الثلاثاء 21/مايو/2024

الأسير إياد أبو هاشم.. حرية مسلوبة بعد انتهاء حكم بـ 22 عاما

الأسير إياد أبو هاشم.. حرية مسلوبة بعد انتهاء حكم بـ 22 عاما

على مدار 22 عامًا بقيت عائلة الأسير إياد أبو هاشم تعد الساعات والأيام والسنين بانتظار لحظة الحرية التي حجبها الاحتلال بقرار جائرٍ حوّل فرحة العائلة إلى حال قلق وترقب لا حدوج لها.

فبعد أن تجهزت العائلة لاستقبال ابنها الأسير إياد الذي كان من المقرر الإفراج عنه في 12 فبراير الجاري بعد قضائه 22 عاماً في سجون الاحتلال، قوبلت بصدمة رفض الاحتلال الإفراج عنه تحت ذرائع غير واقعية.

واعتقل أبو هاشم في الثالث عشر من فبراير 1997، بعد تنفيذه عملية طعن بطولية لأحد الجنود الصهاينة، في معبر رفح الحدودي.

اعتصام مفتوح
وأقامت عائلة أبو هاشم اعتصامًا مفتوحا للمطالبة بالإفراج الفوري عن ابنها من سجون الاحتلال المعتقل “احترازياً” بعد انتهاء مدة محكوميته.


null

ونصبت العائلة -اليوم الأربعاء- خيمة اعتصام على دوار النجمة بمدينة رفح جنوب القطاع؛ بدأت بعد صلاة العصر وتستمر حتى الخميس؛ للمطالبة بالضغط على سلطات الاحتلال للإفراج الفوري عن ابنها إياد.

وتدعي قوات الاحتلال أنها ترفض إطلاق سراحه إلى غزة؛ لأنه لا يوجد معه جمع شمل (بطاقة هوية)، وكان يقيم في قطر في السابق.


null

والدة الأسير التي بقيت على مدار 22 عاما تترقب لحظة الإفراج لتحتضن نجلها تشعر بالمرارة لحرمانها من هذه اللحظة.

وتطلب العائلة تحرير ابنها إلى دولة قطر، أو تركيا وإنهاء مأساة اعتقاله التي استمرت أكثر من عقدين.


null

ووفق العائلة؛ فإن الاحتلال مدد اعتقال نجلهم شهرًا بعد احتجازه أكثر من أسبوع احترازيا حتى تحل قضيته، ونقل إلى سجن النقب الصحراوي.

والدة الأسير الموجوعة تساءلت: “ماذا تريدون منه؟؟! فقد أمضى كل أيام محكوميته في سجونكم.. وتختطفونه بحجة عدم تنسيق من جيشكم أو شرطتكم.. وهل غاب عنكم تاريخ الإفراج عنه.. هذا لا يصدق”.


null

وطوال مدة الاعتقال لم يتمكن الأسير أبو هاشم من رؤية ذويه داخل السجن سوى مرة واحدة لوالدته وأخرى لعمته في بداية سنوات سجنه.

وولد الأسير أبو هاشم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خلال زيارة لوالديه عادا بعدها إلى قطر، بخلاف إخوته الذين ولدوا جميعًا في الخارج.

ولم يكن قدومه لغزة سوى عدة أشهر، بعد أن قدم من دولة قطر ليكمل تعليمه الجامعي في ربوع وطنه الذي ولد فيه عام 1976م، لتجعله أحد الأبطال الراسفين داخل سجون الاحتلال، وأحد عمداء الأسرى في المعتقل.


null

وعاد أبو هاشم إلى مسقط مولده بعد إكماله دراسة الثانوية العامة في قطر، حينما أخبر أهله برغبته في التوجه إلى قطاع غزة لإكمال تعليمه الجامعي هناك عام 1996م، ليعود به الحنين إلى مسقط رأسه؛ حيث التحق بجامعة الأزهر، ودرس الفصل الأول تخصص إدارة أعمال.

حكاية الاعتقال
وحول قصة اعتقاله، يروى ابن عمته عاطف أبو هاشم قائلاً: “منذ استشهاد ابن عمه تغير حاله، وبدأ تفكيره ينقلب رأسًا على عقب، فلم يعد للدنيا مكان في قلبه، وكان حديثه الدائم عن الشهادة في سبيل الله”.


null

ويوضح أبو هاشم، في حديث سابق لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، أنه في 13 من شباط/ فبراير لعام 1997م، تفاجأت عائلته بتردد اسم إياد عبر وسائل الإعلام، أنه طعن جنديا صهيونيا على معبر رفح الحدودي، حينما كان تحت سيطرة الاحتلال “الإسرائيلي” آنذاك.

وأشار إلى أن إياد تعرض في بداية اعتقاله للتعذيب والتنكيل القاسي، ثم حكم عليه بالسجن 16 عامًا، لمحاولة قتل جندي وإصابته بجروح خطيرة تسببت بإعاقته.

ولم تقف معاناة إياد عند هذا الحد، فبعد عامين من اعتقاله وفي سجن “نفحة” الصحراوي، تمكن من ضرب أحد ضباط أمن الاحتلال في السجن، ثأرا من انتهاكات الاحتلال في وتفتيشهم المهين والمستفز للأسرى، فعقد له الاحتلال محكمة جديدة، وأضاف له ستة أعوام على حكمه السابق، ليصبح إجمالي محكوميته 22 عامًا.

ومنذ لحظة اعتقال إياد، أشار ابن عمة الأسير إلى أن الاحتلال لم يسمح لذويه بزيارته، متحججًا بأنهم ليسوا من درجة القرابة الأولى، سوى عمته الستينية التي تمكنت من زيارته مرة واحدة عام 1999م، ومنعت بعد ذلك كونها والدة الاستشهادي محمد أبو هاشم منفذ إحدى العمليات في منطقة كيسوفيم شرق خانيونس عام 1995م.

وبعد محاولات من التنسيق من عاطف والعائلة، استطاعت والدته أن تزوره مرة واحدة عام 2000م، معللاً أن الصعوبة كانت في عدم حمل إياد وعائلته الهوية الفلسطينية وإنما وثائق سفر.

وأكمل إياد -حسب ابن عمته عاطف- تعليمه في الأسر؛ حيث التحق بكلية الأقصى لدراسة دبلوم في الدراسات الاجتماعية، ليكمل بعدها درجة البكالوريوس في التخصص نفسه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات