الثلاثاء 21/مايو/2024

عائلة الأسير القسامي القنبع.. لا انكسار مهما كان الاستهداف

عائلة الأسير القسامي القنبع.. لا انكسار مهما كان الاستهداف

لا يأبه الأستاذ جمال القنبع من مخيم جنين شمال الضفة الغربية وهو يتلقى التهديد الجديد من ضابط مخابرات المنطقة بإعادة هدم منزله بعد مدّة وجيزة من إعادة بنائه إثر هدمه قبل أكثر من عام بسبب اتهام نجله أحمد بمشاركة الشهيد أحمد جرار في عملية قتل حاخام قبل عامين.

يقول والد الأسير القنبع، الأستاذ جمال لمراسلنا: إن جنود الاحتلال داهموا المنزل وصوروه، وسألوه “من الذي سمح لهم بإعادة بناء المنزل؟”، ثم غادروا المكان في خطوة قد يستشف منها تكرار ما حدث مع عائلة أبو حميد في مخيم الأمعري مؤخرا حين أعادة قوات الاحتلال هدم المنزل الذي أعيد تشييده.


ا

وأضاف أن “الاحتلال لم يعطنا يومًا مساحة للراحة والأمان، وفي العلاقة معه دائمًا نتوقع الأسوH؛ فهو لا يريد لنا الاستقرار، ويبحث دائمًا عن إجراءات العقاب الجماعي”.

وأشار إلى أن ضابط مخابرات صهيونيا قد ينهي حلم عائلة ويشردها بورقة إنذار هدم يلقيها بهدف الانتقام دون النظر إلى حجم المعاناة التي سوف يتركها، ومدى قانونية ومشروعية ذلك.


null

إمعان في العقاب الجماعي

وكان موقع ” واللاه” العبري قال قبل أيام: إن جيش الاحتلال قرر إعادة هدم منزل عائلة الأسير أحمد القنبع في مخيم جنين بعد إعادة بنائه بذريعة أن العائلة وبعد هدم المنزل لم تأخذ موافقة جيش الاحتلال على إعادة بنائه، وهو ما يشير إلى نهج جديد للاحتلال في التعامل مع ذوي عائلات المقاومين.

ويشير المحامي الحقوقي محمد الحاج لمراسلنا إلى أن إعادة هدم المنازل بعد بنائها أسلوب جديد للاحتلال، وهو رد على مستوى التلاحم المجتمعي في إعادة بناء منازل ذوي المقاومين والتي تمت في السنوات الأخيرة لعديد من المنازل في مختلف المحافظات.


null

وأضاف: “من الناحية القانونية، لا الهدم الأول ولا الثاني قانوني، فهي إجراءات عقاب جماعي، ولكن إذا سلمنا بأن الاحتلال شرع لنفسه بمعاقبة عائلات المقاومين بالهدم الأول، فإن ما بدأ القيام به مؤخرًا من إعادة الهدم إمعان في العربدة لا أكثر”، محذرًا من ترك عائلات الأسرى والشهداء يجابهون ذلك لوحدهم؛ حيث يجب أن تشكل لجان قانونية لمتابعة ذلك.

ولم تكن عملية الاقتحام الأخيرة للمنزل وتصويره في ليلة (28-10-2019)، سوى حلقة متصلة من معاناة لم تنقطع منذ اعتقال أحمد؛ حيث تناوب الاحتلال على اعتقال أبنائه أيمن وإسلام  ليصبح ثلاثة منهم داخل السجن تباعًا؛ حيث أفرج عن أيمن وبقي إسلام وأحمد وكأن الهدف هو كسر شوكة هذه العائلة.

وسجلت مواقف الأستاذ جمال القنبع -والذي يعمل مدرسًا في وكالة الغوث عقب كل الأحداث التي ألمت به إثر اعتقال نجله وهدم منزله في المرة الأولى واعتقال أبنائه الثلاثة تباعًا- احتراما كبيرا من قبل المواطنين؛ فهو لم ينكسر، وكانت كلماته كلها تعبيرًا عن الصمود والتحدي للاحتلال، وهو ما لا يعجب مخابرات الاحتلال التي تريد من ذوي الأسرى والشهداء أن يكونوا مكسورين.

عنفوان لا يكسر

واشتهر الأسير القسامي أحمد بظهوره في فيديو شهير عقب دخوله المحكمة لأول مرة عقب اعتقاله بقوله للضابط الصهيوني “رح أروح غصب عنك.. رح أروح خاوه”، وهو موقف ليس غريبًا في سياق حياة الأسير أحمد المعروف بصلابته وقوته بالرغم من أن الاحتلال استخدم معه تحقيقًا استثنائيا عقب اعتقاله؛ حيث صدم كل من شاهده عقب خروجه من التحقيق من حجم الإجرام الذي تعرض له حينها.

وأحدث الأسير القنبع والشهيد أحمد جرار حالة استثنائية في الضفة الغربية مطلع عام 2018 حين حرّكا المياه الراكدة ونفذا معًا عملية نوعية أسفرت عن مقتل مستوطن تبين أنه حاخام صهيوني كبير، فيما أعقب ذلك حملة مطاردة استثنائية للخلية أسفرت عن اعتقال الأسير القنبع، فيما استشهد لاحقًا الشهيد أحمد جرار؛ حيث تبين أن كليهما عملا وبصمت لفترة طويلة على تنفيذ عدة عمليات إطلاق نار على مستوطنين.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات