السبت 27/أبريل/2024

اغتيال أبو العطا.. بين حسابات الحرب والسياسة الإسرائيلية

اغتيال أبو العطا.. بين حسابات الحرب والسياسة الإسرائيلية

السؤال عن توقيت اغتيال بهاء أبو العطا المسئول في سرايا القدس مرتبط بحالة عدوان عامة وأبعاد سياسية إسرائيلية خاصّة ترتبط بـ “نتنياهو” أكثر من غيره.

وكانت طائرة بدون طيّار إسرائيلية اغتالت فجر اليوم أبو العطا في استهداف لشقته السكنية في عمارة مأهولة بالسكان، ما أدى لاستشهاده وزوجته وتطاير جثتيهما إلى مدرسة مجاورة، وإصابة أطفاله الأربعة.

وشنّ جيش الاحتلال غارة متزامنة مع عملية اغتيال أبو العطا على منزل عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي”، أكرم العجوري، في دمشق، أسفرت عن استشهاد نجله معاذ، وإصابة حفيدته بتول واستشهاد مرافقه.

تسليم (نتنياهو) رئيس وزراء الاحتلال المنتهية ولايته، بتطورات السياسة الإسرائيلية، يمضي به إلى قفص الاتهام، وانتهاء حياته السياسية لا محالة بعد سلسلة قضايا وملفات فساد.

حسابات إسرائيلية
ربما تكون الحرب التي ازداد الحديث عن وقوعها الحتمي منذ انتهاء حرب عام (2014م) حاضرة الآن لا محالة بعد بدء عدوان إسرائيلي يحمل حسابات إسرائيلية خاصّة.

ويقرأ محمد مصلح المختص في الشأن الإسرائيلي عملية اغتيال أبو العطا بأنها انعكاس لأزمة (نتنياهو) السياسية، خاصّة بعد تعيين (نفتالي بينيت) وزيراً للحرب وهو أشد منافسي (ليبرمان).

ويضيف: “يحاول نتنياهو الضغط على غانتس لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وخلق وضع متوتر يجبر بقية الأحزاب لإقامة حكومة طوارئ بعد أن استنفذ كل أوراقه، حيث يخشى الدخول في قفص الاتهام وفقدان الحصانة”.

وتحدث الاحتلال منذ اللحظات الأولى عن جولة تصعيد قد تستمر لعدة أيام قبل أن يجري اتصالات مع مصر لضبط التطورات الميدانية التي انفلت عقالها.

ويلخّص د. إبراهيم حبيب الخبير في الشئون الأمنية إقدام (نتنياهو) على اغتيال أبو العطا بأنه لإنجاز عدة أهداف، أهمها؛ الخروج من الأزمة السياسية الداخلية المُعقدة، وإجبار الكل السياسي الصهيوني على الدخول معه في حكومة طوارئ يبقى هو رئيسها.

ويتابع: “يحاول نتنياهو تحميل وزير الحرب الجديد نفتالي بِنت مسؤولية الفشل في جولة التصعيد القادمة، ويحرف أنظار الجبهة الداخلية عن مسار التحقيق معه، وأنه لا يزال هو الرجل الأقوى في “إسرائيل”، إضافة إلى زعزعة الأجواء الايجابية التي سادت الشارع الفلسطيني عقب التوافق المبدئي لإجراء الانتخابات”.

أما اللواء يوسف شرقاوي الخبير في الشئون العسكرية، فيرى أن الجولة الحالية من التصعيد تحمل لوناً سياسياً أكثر من لونها العسكري رغم أن الاحتلال يقول إنه نفذ مهمة عسكرية مهنية بتعاون بين الجيش و(الشاباك).

وتشكل عملية اغتيال أبو العطا محاولة من (نتنياهو) العودة من جديد لحكومة طوارئ، والبقاء فترة إضافية في الحكم حتى لا تجري انتخابات إسرائيلية ثالثة.

غزة ودمشق
ورغم أن التصعيد لا زال في ساعاته الأولى، إلا أن تدحرج الميدان مستمر، وتلويح المقاومة بالرد على مبادرة الاحتلال بالعدوان لا زال حاضراً في المشهد.

استنفاد (نتنياهو) لأوراقه كافة دفعه كما يؤكد الخبير مصلح لخلط الأوراق على الساحة الإقليمية، وتنفيذ عمليتي اغتيال في غزة وسوريا في آن واحد، العمل على جبهتين يحمل حسابات كثيرة منها اشتعال حرب جديدة في المنطقة.

ويربط الخبير حبيب حالة التزامن بين عمليتي غزة ودمشق بالقول: الاغتيال في غزة وسوريا مع نجاح الأولى وفشل الثانية، كان بهدف الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي والسماح للوسطاء المصريين بالتدخل، وإيصال رسالة لقادة الفصائل أن سياسة الاغتيالات أصبحت حاضرة على الطاولة، وأن التدخل العسكري في سوريا لا يزال قائماً”.

ويدعو الخبير شرقاوي فصائل المقاومة إلى فهم الدرس من طلب الاحتلال الجانب المصري التدخل، فالاحتلال جاهز للتدمير، وقد يكون غير جاهز للحرب، كما يقول.

خاصرة الاحتلال الطريّة حسب رؤية الخبير شرقاوي كانت ولا تزال هي الجبهة الداخلية، وميلاد مفاجآت في الميدان الآن من شأنه الضغط على الاحتلال الذي بدأ العدوان.

ويحمل العدوان على جبهتي غزة وسوريا رسالةً خاصّة لحركة الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة أن الاحتلال بإمكانه اجتياز الخطوط الحمراء كافة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات