السبت 25/مايو/2024

جامعة بير زيت.. النموذج المختلف عن جامعات الضفة

جامعة بير زيت.. النموذج المختلف عن جامعات الضفة

على خلاف جامعات الضفة الغربية التي تُحكم بقبضة بوليسية، أخذت جامعة بيرزيت منحى وثقافة مختلفة ميّزتها من حيث مستوى الحريات عن نظيراتها بالرغم مما أتت به سنوات الانقسام من تدمير لأسس الحياة الديمقراطية في الضفة الغربية.

وعلى الرغم من تداعيات سنوات الانقسام التي عطلت مجالس الطلبة وأنشطة الكتل الطلابية، وحُظرت خلالها الكتلة الإسلامية في غالبية الجامعات لفترات طويلة، وتعاملت إدارات الجامعات المتعاقبة بمنطق أمني مع الكتلة الإسلامية، حافظت جامعة بير زيت على نمط مختلف ورفضت التساوق مع توجهات الجامعات الأخرى التي قمعت الكتلة الإسلامية بشكل فج.

خالفت إدارة جامعة بير زيت وفي ذروة سنوات الانقسام الضغوط الأمنية، وأبقت على مستوى من الفاعلية للحركة الطلابية، وفرضت معادلة أن ما هو داخل أسوار الجامعة لا تحكمه القبضة الأمنية خارج الجامعة، ولكن ذلك لم يمنع الملاحقة المزدوجة خارج أسوار الجامعة، فيما شهد الحرم الجامعي خلال السنوات الأخيرة اعتصامات لشهور لنشطاء الكتل ضد الاستهداف الأمني لهم.

يعد مجلس طلبة جامعة بير زيت، مجلس الطلبة الوحيد في الضفة الغربية الذي ترأسته الكتلة الإسلامية لفترات مختلفة في سنوات الانقسام، وأدارت أنشطتها داخل الجامعة بحرية على الرغم من كل التنكيل الذي لقيه أبناؤها خارج أسوار الجامعة، في الوقت الذي تحول فيه رؤساء وعمداء ومحاضرو جامعات أخرى إلى جلادين ومخبرين.

تتداول عبارة مشهورة لرئيس لجنة الانتخابات المركزية الدكتور حنا ناصر، وهو أحد مؤسسي جامعة بير زيت وأحد رؤسائها التاريخيين: “بيرزيت عرفت الانتخابات الديمقراطية ووضعت قوانينها قبل أن يكون هناك سلطة أو لجنة انتخابات”.

النموذج المختلف

وعلق أستاذ الإعلام في جامعة بير زيت عماد الأصفر على صفحته على الفيس بوك عشية الانتخابات التي تجري الأربعاء (17-4-2019) لمجلس الطلبة (..تجري الانتخابات بموعدها كل عام؛ مرة للعاملين ومرة للطلبة، يفوز من يفوز؛ حماس أو فتح أو يسار وتمضي الحياة، ويتغير رئيس الجامعة والعمداء ورؤساء الدوائر والمراكز بشكل دوري، فيعود العميد مدرسا تحت إمرة زميله ومرؤوسه السابق وتمضي الحياة أيضا؛ فالحياة السياسية في بيرزيت تصلح أن تكون نموذجًا ومثالاً لما يجب أن تكون عليه الحياة السياسية في فلسطين”.

وأضاف: “الديمقراطية في بيرزيت لا تبدأ بالاقتراع ولا تنتهي بإعلان النتائج، ولكنها تبدأ في غرفة الصف بين الأستاذة وتلاميذهم، وتمتد إلى الساحات، وتنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فليس لدى بيرزيت ما تخشاه طالما أنها بقيت ديمقراطية”.

وأردف: “هذه الأجواء أثرت على الكتل الطلابية كافة، وهذبت خطابها وسلوكها، فحتى الكتل التي تمارس العربدة في جامعات أخرى، أو تتكئ على أجهزة أمنية، أو تلك التي سبق لها وأن استخدمت الجنازير، تجدها مختلفة كل الاختلاف في بيرزيت”.

وختم: “طلبة بيرزيت.. أحبكم جميعًا، مهما اختلفت مع فصائلكم وأفكاركم ومواقفكم.. أحب الثلاثة الذين يوزعون صحيفة حزب التحرير .. وأحب الشبيبة، خاصة وأنهم يدفعون ثمن أخطاء لم يقترفوها.. أحب شابات وشباب الكتلة واحترم صلابتهم وقدراتهم التنظيمية.. أحب اليسار بكل تلاوينه وأحترم الجهود والمهارات النقابية التي يمتاز بها أبناء وبنات اليسار.. أحب مجموعة الشباب والصبايا الذين يجلسون على الدرج فيعزفون ويغنون.. هؤلاء بالذات صوتهم الفني كما صوتهم الانتخابي مبارك وجميل أينما ذهب”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات