السبت 27/أبريل/2024

الشهيد حسن شلبي.. اشترى الحلوى لأهله وقال: الأيام القادمة أجمل

الشهيد حسن شلبي.. اشترى الحلوى لأهله وقال: الأيام القادمة أجمل

في آخر ساعات من حياة الطفل حسن شلبي ضحك أشقاؤه ووالدته من تكراره احتضانهم وتقبيلهم على غير عادته مشدداً القول: (الأيام القادمة أجمل).

أكثر ما أثار انتباههم في الساعات الأخيرة من حياته، حين اشترى لهم الحلوى، وأوصاهم بالانتباه لصحتهم مخبراً أن قادم الأيام سيكون أكثر سعادة.

وكان الطفل حسن شلبي (14 عاماً) استشهد برصاص الاحتلال قبل أيام خلال مشاركته السلمية في مسيرة العودة شرقي مدينة خان يونس.

ويقول أحمد أبو عرمانة (18 عاماً)، الشاهد العيان على جريمة اغتيال الاحتلال الطفل شلبي على حدود خان يونس حتى لحظة وصوله للمستشفى.


أصدقاء الشهيد حسن شلبي يتحدثون عن تفاصيل استشهاده

ويضيف: “كنا على مسافة 200 متر أطلق الجنود غازًا مسيلًا للدموع. حاولنا الاقتراب من تجمع الناس وكنت مع شقيق حسن وصديق آخر. شاهدنا جنديًّا يقف ثم أطلق النار علينا فسقط حسن. ناديت عليه لم يرد، وكان أصبع السبابة مرفوعًا وهو يردد الشهادة”.

فراق وألم
لا شيء يضاهي حزن عبد شقيق الطفل الشهيد حسن شلبي بعد أن فقد أخاً وصديقاً لازمه طوال الوقت في البيت وأثناء اللعب وطريق المدرسة.

يتجرّع عبد آلام الفراق حين يكشف عن عدم تصوّره رحيل حسن للأبد مضيفاً: “نحن 4 أولاد والآن فقدنا واحداً. أنا وحسن مثل توأم لم يبتعد يوماً عنّي. الآن لن أجده بجواري”.

ويتابع: “لم أصدق رحيله رغم أنني شاهدت كل أهلي يودعونه، الآن لن ألعب الكرة مع أحد، كل ساعة أفتقده.. بالأمس كان معي واليوم هو تحت التراب”.


شقيق ووالدة الشهيد حسن شلبي

دهشة الوداع
تعجّبت والدة شلبي من سلوك حسن في يومه الأخير وهو يخرج من البيت ثم يعود عدة مرات. ينظر لأشقائه ويبتسم ثم يعود مرةً أخرى.

وتضيف: “لعبنا كلنا سوياً، وأخبرني أنه سيخرج من البيت لمسيرة العودة. تفاجأت بخبر استشهاده. ابني طفل بريء لم يفعل شيئًا. ابني فهمه أكبر من عمره؛ يحب اللعب مع أشقائه خاصةً كرة القدم”.

وتطالب جدة شلبي بملاحقة الجيش الإسرائيلي الذي قتل ابنها بدم بارد دون أن يشكل خطراً على أحد، وقد أوصى في آخر يوم من حياته أشقاءه بطاعة والده.

وتجاهد كفاح دموعها للحديث عن شقيقها حسن الذي غاب عن أسرتها، متحدثةً عن تصرّف غريب جمع فيه حسن ملابسه الجديدة، وأوصى أمه أن توزعها على أشقائه وأصدقائه.


كفاح شلبي، شقيقة الشهيد

وتتابع: “تعجبت من نظراته في آخر ساعات. فقدت روحي مع حسن. أطالب بمقاضاة الجيش الإسرائيلي؛ فالأطفال يتوجهون للمشاركة السلمية واللعب قرب الحدود”.

أما شقيقته أسيل فقد دار حوار بينها وبين حسن في آخر أسبوع حين أخبرها أنه لا يستطيع النوم، وقد أدهشها بوصيته إياها باستمرار بالانتباه لوالدته دون أن يزيد في الكلام.


أسيل شلبي، شقيقة الشهيد

أخبرها بحالة اختناق في صدره تضايقه. احتضن حسن أشقاءه، وقبّلهم، ثم اشترى لهم الحلوى وسط حالة تعجّب قال فيها: إن الجنّة أجمل من الدنيا.   

ويحمّل د. أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، الاحتلال المسؤولية عن اغتيال الأطفال برصاصٍ قاتل وهم على مسافة بعيدة من السلك الفاصل.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” خلال زيارته منزل شلبي: “الجنود يقتلون الأطفال عمداً لإخافة الشعب. دماء الأطفال لن تذهب هدراً، وسيأتي رد على جرائم الاحتلال”.

 
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات