الجمعة 10/مايو/2024

بحرق المراعي وإخطارات الترحيل.. هكذا تفرغ إسرائيل الأغوار!

بحرق المراعي وإخطارات الترحيل.. هكذا تفرغ إسرائيل الأغوار!

حائرًا يقف، ضاربًا يديه بعضهما بعضًا، بعد أن تسببت تدريبات الاحتلال الإسرائيلي بحرق مساحات واسعة من المراعي في منطقة “البرج” بين طوباس والأغوار الشمالية، والتي اعتاد رعي أغنامه فيها يوميًّا.

الراعي محمد اعتاد في كل صباح رعي أغنامه في منطقة “البرج” بالأغوار الشمالية، إلا أنه جاء أمس الاثنين، ووجد الأرض التي اعتاد أن يراها صفراء من كثافة القش على الأرض، سوداء قاتمة.

فأمس الاثنين، أجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، تدريبات في الأراضي المفتوحة في منطقة البرج بالأغوار الشمالية، وتسببت تلك التدريبات بحرق المراعي التي اعتاد أهالي المنطقة رعي أغنامهم فيها.

سياسة الاحتلال!

ووفق الناشط الحقوقي عارف دراغمة؛ فإن النيران القوية التهمت عشرات الدونمات في المنطقة، وقال: “ما يجرى في هذه المنطقة هي نتيجة سياسة تحالف بين مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي لمحاربة الفلسطينيين بلقمة عيشهم، في المراعي، والسيطرة عليها وطردهم منها”.

ويضيف دراغمة أن الحرائق كانت على مرتين؛ عند الظهيرة، والأخرى قبل المغرب، مشيرًا إلى أن احتراق القش بسبب النيران، هو خسارة كبيرة لهم بعد أن تأملوا كل الخير في هذا الموسم بكثافته في الجبال والمراعي، فعلى مدار أعوام، كان القش اليابس طعاما مجانيا لآلاف رؤوس الماشية في الأغوار.

وعرف سكان المنطقة باحتراف رعي الماشية، والاعتماد عليها اعتمادًا أساسيًّا في العيش، مستفيدين من بيع حليبها ومشتقاته، أو بيع المواشي ذاتها.

ويقول دراغمة: إن “المناطق الرعوية أفضل للفلسطينيين من تلك المزروعة بالمحاصيل البعلية، لا مقارنة في المساحة”.

وحتى الأراضي المزروعة بالمحاصيل البعلية، فقد دمر الاحتلال منها هذا العام عشرات الدونمات، عندما جلب عشرات الدبابات، ووضعها فيها، وكان في وقت سابق من هذه السنة، أقام في بعضها قرى استخدمها في تدريباته العسكرية المتكررة.

مخلفات!

لكن خلال عمليات إخماد الحرائق انفجرت بعض القذائف من مخلفات الاحتلال.

وقال دراغمة: “في العشر سنوات الماضية استشهد 5 مواطنين، وأصيب أكثر من 25 شخصا، كما نفقت عشرات رؤوس الماشية، بسبب مخلفات التدريبات العسكرية”.


وأضاف أن “هذه المراعي هي ملاذ الفلسطينيين في هذه المناطق، وعندما يجوبون بمواشيهم تلك المراعي فهم لا يدركون أين تكون مخلفات الاحتلال”.

إخطارات بالترحيل

وأخطرت قوات الاحتلال اليوم 15 عائلة بمنطقة حمصة الفوقا في الأغوار الشمالية، بالطرد من خيامهم، بدعوى التدريبات العسكرية.

وقال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، في تصريح صحفي: إن الاحتلال أخطر 15 عائلة تضم 98 فردا، منهم الأطفال والنساء، بالطرد من خيامهم، خلال الأربعة أسابيع المقبلة، بواقع ثلاثة أيام في الأسبوع.

وهي وفق بشارات: الأحد من الساعة الثانية ظهرا، والاثنين من الساعة الرابعة عصرا، حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي، والأربعاء من الساعة السابعة صباحا، حتى الساعة الثانية من ظهر اليوم ذاته.

وقالت مصادر محلية لمراسلنا: إن جنود الاحتلال سلموا مواطنين من عائلة أبو كباش بـ”حمصة الفوقا” الإخطارات بالرحيل المؤقت بذريعة التدريبات علما أن هذه العشيرة تسكن في المنطقة، وهي مهددة دائما باعتداءات الاحتلال.

وقال محمد أبو كباش لمراسلنا: إن اختيار هذا التوقيت لإجراء التدريبات العسكرية، سوف يكون له بالغ الأثر السلبي على الزراعة الصيفية وعلى المواطنين القاطنين وخاصة الأطفال منهم؛ سيما وأننا في شهر رمضان.

وينحدر سكان خربة حمصة الفوقا بالأصل إلى منطقة بئر السبع جنوب فلسطين التاريخية، لكن ظروف الاحتلال الإسرائيلي أجبرتهم على اللجوء إلى منطقة السموع  جنوب محافظة الخليل، وبسبب قلة الإمكانيات وقلة المياه دفعت قسما كبيرا منهم خاصة عائلة أبو كباش إلى الرحيل صوب منطقة الأغوار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات