الجمعة 10/مايو/2024

عائلة الأسيرة لمى خاطر.. الشوق المحبوس برمضان

عائلة الأسيرة لمى خاطر.. الشوق المحبوس برمضان

“نفقد شطر أنفسنا، نفقد أمنا من بيننا، أمنا التي كانت تلفنا بحنانها، وتوقظنا لقيام الليل في رمضان ولتناول السحور، وكنا نخرج برفقتها ورفقة والدي لصلاة الفجر في المسجد ولصلاة التراويح”، بهذا الزفرات التي تغالب الدمع، وتنتصر على عواطفها وهموها، عبرت بيسان ابنة الكاتبة الأسيرة لمى خاطر عن شعورها بقدوم شهر رمضان، في ظل استمرار اعتقال والدتها من الاحتلال.

وأكدت أن أسرتها تعيش رمضان مختلف تماما عن كل شهور رمضان السابقة، حيث أنهم يجدون قلوبهم معلقة بأمهم والتي يغيبها الاحتلال خلف القضبان، في ظروف صعبة من الاعتقال.

وذكرت بيسان -وفق الحرية نيوز- ما رأته في عيون والدتها عند زيارتها الأولى في سجن الدامون بقولها: “وقفت والدتي شامخة أمامنا رغم حالة الإرهاق التي بدت عليها خاصة في الزيارة الأولى، وخاطبت أخي يحيى الصغير الذي ودعته أمام العالم ليلة اعتقالها، أوعى تخاف يما، أنا منيحة ومش ناقصني إلا أشوفك”.

وأكملت بيسان حديثها حول تلك اللحظات “خاطبتني ديري بالك يا بيسان على يحيى وعلى نفسك وإخوانك، وأنا أعتمد عليك”.

ومن جانبه أكد زوج الأسيرة لمى المهندس والأسير المحرر حازم الفاخوري، أن رحلة زوجته في السجون هي لخير رغم ما يعتريها من ألم، محتسبا ما يمرون به من معاناة فقدها عند الله، وداعيا أن يفرج الله كربها.

وأضاف: “هذا هو الاعتقال الأول لأم أسامة وهو صعب علينا جدا وخاصة على أبنائي وبناتي الذين لم تغب أمهم عن وجدانهم لحظة”، مشيرا إلى أن زوجته في سجنها اكتشفت عالما آخر وظروفا أخرى كانت تعرفها وتكتب عنها في مقالاتها عن بعد.

وأشار إلى أن زوجته لمى تعيش حياة الأسرى لحظة بلحظة، وتستمع إلى هموم الأسيرات، وتخفف عنهن وتضع لبعضهن الحلول، كما تبث العزيمة في نفوسهن.

وحول ظروفها النفسية، أفاد المهندس حازم بقوله: “لمى زوجتي وأنا أعرفها صاحبة شكيمة قوية وشخصية فذة لا تعرف الهزيمة ولا الانكسار كما قلمها، وأنها رغم قلة خبرتها في سجنها فسرعان ما تغلبت على تلك الظروف القاسية، حيث تمكنت من قراءة وفهم واقع السجن والأسيرات بما تمتلكه من فطنة ومعنويات عالية”.

وفي ذات الوقت بدا أسامة الابن الأكبر للكاتبة الأسيرة متماسك القوى، فهو فرع عن والده ووالدته اللذين علماه الصبر والصلابة والعزيمة، حيث له تجربة في سجون الاحتلال إضافة لاعتقاله سابقا في سجون السلطة، نظرا لنشاطه في العمل الطلابي في جامعة بيرزيت.

وأوضح أسامة، أنه فخور بوالدته وبصبرها وثباتها، لكنه في الوقت نفسه يحن لأمه ولتلك الأيام التي جمعتهم، خاصة ما يضفيه حضورها على شهر رمضان، قائلا “أشعر أننا في هذا الشهر نفقد وهجا اجتماعيا ونفسيا وإيمانيا، أفتقد أمي بحنانها وبطعامها اللذيذ وبرونقها الاجتماعي الذي كان يلفنا عند الإفطار”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات