الأحد 19/مايو/2024

محمود الحواجري.. جريح بساق واحدة يربّي الطيور والحيوانات

محمود الحواجري.. جريح بساق واحدة يربّي الطيور والحيوانات

تنبض تفاصيل اليوم في حياة الجريح محمود الحواجري بإيقاع مختلف، فرغم أنه فقد ساقه اليمنى إلا أنه يحاول التكيّف مع معاناته بشكل مختلف.

وكان الحواجري (18 عاما) أصيب في الجمعة الأولى من مسيرات العودة العام الماضي برصاصة متفجّرة اخترقت ركبتيه وأدت لبتر ساقه اليمنى.

يقسّم يومه بين الاهتمام بالدواجن والحيوانات، وتربية النّحل، لكن أكثر ما يتمنّاه الحواجري الآن هو الحصول على طرف صناعي للوقوف مرةً أخرى على ساقيه دون عكازين.


null

جريح بساق واحدة
من بين آلاف المشاركين في الجمعة الأولى انتقى قنّاص إسرائيلي الطفل الحواجري، وسدد له رصاصة متفجّرة حين كان يقف على مسافة عشرات الأمتار من السلك الفاصل.

يقول الحواجري: “اخترقت الرصاصة ركبتي اليسرى ثم اليمنى وتفجّرت، فأغمي علي، وعشت عدة أسابيع في المستشفيات، رفض الاحتلال طلبي للسفر 6 مرات لمستشفى المقاصد، حتى تسممت ساقي وبتروها”.

عندما استيقظ في اللحظة الأولى فزع من رحيل ساقه، وصدم من مغادرتها، وحين أمسك بعكازيه لليوم الأول، سقط على وجهه حتى اعتادهما لاحقاً.

وتأسف والدة الحواجري لحالة ولدها مضيفة: “اختلفت حياته سلباً، يعاني حتى الآن آلاما في ساقه وظهره من أثر الإصابة، ويحتاج للعلاج، أبكي كثيراً لحاله، وأرجو أن ينال طرفا صناعيا ليعتمد على نفسه”.

أما صديقه عبيدة الذي أصيب هو الآخر قبل أسابيع في مسيرة العودة، فهو دائم الملازمة لمحمود يسليه ويسانده، لكنه يلحظ حزناً في عينيه وهو يشاهد الشبان يلعبون كرة القدم.

مربي دواجن ونحل
يمضي محمود معظم وقته في قطعة أرض زراعية تقع خلف منزله، هناك عالمه الخاص حيث اعتاد الاهتمام بصناديق تربية النحل والدواجن، وثلاثة كلاب من عدة أنواع.


null

يقول محمود: “في هذه الصناديق نجهّز كل ما يلزم النحل، ونحضّر له براويز يصنع بداخلها الشمع، ويبني بيته على شكل ألواح، أنا مهتم مع أسرتي بتربية النحل منذ 10 سنوات، لكن الموسم الحالي سيئ بسبب قلّة الزهور”.

تعد قطة الأرض الزراعية خلف منزله، التي يمضي فيها معظم وقته مع النباتات والدواجن والحيوانات، أهم تفاصيل اليوم في حياة الجريح الحواجري.

ويتابع: “هنا أجد متعتي وأنسى جراحي، وأتسلّى بعد أن حرمني الاحتلال ساقي، تارةً أكون بجوار دواجني وتارةً أتفقد صناديق النحل، ومراراً أهتم بثلاثة كلاب من عدة أنواع ربيتها منذ كانت صغيرة”.

يقطع حديث محمود أحد الكلاب الصغيرة من نوع غريب ألف مداعبته طوال اليوم، وقد افتقده في الأسابيع الأولى من غيابه عن البيت.


null

ويضيف: “لدي مكان آخر فوق السطح أحتفظ به بهذا الحيوان، وهو من سلالة نادرة، وهو دائم التعلّق بي، خاصّة من يوم عودتي من المستشفى”.

وتنتشر في قطعة الأرض الزراعية عدة نباتات وشجيرات تستخدمها أسرة الحواجري زراعة بيتية وموقعاً لتربية الدواجن التي يمضي محمود بجوارها معظم وقته.

ويخشى محمود أن يعجز عن استكمال علاجه والحصول على طرف صناعي يساعده في ممارسة حياته اليومية، حيث أخبره الأطباء بضرورة تركيب الطرف قبل نهاية العام الأول من إصابته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات