عاجل

الثلاثاء 21/مايو/2024

عائلة اقنيبي في الخليل.. صمود ورباط في وجه المستوطنين

عائلة اقنيبي في الخليل.. صمود ورباط في وجه المستوطنين

في حارة السواكنة القريبة من المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل وفي أزقتها التاريخية التراثية وبيوتها القديمة المتهالكة، يرابط المواطن الخليلي محمد صادق اقنيبي (أبو عماد) الذي يقارع المستوطنين اليهود صباح مساء في صراع دموي من أجل البقاء والرباط في منزل آبائه وأجداده.

تراچيديا الرعب

“أفواج من المستوطنين والجيش الإسرائيلي، يقتحمون المنزل ما بين اللحظة والأخرى لطردنا منه بالقوة وتحت حماية الجيش وتهديد أسرتنا بالقتل.. وكادوا قبل أيام يخطفون ابنتي إيمان البالغة من العمر 17 عاما تحت دعوى اعتدائها عليهم لدى اقتحامهم للمنزل.. اختبأت ابنتي في الحمام حتى تتقي شرورهم، وبدأت أمها تصرخ، وأنا أصيح، والأطفال يبكون، وهددوها بالقتل والانتقام منها”.. هكذا وصف أبو عماد اقنيبي حياة الرعب اليومية التي يعيشها هو وأسرته في حارة السواكنة تحت حراب المحتلين.

وأضاف أبو عماد اقنيبي: “تخيل أننا لا نستطيع مغادرة المنزل لأي مناسبة كانت وكأننا في سجن! حتى الصلاة في المسجد الإبراهيمي القريب منا والملاصق لمنزلنا لا نستطيع أن نؤديها، خشية من اقتحام منزلنا وطردنا منه، فالمستوطنون يدعون أن منزلنا كان منزلا لليهود عام 1929م قبل المذبحة التي حصلت لهم، لذلك جندوا أنفسهم لطردنا بالقوة منه وتهديد أسرتنا بالقتل”.

وتبدو زفرات أبو عماد وغضبه واضحة على وجهه وهو يعيش حالة من القلق خوفا على أسرته، لكنه في الوقت نفسه يتمتع برباطة جأش وعزيمة ورباط.

رعب الأطفال

تقول أم عماد اقنيبي: “تصور أننا خرجنا إلى بيت عمنا لمشاركتهم فرحتهم في زفاف ابنهم وتركنا ابننا محمد ابن الرابعة عشرة لحراسة البيت، ولم نطل الغياب عن المنزل ونحن في خوف ووجل.. وما إن عدنا حتى وجدنا المستوطنين قد اعتلوا سطع المنزل واحتجزوا ابني محمد في غرفة من غرف المنزل، وأغلقوا الباب عليه وهو يصرخ ويصرخ!! وهم يشهرون بنادقهم تجاهه ويهددونه بالقتل”.

حالة من الصمود

وعدّ المهندس عماد حمدان -مدير لجنة إعمار الخليل- أن سكان البلدة القديمة يعيشون حالة من العذاب والرعب والألم، وهم بحاجة إلى مؤازرة ودعم حتى يستمروا في رباطهم.

وأردف: “نحن في لجنة الإعمار قمنا بترميم منازلهم وإعمارها، ونساعدهم على الصمود، في ظل هجمة شرسة غير مسبوقة، فالمستوطنون يعملون ليل نهار لطرد الفلسطينيين من منازلهم وتهويد المدينة، لكننا ندرك أن السكان الفلسطينيين متشبثون في منازلهم رغم تعرض حياتهم للخطر والموت”.

ملاحقة الاحتلال قانونيًّا

وأشار حمدان إلى أن المستوطنين احتلوا العديد من المنازل وطردوا سكانها منها في الخليل، مردفا “لكننا تابعنا ذلك قانونيا في المحاكم، وتمكنّا في انتزاع قرارات لإخلاء المستوطنين من منزل آل أبو رجب عند المسجد الإبراهيمي، ومنزل آل البكري في تل الرميدة، وهناك قضايا مرفوعة لاسترجاع منزل آل الرجبي في حارة جابر شرقي المسجد الابراهيمي.

من جانبه قال عبد الهادي حنتش -خبير الاستيطان في محافظة الخليل-: إن هدف اليمين الصهيوني زيادة حجم الاستيطان في الخليل، وضخّ المزيد من المستوطنين، وطرد السكان الفلسطينيين الأصليين من حارات الخليل وتعكير حياتهم.

وأضاف حنتش: “صمود السكان الفلسطينيين في البلدة القديمة من الخليل يعرقل مخططات المستوطنين لتهويدها، وهناك صور رائعة من الرباط والثبات والصمود أحبطت المستوطنين، فثبات وصبر عائلة أبو عماد اقنيبي في حارة السواكنة أحبط المستوطنين، وكذلك أبو مفيد الشرباتي في شارع الشهداء، وإكرام أبو هيكل في تل الرميدة، وعائلة أبو رجب في منطقة زاوية أبو الريش، كلها نماذج صمود وثبات بطولية حالت دون امتدادات مطامع المستوطنين”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات