الأحد 19/مايو/2024

سوق الزاوية.. الأجواء الرمضانية الأمثل للغزيين

سوق الزاوية.. الأجواء الرمضانية الأمثل للغزيين

ما يميز سوق الزاوية الأشهر بمدينة غزة، أنّ محلاته متلاصقة ولا ينفرد أصحابها ببيع صنف معين من البضائع، بل ينشغل كل منهم ببيع صنف يتميز به عن جاره، فبين محلات بيع المخللات المشكلة المشهية للصائمين، تجد عجوزًا ستينية تبيع الخضروات الموسمية التي لا تغيب عن موائد الغزيين من الروكة “الجرجير” والفجل، والجرادة، والنعناع، وغيرها.

سوق مميز

المواطن عاطف نمر (43 عامًا) يؤكّد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ من طقوس شهر رمضان الخاصة لديه الحضور إلى سوق الزاوية مرة أو مرتين من كل أسبوع في الشهر الكريم، مبينًا أنّ هذا طقس يتبعه منذ أن كان طفلاً؛ حيث كان يصطحبه والده لهذا السوق الأثري.


null

ويتميز سوق الزاوية -وفق المواطن نمر- أنّه يتنوع في بضائعه وخاصة تلك الرمضانية منها، بين محلات العطارة التي تشتهر ببيع التمر والخروب والعرقسوس والكركديه، وبين محلات بيع المخللات والطراشي، وبين الباعة المتجولين للخضروات الورقية مثل “الروكة” والفجل والجرادة.

ويعدّ سوق الزاوية من أقدم أسواق قطاع غزة، يقصده الصائمون في الشهر الكريم، ليس فقط من أجل التسوق، بل عبوراً منه لأداء الصلوات في المسجد العمري الكبير الذي يتوسطه.

واشتهر سوق “الزاوية” تاريخيًّا لوقوعه بجوار “سوق القيسارية” الأثري في البلدة القديمة والذي أصبح امتدادًا له، في ظل التوسع العمراني في المنطقة، ويسجل سوق الزاوية -القيسارية- كأحد المناطق الأثرية التي أقيمت في البلدة القديمة بغزة، كما ويشكل جزءًا معماريًّا ضمن وحدة معمارية متكاملة.


null

أجواء رمضانية

أما المواطنة أم عزمي، فابتسمت وهي تتحدث لمراسلنا أنّها جاءت إلى سوق الزاوية فقط من باب الاستشعار بأجواء رمضان، وقالت: “والله جاي مش ناوية أشتري اشي، ولكن بحب أجواء رمضان وخاصة في سوق الزاوية؛ فهنا فقط نعيش أجواء رمضان”.

وتؤكدّ الأم الفلسطينية، أنّها لابد وأن تحضر للسوق بشكل شبه يومي، وتضيف: “لو بدي أشتري حزمة روكة، لازم آجي سوق الزاوية، أجواء رمضان مميزة ومختلفة”.

وتضيف: “أي مكان في غزة مهما كان لا تستشعر فيها أجواء رمضان مثل سوق الزاوية؛ فهو سوق أثري من الأساس، كما أنّه يتميز بأصناف مختلفة ومتنوعة من البضائع”.


null

ويتألف سوق الزاوية -منذ أن بدأ قديمًا- من 18 حانوتاً أو دكاناً، ويقابلها على الناحية الأخرى حوالي 16 حانوتًا آخر، وجميعها ذات سقف معقود بعقود متقاطعة، ويصل عمق الحانوت أو الدكان الواحد نحو 2.7 مترًا.

وبعد أن توسع السوق بشكل كبير، فإن المحال داخله تنوعت إلى محال لبيع العطارة والخضار والفواكه والدواجن والأسماك واللحوم وغير ذلك، ولعل أهم ما يميز محال العطارة الموجودة بكثرة في هذا المكان التاريخي، هو استعانة بعض المرضى أحيانا للحصول على أدوية منها.

ويُعد “سوق الزاوية” من أكثر المناطق ازدحامًا؛ فشوارعه مزدحمة بالمتسوقين الذين يأمّونه من مناطق مختلفة من قطاع غزة لشراء احتياجاتهم.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات