السبت 27/أبريل/2024

تويتر وفيس بوك.. شركاء إسرائيل في محاربة المحتوى الفلسطيني

تويتر وفيس بوك.. شركاء إسرائيل في محاربة المحتوى الفلسطيني

لم تكتف دولة الاحتلال الإسرائيلي، في محاربة الفلسطيني في أرضه وحياته الكريمة التي يبحث عنها، على مدار سنوات الصراع والاحتلال للأرض الفلسطينية، ليكن ملاحقاً فيها الفلسطيني أيضاً على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

الصحفيون ومنصات المواقع الفلسطينية صاحبة الرواية الحقيقية، لا زالت منصاتهم الرقمية ومحتواهم محارب من إدارة موقعي فيسبوك وتويتر بالشراكة مع “إسرائيل”، لتكون تلك المنصات عرضة للحذف المتكرر رغم التزامها بالسياسات التي تفرضها تلك المواقع.

وحذفت إدارة فيسوك مؤخراً صفحات مؤسسات إعلامية وحقوقية وتعليمية مثل “المركز الفلسطيني للإعلام” حيث حذفت الصفحة الرسمية الموثقة بالعلامة الزرقاء، والاحتياطية بعد إنشائها بـ3 أسابيع.

كما حذفت صفحة موقع فلسطين أونلاين، ومؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى، وصفحة أخبار تعليم فلسطين الشامل، فيما حذفت شركة تويتر حسابات شبكة قدس الإخبارية كافة دون سابق إنذار.

ولا يقف الحذف على صفحات الحسابات الرسمية للمؤسسات الإعلامية، بل يستمر لحذف حسابات شخصيات وقيادات وصحفيين فلسطينيين، وآخرين مناصرين للقضية الفلسطينية.

المختص في الإعلام الرقمي إياد الرفاعي، أكد أن المحتوى الفلسطيني الرقمي يتعرض لسياسة رسمية من التضييق المستمر والحذف المتكرر، التي تتبعها دولة الاحتلال الإسرائيلي بالتنسيق مع شركات عالمية رقمية.

وأوضح في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن تلك السياسة تهدف لكتم الرواية الفلسطينية، وإضعاف وصول الصوت الفلسطيني للعالم، داعياً السلطة الوطنية الفلسطينية إلى تأسيس جهة رسمية للتواصل مع المواقع الدولية الرقمية لوقف الحملة وتوضيح الرواية الفلسطينية لهم.

وأشار الرفاعي؛ وهو مدير مركز صدى سوشال، إلى أنهم تواصلوا مع الجهات الرسمية الفلسطينية واقتراح تشكيل وحدة للدفاع عن الحقوق الفلسطينية الرقمية والضغط على الجهات الدولية عبر التواصل الرسمي  المستمر، إلا أنهم لم يلقوا أي نتيجة واقعية وملموسة حتى اللحظة.

وفي حزيران/يونيو من العام الماضي، كشفت وزارة القضاء الإسرائيلية أن إدارة موقع فيسبوك استجابت عام 2017 لما يقرب من 85% من طلبات الاحتلال، لإزالة وحظر وتقديم بيانات خاصة بالمحتوى الفلسطيني على موقع التواصل الاجتماعي. 

وفي نيسان/ أبريل الماضي، تحدثت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن استثمار كبير لشركة فيسبوك في عمليات الذكاء الاصطناعي في “إسرائيل” من خلال مركز جديد للبحث والتطوير مصمم لمساعدة عمل المهندسين والمبرمجين في الشركة الأمريكية وخارجها، حيث تعد فيسبوك من بين أكثر من 300 شركة متعددة الجنسيات فتحت منشآت للبحث والتطوير في “تل أبيب”.

زيادة الانتهاكات
وبين الرفاعي أنه خلال شهر أكتوبر، رصد صدى سوشال زيادة هائلة في نسبة الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني دون اعتبار لأي خصوصية له، مشيراً إلى أن تقريرهم رصد تربع إدارة موقع فيسبوك على عرش مواقع التواصل الاجتماعي في الانتهاكات.

وبلغ عدد الانتهاكات الرقمية 145 انتهاكاً متنوعاً على مواقع فيسبوك وواتساب ويوتيوب وتويتر، شملت مئات حالات الحظر من خاصية البث المباشر للصفحات والنشطاء والإعلاميين الفلسطينيين، وحذف الحسابات والصفحات العامة الفلسطينية.

ووجه الرفاعي في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” نصيحته إلى أصحاب المحتوى الفلسطيني بضرورة الالتزام بتأمين الحسابات والصفحات العامة الفلسطينية، والعمل على حفظ رابطها للعمل على إرجاعه حال حذفه من إدارة الشركة المختصة.

وأكد استمرار تواصلهم مع مؤسسات دولية وحقوقية من أجل حماية المحتوى الرقمي الفلسطيني، مشيراً إلى أن تلك الجهود أثمرت بوجود مواقف رسمية تساند الرواية الفلسطينية؛ لكنها لم تصل إلى نتيجة ملموسة لوقف محاربة المحتوى الفلسطيني.

حملات إعلامية
ورفضاً لتلك السياسة التي تتبعها إدارة مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك وتويتر، أطلق نشطاء وصحفيون وفلسطينيون، حملة إلكترونية، لمواجهة سياسة كتم الرواية الفلسطينية، مغردين عبر وسمي وسم #FBblockspalestine و TwitterBlocksPalestine#.

الناشطة إسراء محمد قالت في تغريدة لها: إن حظر فيسبوك وتويتر للمحتوى الفلسطيني هي سياسة ممنهجة لقمع الفلسطينيين حتى على مواقع التواصل الاجتماعي .. وهي دعم وتأييد للاحتلال الصهيوني في كل ممارساته بحق كل ما هو فلسطيني”.

أما السعودي فهد العبد العزيز العوهلي فقال: “تويتر يدعم الاحتلال الصهيوني، ويحذف حسابات فلسطينية تعري جرائم المحتل”.

فيما كتب الناشط أسامة أبو درز: “يجري تغييبنا ومحاولة طمس الصوت الفلسطيني الحر على كل الساحات والمستويات لأننا على النقيض تماماً أمام الاستكبار والظلم والهيمنة العنصرية التي تخدمها ماكينة ومؤسسات الإعلام والمال المنحاز بوقاحة للجلاد ضد الضحية… فيسبوك وتويتر تقمعان صوت فلسطين”.

أما الإعلامي نيكولاس خوري مقدم برنامج السليط الإخباري الساخر عبر منصات قناة الجزيرة، فقد سرد حدثاً جرى معه مع فيسبوك قائلاً: “فيسبوك مرة حظرني لمدة شهر كامل عشان ترحمت على شهيد فلسطيني”.

وأضاف: “فيسبوك المفروض يكون منب حُرًّا للتعبير مش منبر محكوم بسياسات أمريكا القذرة الداعمة للاحتلال، مش منبر داعم لجهة ضد جهة ويحظر أي محتوى فلسطيني”. 

وقالت رشا رزقة: “تركنا حتي التفكير من إنشاء حساب على الفيس بوك بعد إغلاقه عددة مرات لحسابتنا والآن جاء الدور علي شبكة تويتر .. لا لإغلاق الصوت الفلسطيني”.

أما الناشط موسى عليان كتب في تغريدة له: “على صعيدي الشخصي، لقد حذفت إدارة فيس بوك أكثر من ٣٠ حسابا شخصيا ومئات المنشورات الداعمة لصمود وتضحيات شعبنا الفلسطيني”.

فيما قالت الناشطة نور صفصف: “فيسبوك يمنع نشطاء المقاومة الشعبية من البث المباشر الذي يوثقون من خلاله انتهاكات الاحتلال”، مرفقة تغريدتها بصورة لتطبيق فيسبوك يمنع أصحاب الحساب من البث المباشر.

 بهية النتشة كتبت بتغريد ساخرة: “مهو معناش مصاري عشان تسمعولنا وتنشرولنا وتحترمونا”، وأضافت: “Good night يا ظلمة”.

 بينما قال أحمد جرار مدير شبكة قدس الإخبارية: “مواقع التواصل الاجتماعي تسعى لاجتثاث الرواية الفلسطينية وطمسها خدمةً للاحتلال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات