السبت 27/أبريل/2024

الأمعاء الخاوية .. طريق الأسرى المحررين لحياة كريمة سلبتها السلطة

الأمعاء الخاوية .. طريق الأسرى المحررين لحياة كريمة سلبتها السلطة

من على سرير حديدي، يشبه السرير الذي خاض عليه إضرابا عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، شرع الأسير المحرر محمود الورديان، في إضرابٍ جديدٍ في ظروف تختلف عن سابقاتها تشترك فيما بينها بالبحث عن حياة كريمة، يحلم في توفيرها لأطفاله.

ذاك الإضراب الذي يخوضه الورديان جاء للمطالبة باستعادة راتبه المقطوع بقرار من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس منذ 13 عاماً، إذ يعتصم رفقة عشرات الأسرى المحررين، وأطفالهم وزوجاتهم لليوم الـ21 توالياً على دوار الساعة، وسط مدينة رام الله.

وبدأ المحررون إضرابهم عن الطعام، تزامناً مع إضراب يخوضه أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعدما أخلفت السلطة الفلسطينية ومسؤولوها تعهدات قطعوها على أنفسهم بإعادة رواتبهم قبل 13 شهراً، عقب اعتصام مفتوح لهم وسط رام الله، احتجاجاً على قطع رواتبهم منذ 12 عاماً.

والمحرر الورديان (43 عاماً)، أسير محرر من سكان منطقة هندازة، شرق بيت لحم، قضى أكثر من 10 أعوام في سجون الاحتلال ثم اعتقله الاحتلال عام 2016 إداريًّا مدة 26 شهراً، ليكون أحد أقدم الأسرى المحكومين إداريًّا.

وبقلب امتلأ ألماً وحسرة على حاله ورفقاء دربه، بعدما كثرت الوعود التي قطعها مسؤولو السلطة على أنفسهم وتنكروا لها، يقول الورديان لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “نعتذر لأبناء شعبنا عن خوضنا إضراباً عن الطعام كنا نخوضه للبحث عن حياة كريمة في سجون الاحتلال، أرغمنا أبناء جلدتنا للوصول إليه وخوضه”.

ويضيف: “على قارعة الطريق معتصمون، ولن نتراجع حتى نحصل على حقوقنا التي كفلها القانون، وما خضنا الإضراب عن الطعام إلا عندما وصلنا إلى طريق مغلقة، أوصلنا إليها مسؤولو السلطة الفلسطينية، في طريقنا للبحث عن حياة كريمة”.

وأكد المحرر أنهم ليسوا: “هواة جوع أو إضراب عن طعام”، مشيراً إلى أنه “من العيب أن يكون الأسير المحرر غير قادر على تحقيق عيش كريم لأطفاله وأسرته، ولا يستطيع تأمين حقوقهم الأساسية”.

وأوضح أنهم يعانون من عدم توفر أي فرص للعمل مع مؤسسات القطاع الخاص أو أي جهة أخرى، بدعوى “التشييك الأمني” الذي يحول بينهم وبين الحصول على “شهادة حسن سير وسلوك” من أجهزة أمن السلطة. 

إضراب متزامن!
وبدأ عدد من الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضراباً مفتوحاً عن الطعام، احتجاجاً على استمرار قطع السلطة الفلسطينية رواتبهم، تزامناً مع إضراب الأسرى المحررين عن الطعام والدواء وسط رام الله. 

وكشف الأسير المحرر رامي البرغوثي في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الأسرى أبلغوا إدارة سجون الاحتلال البدء بالإضراب المفتوح عن الطعام، مؤكداً أن تداعيات هذه الخطوة تتحملها السلطة الفلسطينية التي نفذتها منذ 13 عاماً.

وأوضح أن الأسرى المقطوعة رواتبهم أبلغوا عائلاتهم بالإضراب عن الطعام، ومنهم: الأسير إبراهيم عبد المجيد البرغوثي، والأسير أيمن أبو عريد، والأسير عبد الهادي أبو خلف، مشيراً إلى أن القيادي في حركة حماس نزيه أبو عون قرر الانضمام إلى الإضراب، إلا أن الأسرى أجمعوا على تأجيل إضرابه حتى يوم الخميس القادم، نظراً لظروفه الصحية. 

وأوضح البرغوثي، وهو أحد الأسرى المعتصمين وسط رام الله، أن عدداً من الأسرى المضربين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط والسرطان، مشيراً إلى أن خوضهم الإضراب عن الطعام وعدم استجابة السلطة لمطالبهم سيؤثر سلباً علي حياتهم.

وأكد المحرر البرغوثي، أنهم وجهوا دعوات لكل الجهات الرسمية والحقوقية والإنسانية للنظر في مطالبهم المشروعة، لكن “للأسف لا يوجد أي تجاوب مع قضيتنا”، داعياً إلى ضرورة وقف السلطة التمييز بين الأسرى والمحررين وفق انتماءاتهم السياسية. 

وبدأ الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم، الأحد، الإضراب المفتوح عن الطعام، بعد رفض السلطة الفلسطينية صرف مستحقاتهم المقطوعة منذ 13 عامًا.

ويعتصم المحررون المقطوعة رواتبهم على ميدان ياسر عرفات في رام الله، منذ 22 يومًا، مطالبين السلطة وحكومة اشتية بصرف رواتبهم أسوة ببقية الأسرى والمحررين.

وكان الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم نفذوا العام الماضي سلسلة فعاليات واعتصامات وإضرابًا عن الطعام لإعادة صرف رواتبهم المقطوعة منذ سنوات، على خلفية انتماءاتهم السياسية، وأنهوا فعالياتهم بعد وعود بإعادة صرف رواتبهم، لكن ذلك لم يُنفذ. 

وتقطع وزارة المالية في رام الله، رواتب نحو 35 أسيرًا محررًا بالضفة الغربية المحتلة، والذين فاقت مدة اعتقال بعضهم 20 عامًا، على خلفية انتماءاتهم السياسية لحركتي “حماس والجهاد الإسلامي” و”التيار الإصلاحي” في حركة فتح.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات