الأحد 19/مايو/2024

قتيبة عازم.. نصير الأسرى والأقصى معتقلًا سياسيًّا

قتيبة عازم.. نصير الأسرى والأقصى معتقلًا سياسيًّا

“ما بدي إلا أن يمضي هالشهر على خير ويضل بينا. ما بدي أفجع بخبر جديد”.. بتلك الكلمات استقبلت والدة المعتقل السياسي لدى السلطة الشاب قتيبة عازم، فبراير الذي شهد ميلاده دون أي قبلة منها على خده.

تقول والدته لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بيكفي .. قتيبة أخذ نصيبه وزيادة؛ ويجب أن يضعوا ابني تاجا على رأسهم، بدلاً من اعتقاله”، مناشدةً مؤسسات حقوق الإنسان بالدفاع عنه وعن المعتقلين السياسيين.

الثائر لأجل القدس
عازم، البالغ من العمر 28 ربيعاً، برز نشاطه في ضواحي مدينة نابلس والقدس المحتلة، مدافعاً عن الأسرى في سجون الاحتلال واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك؛ إلا أن ذلك الدفاع كان السبب في اعتقاله لدى أمن السلطة، واتهامه بـ”إثارة النعرات الطائفية”.


قتيبة عازم

وتضيف إيمان حمد، والدة عازم المضربة عن الطعام منذ عدة أيام للمطالبة بإطلاق سراح فلذة كبدها: “ابني معتقل منذ نحو شهر، ومنعوني من الزيارة كثيراً، حتى أضربت عن الطعام وزرته مؤخرا”، مؤكدة أن ابنها تعرض للتعذيب والتحقيق القاسي في سجن جنيد بمدينة نابلس.

أم صهيب تنتظر ابنها على أحر من الجمر للاطمئنان عليه، خاصة مع وضعها الصحي الصعب، محملة السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن حياته.

ويعد عازم أحد المعتقلين السياسيين الذين تنتهج معهم السلطة الفلسطينة والاحتلال الإسرائيلي سياسة “الباب الدوار”؛ إذ اعتقل وهو في المرحلة الثانوية عام 2008 في سجون السلطة إضافة إلى اعتقاله لدى سلطات الاحتلال.

وبلغ عدد مرات اعتقاله سياسياً نحو 10 مرات لدى أجهزة أمن السلطة، قضى ما مجموعه في زنازينها 8 أشهر، في حين قضى ثلاث سنوات ونصفًا، في سجون الاحتلال.

محاكمات غير عادلة
وعن تفاصيل المحاكمة، يصف مهند كراجة، محامي الدفاع عن قتيبة، محاكمته أنها فاقدة لضمانات المحكمة العادلة، مشيرًا لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن محكمة السلطة مددت مؤخرًا توقيف عازم 15 يوماً للمرة الثانية، مع رفض طلبات إخلاء السبيل، داعياً إلى وقف نهج الاعتقال السياسي في الضفة الغربية.

وفي إحدى جلسات محاكمته الأولى، نقل المحامي كراجة عن المعتقل عازم قوله: إنه “تعرض للتعذيب في أثناء محاكمته قبل أيام، وكسرت نظارته”، موضحاً أن أمن السلطة عرقل حصوله على توكيل للدفاع عنه في محاكم السلطة.

مناشدات
من جهتها ناشدت دعاء عازم، شقيقة قتيبة عبر “المركز الفلسطيني للإعلام” مؤسسات حقوق الإنسان التدخل العاجل لإنقاذ حياة شقيقها قائلة: “أمطرنا يا الله صبراً، حينما أضربنا عن الطعام لم أعلن لكم، وأعلنت الوالدة إضرابها، مع تهاون المؤسسات الحقوقية وصمتها أمام الاعتقالات السياسية وتهاونها في المبادرة بالإفراج عنهم”.

وفي تطورات قضية الاعتقال؛ أوضحت شقيقته على صفحتها على فيسبوك -اليوم الأربعاء- أن أجهزة السلطة قررت اليوم الإفراج عن قُتيبة بكفالة مالية 300 دينار، وهو ما رفضته العائلة جُملة وتفصيلا، وعليه حولت إلى كفالة شخصية مع غرامة 2000 دينار (تماما كوقف التّنفيذ الذي يأخذه الأسير الأمني).

وأشارت إلى أن والدتها جهزت الأوراق، وذهبت إلى سجن الجنيد لتوقيعها، وهناك حولت لمبنى المقاطعة حيث مقر المخابرات الجديد، وتأخر توقيع الأوراق، وأبلغت لاحقا أنها تحتاج أيضا إلى الموافقة من مقر المخابرات الموجود في رام الله.

وقالت: “ساعات لربّما في تعدادهم قليلة، وفي تعدادنا باتت أعواما مديدة، الوقت يمشي على عكاز عجوز تتلكأ في سيرها، تمشي على نبض قلوبنا، تأخذُ أنفاسنا وتتلذذ بمشاعرنا”.

وأشارت إلى أن قُتيبة وإن حصل على إخلاء سبيل، فقضيته لم تنته بعد؛ إذ سَيُلزم بحضور جلسات المُحاكمة التي تقررت عليه إجباريا.

وأضافت “ننتظره بكلِّ ما أوتينا من شوق، ننتَظره بكلّ ما أوتينا مِن فقد. قَدر الصَّابرين انتظار الفَرج، الفَرج الممزوج بالكثير من الخفايا واللّوعة، وكم من عائلة تنتَظر كما ننتظر نحن، ألهمها الله الصّبر والأجر، وجمعها بغائبها عاجلا غير آجل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات