معرض الكتاب بغزة.. حصار لم يكسر أقلام الأدباء

لأكثر من ست سنوات أعاق الحصار المفروض على قطاع غزة، من إقامة معرض الكتاب الذي كان عُرفاً ثقافيًّا سنويًّا، إلا أنّ هذا الحصار لم يكسر أقلام كُتاب وأدباء القطاع الذين كانوا يجتهدون لإثبات أنفسهم وقضيتهم عبر الروايات والقصص التي شهدت حضورًا لافتًا في المعرض.

20 ألف كتاب
المعرض الذي أُقيم في مركز رشاد الشوا الثقافي، شاركت فيه نحو 10 مؤسسات ومكتبات ثقافية بعضها دور رئيسية للطباعة والنشر.

ووفق حديث وكيل وزارة الثقافة أنور البرعاوي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” فإنّ المعرض يأتي في إطار جهود الوزارة للارتقاء بالثقافة الوطنية الفلسطينية وتفعيل دورها التنموي في خدمة المجتمع.

وأوضح البرعاوي أنّ المعرض يضم نحو 20 ألف كتاب، لتؤكّد وزارة الثقافة للعالم، أنّ الشعب الفلسطيني هو شعب حر ومثقف وصاحب حضارة عريقة.

وأضاف: “نراهن أنّ هذا الجيل الذي يحول القراءة إلى مقاومة، ويجعل من الثقافة مقاومة، إنما هو جيل واعٍ بحقيقة الصراع القائم مع هذا العدو الغاشم المحتل”.

وبيّن أنّ الوزارة تهتم بإقامة هذا المهرجان كعُرف سنوي، من أجل صناعة أجيال ناشئة واعية محصنة ثقافيًّا قادرة على إفشال مخططات الاحتلال التي تستهدف تزييف الوعي الوطني الفلسطيني، ونشر الأكاذيب حول القضية الفلسطينية.

وعبّر وكيل وزارة الثقافة الفلسطيني، عن أمله بأن يكون المعرض دوليًّا تشارك فيه دور نشر عربية ودولية لكسر الحصار.

اللافت أنّ المعرض الذي أطلق عليه اسم “معرض غزة هاشم للكتاب” كان يحمل طابعاً محليًّا، حيث شهد حضوراً لافتاً لدور النشر المحلية التي حملت على عاتقها طباعة كُتب وروايات لكُتاب فلسطينيين من القطاع، الأمر الذي أعجب الزوار.

وافتتحت وزارة الثقافة بالشراكة مع بلدية غزة مطلع الأسبوع الجاري المعرض، بمشاركة العديد من دور النشر ومؤسسات ثقافية وخيرية، حيث يضم أكثر من 20 ألف كتاب في مجالات علمية وثقافية متنوعة.

حضور لافت
الكاتبة والشاعرة أمل أبو عاصي اليازجي، عبّرت عن امتنانها للقائمين على المعرض، حيث أتاحت الفرصة لمكتبة ومطبعة منصور، التي أشرفت على طباعة باكورة أعمالها الأدبية: “عندما يتعرى النهر”، لاستعراض أعمالها.

تقول اليازجي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ روايتها صدرت عن كل من دار المعرفة بالقاهرة، ودار سمير منصور بغزة لسنة 2016 م، وهي مكونة من (174) صفحة من القطع الصغير، وقد لاقت قبولاً كبيراً في أوساط الفلسطينيين، ونالت استحسان القراء وإعجابهم بها.

ووفق عدد من الزوار، فقد تمكنت الكاتبة بروايتها، أن تصف معاناة الإنسان الفلسطيني على مستويات عدة بشكل أدبي يوصل المشاعر للقراء والشغوفين بالاطلاع على الحياة الفلسطينية عن قرب.

وأبدى العشرات من الزوار الذين التقاهم مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إعجابهم بالتنوع اللافت في زوايا المعرض رغم الحصار المفروض على قطاع غزة، وقد أبدى البعض إعجابه بالتواجد الفلسطيني لكُتاب وأدباء من غزة، مما يخلق بيئة ثقافية جميلة في القطاع.

وقررت وزارة الثقافة إدامة المعرض حتى 21 من إبريل/ نيسان الجاري، حيث يشهد إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية المختلفة.