الثلاثاء 21/مايو/2024

التصحر.. هكذا يحارب الاحتلال الإنسان والأرض في فلسطين!

التصحر.. هكذا يحارب الاحتلال الإنسان والأرض في فلسطين!

ينتشر التصحر في فلسطين انتشارًا مقلقًا وفق المؤشرات العالمية للتصحر، والتي يتسبب الاحتلال الإسرائيلي بأغلب مظاهرها؛ ما يجعل الأرض الفلسطينية عرضة للتدهور المستمر.

ووفق نتائج التقرير الوطني الأول المقدم لسكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والذي نشر في (17-7-2019)، وهو اليوم العالمي لمكافحة التصحر، فإن التصحر أدى لتدهور ما يقارب 15% من الأراضي، علما بأن مؤشرات التصحر تظهر في أكثر من 50% من الضفة الغربية وقطاع غزة.


null

وبحسب بيانات وزارة الزراعة لعام 2019؛ فإن قوات الاحتلال والمستوطنين اقتلعوا أكثر من مليون ونصف مليون شجرة في الضفة والقطاع منذ عام 2000، في حين أدى بناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري إلى تجريف (50) ألف دونم من أراضي الأحراش والغابات.

كما أن سيطرة الاحتلال على (85%) من المصادر المائية الجوفية حرم الفلسطينيين القدرة على مكافحة التصحر، حيث يستولي سنوياً على 741 مليون متراً مكعباً من مياه الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا يحصل الفلسطينيون سوى على 15% من نسبة المياه المتجددة، والبالغة 2600 مليون متر مكعب، ويسيطر الاحتلال على 350 بئراً ارتوازياً، ويمنع الاستفادة من مياه البحر الميت، ونهر الأردن، والحوضين الغربي والشمالي الشرقي.


null

واقع متدهور

وكذلك فإن (65%) من أراضي الضفة الغربية مصنفة (ج) فلا يمكن للفلسطينيين الاستثمار والعمل فيها دون قيود الاحتلال الذي يمنع أي استخدام فعلي لها، كما أن (25%) من أراضي الضفة الغربية يصنفها الاحتلال مناطق عسكرية مغلقة.

ويعرف التصحر بأنه تدهور الأراضي في المناطق القاحلة، وشبه القاحلة، والجافة شبه الرطبة، والسبب الرئيس في ذلك هو الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية، ويحدث ذلك لأن النظم الإيكولوجية للأراضي الجافة، التي تغطي أكثر من ثلث مساحة العالم، معرضة للاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم. ويمكن للفقر، وعدم الاستقرار السياسي، ولإزالة الأحراج، وللرعي المفرط، ولممارسات الري السيئة أن تتلف جميعها إنتاجية الأرض.

ولا يختلف الأمر في قطاع غزة الذي يتعرض لما هو أسوأ على صعيد التصحر؛ حيث زيادة الضغط على المياه الجوفية لنقص المياه بسبب الاحتلال أدى إلى تملح هذه الآبار وتلوثها، وأصبحت تؤثر مباشرة على صحة الإنسان.

كما أن الحروب الإسرائيلية المستمرة وما يرافقها من تدمير الأرض والمزروعات والمياه الجوفية وتلوثها ومنع استخدام مساحات بمحيط السياج زادت معدلات التصحر في القطاع الضيق أصلا.

ويشهد الغطاء النباتي بسبب تلك الممارسات التي تؤدي إلى زيادة الضغط على المساحات المتبقية من الفلسطينيين لعدم وجود البدائل؛ ما يزيد من خطر التصحر لما تبقى من أراضٍ.


null

وتشير الخبيرة البيئية حنان أبو علي لمراسلنا إلى أن “نكسة” حزيران عام 1967 كانت مرحلة فارقة في العلاقة مع الأرض وعلاقة ذلك بالتصحر في فلسطين، فقبلها كانت 75% من القوة العاملة تعمل في الزراعة ومرافقها المختلفة، ولكن بعد ذلك استهدفت الزراعة حتى أصبح العمل فيها ثانويا.

وأضافت: هناك إشكالات حتى في حماية ما تبقى من أراضٍ؛ فمثلا إذا قررنا أن نمنع البناء في مناطق يمكن أن تصنف خضراء، فنتركها مفتوحة لكي يستولي عليها المستوطنون مثلا فتصبح الخيارات أصعب، وأحيانا يكون لدينا فوضى في السياسات تدمر ما تبقى من أرض دون دراسة وتخطيط واعٍ.

بدوره انتقد الخبير الزراعي مازن عواد لمراسلنا غياب الإستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر، فالأمور تسير ارتجاليا لدى الحكومة؛ حيث إن المزارع يستخدم المبيدات الخطأ التي تدمر الأرض عشوائيًّا دون رقيب، والكتل الإسمنتية تغزو ما تبقى من أراض خضراء دون وعي.

وشدد على ضرورة تطبيق خطط واعية تراعي دعم المزارع ومنع التعدي على الأراضي وتعزيز مقاومة الاستيطان بجميع السبل وتطوير آليات الحصاد المائي والتشجير على نطاق واسع، وإعادة الربط بين العمل في الأرض باعتباره عملا وطنيا مقاوما له اعتباره.


null

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات