عاجل

الأحد 26/مايو/2024

الذئب في وارسو

إياد القرا

ذهبت الأنظمة العربية إلى مؤتمر وارسو يطلبون ود الولايات المتحدة بالتقرب للاحتلال الإسرائيلي، وقد تفاخر نتنياهو بالجلوس إلى جوار المسؤولين العرب، ويناقشون كيفية مواجهة ما يسمى الخطر الإيراني، بينما تجاهل العرب الذئب المجرم الذي يجلس بجوارهم ويداه ملطختان بالدماء وآخرهم الشهيد الطفل الذي قتله نتنياهو على حدود غزة الشهيد حسن شلبي، وقبله عشرات الشهداء والجرحى، ويحمل تاريخا طويلا من الجرائم ضد الشعوب العربية التي حضرت أنظمتهم لتجلس إلى جانب الذئب.

التطبيع الرسمي العربي لم يغادر المستوى الوزاري والرسمي العربي وسط غياب لأي شكل من أشكال المشاركة الشعبية، لذلك ظهرت الأنظمة منعزلة في وراسو، وستعود لعواصمهم معزولة منبوذة عن شعبها، بدليل الرفض العشبي الشامل للمطبعين، وسجل بظهور مجموعات من الشبان العربي بينهم خليجيون ضد التطبيع، وعمانيون ضد التطبيع، وكويتيون التطبيع، ومغاربة ضد التطبيع، وقائمة تطول من الرفض الشعبي للتطبيع مع الاحتلال، ورفض تقرب الأنظمة من الذئب الذي ظهر في وارسو.

رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو ادعى نصرًا مزورًا يرغب بالاستفادة منه لصالح الصراع الانتخابي الداخلي، وهو الملف الذي يلعب به خلال الأشهر الأخيرة، وفي حقيقته فشل ذريع على مستوى التطبيع في ظل الرفض الشعبي، ومتوقع ارتفاع مقاومة التطبيع مع الاحتلال كما حدث في المغرب العربي والتحركات الشعبية الواسعة للضغط على الحكومة المغربية لرفض زيارة نتنياهو للمغرب، وكذلك مقاطعة المئات من اللاعبين العرب في المباريات والمنافسات الدولة في حال حضور أو مشاركة الاحتلال.

الذئب الذي جلس في وراسو إلى جانب الأنظمة المغيبة التي تختطف الحكم في دولها، لن تنال شيئا من الذئب، يضاف لهم السلطة التي قاطعت المؤتمر في حركة بهلوانية عن مواجهة الاحتلال، بينما هي ترتبط مع الاحتلال بما هو أخطر من التطبيع وهو التنسيق الأمني مع الاحتلال الذي يعتقل بسببه الآلاف من المقاومين في سجون الاحتلال والسلطة، ويمارسون الاعتداءات المشتركة ضد الفصائل الفلسطينية، كما اعترف بذلك رئيس السلطة محمود عباس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات