السبت 27/أبريل/2024

العدوان على غزة.. سيناريوهات المواجهة

العدوان على غزة.. سيناريوهات المواجهة

في ضربة مزدوجة استهدف العدو الصهيوني قياديين في حركة الجهاد الإسلامي في غزة ودمشق، في خطوة عدّها مراقبان إعلان حرب على المقاومة الفلسطينية، بينما استبعدا أن تتدحرج الأمور إلى مواجهة مفتوحة، إلا أنهما حذرا أن حسابات “اللاعبين” قد تخطئ وتجر المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه.

ويرى الباحث الفلسطيني، سليمان بشارات، أن تدحرج الأمور إلى حرب شاملة يتوقف على عدة عوامل، منها حجم الردود سواء من المقاومة الفلسطينية، ردا على جريمة اغتيال القيادي في “سرايا القدس”، بهاء أبو عطا، وكيفية تعاطي الاحتلال معها.

وحذر من أن حسابات أي طرف قد لا تكون “دقيقة جدا”، وقد تخرج الأمور عن السيطرة، خاصة إذا أصبح الوضع الإسرائيلي العسكري والسياسي في مأزق، نتيجة الرد الفلسطيني، فيضطر للتصعيد.

المواجهة الشاملة

وقلل “بشارات” في تصريحات لـ”قدس برس” من احتمالات تصاعد الأحداث إلى مواجهة شاملة، في ظل المعطيات والظروف الحالية، موضحا أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وحكومته، غير معنيين بالتصعيد الشامل، خشية تأزم الوضع الداخلي لدى الكيان، وهو ما لا يريده نتنياهو.

وأردف؛ كما أن أي تصعيد من شأنه تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة في الأرواح والمنشآت، وهو ما قد يعزز قوة الردع، التي تريد المقاومة ترسيخها على الأرض، فيما الاحتلال لا يريد أن يصل إلى هذه المرحلة، منبها إلى أن ذهاب الاحتلال إلى مواجهة مفتوحة دون دراية بنتائجها قد تضطره إلى تقديم تنازلات سياسية أمام المقاومة.

وأضاف كما أن تصريحات قادة الاحتلال بعد عملية الاغتيال، ومحاولة تحديد أهداف العملية بشخص “أبو عطا”، وأنه تم الانتهاء منها زمانيا ومكانيا، تشي إلى عدم رغبته بالتصعيد.

واستبعد “بشارات” أن تذهب المقاومة الفلسطينية إلى مواجهة شاملة، موضحا أن حركة حماس، وهي الفصيل الأكبر والأقوى، لديها حسابات سياسية وميدانية.

ونبه أنه قد يكون هناك رد، ولكن بشكل متوافق عليه بين الفصائل الفلسطينية، من خلال غرفة القيادة المشتركة، لمنح المقاومة اليد العليا وتثبيت قواعد الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي، دون الذهاب إلى مواجهة مفتوحة بنفس الوقت، لكنه استدرك: “كل هذه الاحتمالات مرهونة بتطور العمليات في الميدان الذي قد يذهب للانزلاق هنا أو هناك”.

قواعد اللعبة

وعن دلالات توقيت العملية، يرى بشارات، أنها تتعلق بعملية “حد السيف” في أحد جزئياتها، وأن نتنياهو يضع نصب عينيه استلامه للحكم في الفترة المقبلة، ويريد التخفيف من آثار العملية وفشله الذريع فيها، كما جاءت بعد التهديدات التي أطلقها أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، بالكشف عن الكثير من المعطيات التي ستحرج الاحتلال الصهيوني بما يتعلق بـ “حد السيف”.

ويرى “بشارات” أن التصريحات التي أطلقها وزراء إسرائيليون عن تغيير قواعد اللعبة مع قطاع غزة، إعلامية أكثر من كونها تصريحات ميدانية، بهدف الحصول على مكان في المشهد السياسي عبر إطلاقها.

وأردف أن وزراء “الكابينيت” (مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر) يريدون إعطاء صورة أن الاحتلال هو صاحب المبادرة في استهداف المقاومة وقياداتها وليس العكس، ويعتقد أن هذه العملية تم إفشالها ميدانيا من المقاومة من خلال تحكمها في الكثير من الجوانب الميدانية.

وأكد أن المقاومة فرضت معادلات كثيرة على الأرض، وأن الاحتلال لا يستطيع تجاوزها، وهي التي تمنعه حتى الآن من التصعيد بشكل شامل.

ويرى بشارات أن الاحتلال أراد تحييد حركة حماس في أي مواجهة قادمة، من خلال استهداف قيادات الجهاد في غزة ودمشق، وإحراج الحركة في كيفية التعاطي مع هذا التصعيد.

وفيما يتعلق بسوريا، أوضح بشارات أن الاحتلال أراد أن يوصل رسالة لإيران وحزب الله عبر استهداف “الجهاد”، بأنها لا زالت تمارس الدور المنوط بها في الجانب الأمني، وأنها قادرة على استهداف قيادات إيرانية أو لحزب الله متمركزة في سوريا.

رد نوعي

الخبير في الشأن العسكري والأمني، رامي أبو زبيدة، قال إن عملية اغتيال القائد في سرايا القدس “أبو عطا” في غزة، وكذلك استهداف منزل القيادي كامل العجوري بدمشق، هي كسر لقواعد الاشتباك وتجاوز للخطوط مع المقاومة.

وأكد أن المقاومة التي لن تمرر عملية الاغتيال، دون رد نوعي مشترك، حسب بيان الغرفة المشتركة، يتناسب مع قرار الاغتيال الذي اتخذه الاحتلال، واصفا القرار بإعلان حرب على غزة.

وحذر أن تمرير المقاومة لهذه الجريمة، فإن “العدو سيتجرأ على استهداف قياداتها مستقبلا”.

وأكد أن هذه الجولة ستثبت فشل استراتيجية الردع المزعومة لدى نتنياهو، في مواجهة الفصائل الفلسطينية، وسيظهر مدى هشاشة الجبهة الصهيونية الداخلية وعدم جاهزيتها لأي مواجهة مفتوحة.

وأردف إن محاولات نتنياهو الهروب من أزمته السياسية وقضايا الفساد التي تلاحقه أو توريطه لوزير الحرب نفتالي فينيت، من خلال هذا العدوان ستبوء كلها بالفشل.

وأضاف: المقاومة اليوم أصبحت ندًّا قويا للاحتلال وتمتلك من القدرات والامكانيات التي راكمتها منذ حرب العصف المأكول عام 2014، وسيجد جيش الاحتلال أمامه الكثير من المفاجآت.

وأشار إلى وجود عملية خداع منذ عملية قصف “أسدود” إبان الانتخابات الإسرائيلية، ومظهر نتنياهو وهو يهرب من صواريخ المقاومة.

ونبه إلى تداول الاعلام الإسرائيلي اسم “أبو العطا” كمسؤول عن تلك الصواريخ، ما أعطى مؤشرا واضحا أن “إسرائيل” قد تعود لعمليات الاغتيال.

وأضاف من المؤشرات أيضا تعيين “آفي ديختر” نائبا لوزير الحرب، وهو الذي ترأس جهاز الشاباك من عام 2000 إلى عام 2005، مبينا أن تلك الفترة شهدت أكبر عمليات الاغتيال في صفوف قادة المقاومة.

وعن استهداف منزل القيادي بالجهاد “أكرم العجوري” في دمشق، تزامنا مع عملية اغتيال أبو عطا، أوضح أبو زبيدة، أن الاحتلال أراد تسديد ضربة مزدوجة للحركة، وتوجيه رسالة أن نتنياهو وقادة الجيش قادرون على الوصول إلى قادة المقاومة أينما كانوا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات