثر من 900 عائلة فلسطينية استفادت من حصص مواد التدفئة خلال الشهرين الماضيين.

وكشف النقاب عن حملة جديدة تستهدف 150 عائلة جديدة ستستفيد من مساعدات المحروقات، مؤكدًا أن الكميات المقدمة إسعافية تكفي الأسرة أياما معدودة فقط.

ويشهد الشمال السوري انخفاضًا تاريخيًّا في درجات الحرارة تصل إلى 9 درجات تحت الصفر؛ ما يزيد من معاناة اللاجئين الفلسطينيين هناك.

قدس برس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات